تانى السيد البدوى يعود.. وهذه المرة تحت تحالف يدّعى أنه تحالف «الأمة المصرية» والأمة المصرية بريئة منه، لتجمع القوى المدنية لمواجهة الإخوان فى هذه المرحلة والانتخابات القادمة.. ولعل من يسعى السيد البدوى إلى التحالف معه أو ادعائه التحالف معهم ومن يستجيبون لدعوة البدوى يتذكرون أن كل فترة هناك تحالف شكل للسيد البدوى! فمنذ أن وطئت أقدامه حزب الوفد الذى خربه بدأ فى التحالفات، وكانت البداية مع الحزب الوطنى الفاسد. وفى أول يوم له بعد إعلان رئاسته للحزب ذهب إلى صفوت الشريف فى مكتبه لتقديم فروض الولاء والطاعة والتحالف. مقزِّما دور الوفد كحزب مدنى كبير له دور هام فى الحركة الوطنية.. واستتبع ذلك بشرائه جريدة «الدستور» التى كانت عصيَّة على مبارك وابنه وعصابتهما ورجال أعمالهما.. ليقدمها هدية لهم بعد ذلك وباتفاقه مع رجل العادلى القوى فى أمن الدولة اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس الجهاز، وقتها والذى تم الكشف فى ما بعد عن شراكته للسيد البدوى فى بزنسه الخاص وأعماله.
ولم يهمه هنا مصالح البلد.. ولم تهمه الحريات ومستقبل الوطن إنما كان كل ما يهمه مصالحه الخاصة وأعماله.. وقد حصل على مقابل فورى من النظام السابق بصفقات وتراخيص جديدة للأدوية التى يتاجر فيها.
ولم يهمه بالطبع حزب الوفد ودوره الوطنى التاريخى.. فزاد فشله فى إدارة الحزب.. وأصبحت سمعته فى الطين.. ثم كان موقفه من ثورة 25 يناير وقنواته التليفزيونية التى كانت تعمل على إجهاض الثورة.. فالرجل وبزنسه وصناعته قائمة على خير نظام مبارك.. ولم يكن يستطيع البدوى الاقتراب من ميدان التحرير فى أيام الثورة لأنه كان يعرف ماذا سيجرى معه من المعتصمين فى ميدان التحرير. ومع انتقال السلطة إلى إدارة العسكر وجّه السيد البدوى قِِبلته إلى المجلس العسكرى وبدأ يظهِر نفسه على أنه كان معارضا لمبارك، ولكن لا أحد يصدقه فى أنه كان من أكبر المعارضين للتوريث لينضم إلى العسكر فى معارضتهم للتوريث وتستمر أعماله الخاصة فى حضن العسكر وبدأ فى البحث عن تحالفات جديدة من خلال «الوفد» وتواصل مع الإخوان وأحزاب أنابيب مبارك وعدد من الأحزاب الجديدة لتحالف عام انتخابى ولكن فجأة انسحب من هذا التحالف فى إطار ألاعيبه «البزنسية» مدعيا أنه سيقود الأحزاب الأخرى إلى الأغلبية فى البرلمان، ولكن لأن سمعة «الوفد» على يديه أصبحت فى الحضيض فحصل على مقاعد لا تقارَن أبدا بدور «الوفد» وتاريخه وباعتباره حزبا مدنيا، لكن السيد البدوى انتزع منه هذا الدور وأصبح كأى حزب تابع! ليعود البدوى إلى التحالفات مرة أخرى مع الإخوان داخل مجلس شعب الإخوان ليحصل على وكالة المجلس.. وبعض المناصب التافهة، وليستمر فى أدواره المريبة وتبعيته للذين يديرون البلاد وكذلك الذين هم فى السلطة، ويقوم السيد البدوى بدور غريب ومريب فى تشكيل الجمعية التأسيسية التى تكتب الدستور حاليا، فقد كان «العرّاب» بين الإخوان والعسكر ليفاجأ أعضاء الأحزاب المدنية التى حضرت اجتماع «العسكرى» مع القوى السياسية بموقف السيد البدوى من احتساب قوى إسلامية من نسبة القوى المدنية!
فالرجل يعرف ماذا يفعل لصالح «بزنسه» لا يهمه هنا لا دستور ولا قوى مدنية. فيا أيها الذين فى القوى المدنية ألم يصلكم بعد ما يفعله السيد البدوى؟! ألم يصلكم ما فعله فى حزب الوفد نفسه وقد جعله حزبا سىئ السمعة؟! ألم يصلكم ماذا فعله ويفعله فى الصحافة؟! فيها أيها السادة: لا تصدقوا السيد البدوى.