ما إن كتبت عن السيد البدوى «الفلول»، كاشفا عن سياساته الموالسة والمنافقة، سواء كانت لنظام حسنى مبارك «المخلوع» وعصابته، وعلى رأسهم رئيس مباحث أمن الدولة السابق، اللواء حسن عبد الرحمن، «المحبوس» على ذمة قضية قتل المتظاهرين. ولم يكن ذلك باعتباره رجل سياسة، وإنما كرجل أعمال -لا فرق بينه وبين أحمد عز- للمحافظة على بزنسه الخاص (الذى لا يعرف أحد كيف بناه) حتى استدعى اثنين صحفيين من مستخدميه فى قناته الخاصة، وأحدهم من فلول الحزب الوطنى، الذى كان يستخدم من قبل قيادات الحزب، لنقل الرسائل الصحفية المستخدم فيها.. ليحاول الدفاع عن نفسه وعن فلوله. بالمناسبة أنا ممن يعتبرون السيد البدوى نفسه «فلول»، ويجب أن يطبق عليه العزل السياسى، ويرى كثيرون غيرى ذلك. وقد تعود السيد البدوى على ذلك، وليس لديه مانع من شراء الذمم وإفسادها.. فعل ذلك مع الكثيرين، ليس آخرهم عبد الله كمال رئيس تحرير «روز اليوسف» «المخلوع»، بمنحه شهادة لتبرئة ذمته المالية أمام جهاز الكسب غير المشروع، وهذه قصة سيأتى أوانها لسرد تفاصيلها. وشىء طبيعى أن يدافع أى شخص عن نفسه.. ومن حق السيد البدوى الدفاع عن تاريخه القريب سيئ السمعة، الذى بات يعرفه الجميع، سواء داخل «الوفد» أو خارجه، ومن حقه الدفاع عن «فلوله» الشخصى أو فلول الحزب الوطنى، الذى ضمهم إلى الحزب، ليبدو أن الحزب أصبح كبيرا ومؤثرا على يديه بهؤلاء الفلول. ومع هذا.. من حقه ذلك كأى ممارس سياسة.. ولأنه ليس له علاقة بالسياسة، وإنما كل علاقته هو استخدام السياسة فى صالح بزنسه الخاص، بالاتفاق مع أى نظام موجود وأجهزته الأمنية، لمنحه الحصانة والتراخيص وغير ذلك. لكن فاجأنا السيد البدوى فى حواره مع مستخدميه الصحفيين بأنه رجل ثورى.. ولولاه لما قامت ثورة 25 يناير. تخيلوا.. السيد البدوى الذى كان يواسى النظام، ويطالب بعدم التعرض لفساد مبارك وابنه، ويدخل فى شراكة مع رئيس مباحث أمن الدولة، وهو الذى ذهب بعد اختياره رئيسا للحزب إلى صفوت الشريف، ليقدم فروض الولاء والطاعة.. هو الثورى الذى كان شرارة ثورة 25 يناير.. فى نفس الوقت الذى كان فيه رافضا لخروج المظاهرات والاحتجاجات فى 25 يناير، وهو الذى اشترى جريدة «الدستور»، ودفع من ماله الخاص الملايين، ليقدمها هدية للنظام السابق، وهو الأمر الذى تبناه رئيس تحرير صحيفة «الوفد» الذى أصبح رغم ذلك وزيرا للإعلام الآن فى حكومة الثورة.. لينكشف أمام الناس بتحريضه ضد الوطن فى أحداث ماسبيرو الأخيرة. يقول السيد البدوى «الثورى» فى حواره المستخدم: «الجميع يعلم أن (الوفد) كان معارضا شرسا للنظام منذ عودته، ومنذ مجيئى لرئاسة الحزب قلت يوم 8 أغسطس 2010 إن مصر أكبر من أن تورث، وإن مصر ليست تراثا أو عقارا كى يورث.. وقلت إنه لن يحدث توريث فى مصر.. وعندما انسحبت من الانتخابات البرلمانية الماضية كان ذلك بداية الثورة المصرية.. فلو كان قبل (الوفد) العروض المغرية، حتى لا ينسحب من الانتخابات، وكذلك الإخوان، كان سيظل البرلمان قائما.. انسحاب (الوفد) والإخوان قرار مهد لقيام الثورة.. فأنا -السيد البدوى طبعا- كنت أول رئيس حزب عقد مؤتمرا صحفيا يوم 25 يناير، وأعلنت يوم 28 يناير أن الرئيس مبارك فقد شرعيته وعليه أن يرحل..». يا ألطاف الله.. أين يذهب الكذابون؟! فالأخ السيد البدوى هو الذى أرسل رامى لكح ومحمد مصطفى شردى إلى أنس الفقى يوم 25 يناير، لمشاركتهما بشكل شخصى، بعيدا عن «الوفد» فى مظاهرات 25 يناير.. والحقيقة عندهما بعدما خلع البدوى منها.. فالرجل ما زال يحافظ على مصالحه، خصوصا أن قناته التى بدأ من أيامها الظهور فيها كانت من القنوات المحرضة ضد الثورة والثوار، وكانت تدار من أنس الفقى وأمن الدولة.. وهو أمر لا يحتاج إلى دليل.. فقد كانت واضحة وضوح الشمس. ولم يظهر البدوى أبدا فى الثورة.. ولم يكن يستطيع أو يجرؤ أن يدخل ميدان التحرير.. فهو يعرف كيف سيكون مصيره. وهو الرجل الذى يقول إنه أصدر بيانا يوم 28، باعتبار أن حسنى مبارك غير شرعى.. فلماذا إذن هرع إلى أى اجتماع للحوار، سواء كان مع حكومة أحمد شفيق أو نائب الرئيس المخلوع عمر سليمان، ويحاول أن يكون فى المشهد؟! والغريب أنه يقول إنه وضع على قوائم المنع من السفر، وهو الأمر الذى يكشف عنه لأول مرة.. ويتمسح فى أن يكون قرارا سياسيا.. وربما يكون قرارا مثل ما اتخذ مع شريكه علاء الكحكى. ولم يقل لنا هل ما زال ممنوعا من السفر أم لا. إى نعم حزب الوفد كان معارضا شرسا بعد عودته على يد فؤاد سراج الدين.. ومن ثم جرى تجميده أيام الرئيس السادات.. لكن وفد السيد البدوى أصبح دكانة خاصة وفرعا لشركاته. وبعدين يا أيها السيد البدوى الثورى.. نقطنا بسكاتك، فكل ما تتكلم تكشف نفسك أكثر.. وهنيئا لك «فلولك» وشركاؤك الجدد! ويا أيها الشركاء الجدد اسألوا عن السيد البدوى فى طنطا!