بطولة الأسترالى المسلم أحمد الأحمد لم تنقذ العشرات من موت محقق فحسب ولكنها أبطلت سيناريو إعلاميا مجرمًا أعده نتنياهو ورفاقه الأشرار لتسويق السردية الباطلة فى معاداة السامية كما أنقذ سمعة الإسلام فى أستراليا. اندفع البطل المسلم بشجاعة منقطعة النظير نحو الإرهابى الذى يحمل بندقية ودون خوف ولا حساب للعواقب ليكبل حركته ويلقيه أرضًا بعد أن سلبه بندقيته حتى وصف المشهد حاكم ولاية نيو ساوث ويلز بأنه «أكثر المشاهد التى لا تصدق فى حياتى» وهو حقا مشهد لا يصدق، فالجميع يفر أمام إطلاق النيران، والشرطة وكأنها غير موجودة، وإذا بالأرض تنشق عن هذا البطل المسلم فيغامر بحياته دون أن يعرف هوية الضحايا، إنه يدافع عن الإنسانية بفطرته. البطل أحمد الأحمد أبطل سردية نتنياهو الذى قتل وجرح قرابة المليون فإذا تظاهر أحد ضد جرائمه التى وثقتها المحاكم الدولية وكاميرات الإعلام ووثقها كل شهود العيان اعتبر ذلك معاداة السامية. الأحمد ينحدر من أصول سورية أصيب برصاصتين وقد أحسن رئيس وزراء أستراليا حينما وصفه بالبطل وزاره فى المستشفى، وأشاد به ترامب نفسه، أما نتنياهو وإسرائيل فلم تنطق بكلمة شكر له فهم أصلا لا يشكرون أحدا. نتنياهو لم يكن يتمنى أن تنتهى هذه القصة بهذه النهاية، كان يريدها بابا جديدا يلجأ منه إلى وصم العرب والمسلمين جميعًا بالإرهاب والقتل. الأصل فى المسلم أنه يرفض قتل المدنيين من أى جنس أو لون أو عرق، الإسلام يقاتل العدو فى ميادين الحرب فقط «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا» وفسر قوله «وَلَا تَعْتَدُوا» بقتل المدنيين. الأحمد هو نموذج للمسلم الحقيقى الذى يرفض قتل المدنيين مهما كان عرقهم ودينهم وجنسهم. المسلم الحقيقى هو الذى يعلم أين يضع السيف، فالمسلمون لهم أخلاق ولسيوفهم أخلاق أيضا كما قال الرافعى، فلا تقاتل فى المكان الخطأ أو الزمان الخطأ أو بالطريقة الخطأ. الأحمد أفاد الإسلام ونفع الدين فى كل البلاد الأوروبية وأستراليا وأمريكا أكثر من الذى حمل البندقية ليطلق الرصاص بغير هدى ولا كتاب مبين. كل العالم يتأمل وينتظر أفعال المسلمين لا أقوالهم، وعلى كل مسلم أن يعلم أنه على ثغرة من ثغور هذا الدين فلا يؤتى الدين من قبله ولا يطعن الدين من جهته، خاصة إذا كان من أهل التدين والدعوة أو يعيش فى بلاد غير المسلمين. الإسلام ينهى تماما عن قتل المدنيين وهذا من المجمع عليه فقهيا «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ» فقط، وفيه وصية الرسول «ص» «لا تقتلوا طفلا ولا امرأة ولا شيخًا ولا فانيا ولا راهبًا فى صومعته، ولا تقعطوا شجرة ولا نخلا» وله أحاديث أخرى كثيرة تصب كلها فى النهى عن قتل شرائح مثل الرسل، والمرضى، والزمنى» مما يعرف فى القانون الدولى الحديث بالمدنيين. أحمد الأحمد لم يطلب البطولة أو أن يعرفه الناس ولكن الله خلد بطولته وأنقذ به العشرات فى الاحتفال اليهودى ومعها سمعة الإسلام فى أستراليا. الإرهابى «نافيد أكرم» أضر بسمعة الإسلام «وأحمد الأحمد» رفع سمعة الإسلام. هذا أوصل رسالة شر وقتل، وهذا أوصل رسالة سلام. أكرم وضع السيف فى المكان والزمان والهدف الخطأ. الأحمدى دافع عن قضية عادلة ورفع الظلم لوجه الله. أكرم لم يفهم أن ما فعله سيفيد نتنياهو ويضر المسلمين. الأحمدى فهم المغزى العميق من سلوك مهاجرى الحبشة الذين لم يحدثوا حدثا يضر بالدولة المضيفة لهم. أكرم كاد يضع عدة ملايين مسلم أسترالى فى حرج وعنت لسنوات لولا شجاعة ورجولة الأحمد.