هل يجوز للحامل والمرضع أداء فريضة الحج؟    وزير الإسكان: تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع «جنة» للفائزين بمدينة القاهرة الجديدة    براتب يصل ل 500 دينار.. 45 فرصة عمل بالأردن في شركات زراعية وغذائية وصناعات خشبية (قدم الآن)    النواب يحيل 33 تقريرا إلى الحكومة لتنفيذ توصياتها    وزير المالية يكرِم الدكتور السيد صقر نائب رئيس مصلحة الضرائب لبلوغه سن التقاعد    محافظ أسيوط: توفير 706 فرصة عمل لشباب الخريجين بمراكز المحافظة    رئيس مياه القناة: حملة مكثفة لأعمال تطهير وصيانة بيارات المحطات وشبكات الصرف الصحي    التخطيط القومي يعقد برنامجا تدريبيا للإعلاميين حول مهارات قراءة وتحليل التقارير    شون وصوامع المنيا تستقبل 266 ألف طن من القمح ضمن موسم توريد 2025    تغير المناخ يهدد زراعة الموز في العديد من البلدان    أمريكا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة.. اعرف النسب الجديدة    وزير الخارجية والهجرة يُجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه العماني والإيراني    رومانو: التخطيط لتواجده في مونديال الأندية.. تشابي ألونسو مديرا فنيا ل ريال مدريد    ضبط 33.8 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تأجيل محاكمة المتهم بقتل والده في مشاجرة بطوخ لجلسة أغسطس المقبل    مدير مزرعة يشرع في قتل عامل بالشيخ زايد    عرض ومناقشة فيلم "سماء أكتوبر" في مكتبة المستقبل    هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إسرائيل ستوفر ممرا آمنا لإطلاق سراح عيدان    تكريم غادة جبارة ومنال سلامة خلال حفل افتتاح مهرجان المسرح العالمي بالإسكندرية    مسرح 23 يوليو بالمحلة يشهد ختام العرض المسرحي «الطائر الأزرق»    اختتام بطولة الرماية لضباط الشرطة    لماذا يرتدي الحجاج "إزار ورداء" ولا يلبسون المخيط؟.. د. أحمد الرخ يجيب    متحدث الصحة: الفريق الطبي يأتي على رأس أولويات الرئيس السيسي    جنوب سيناء.. فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يرصد مخالفات بمستشفى دهب    تعويض 2000 جنيه.. البترول تعلن خلال ساعات آلية تقديم أوراق المتضررين من البنزين.. فيديو    ترامب يعلن اعتزام قطر إهداء طائرة لوزارة الدفاع الأمريكية    انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    استمرار الموجة جديدة الحرارة بالأقصر.. والعظمى 42    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بدار السلام بسوهاج    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    ضبط 50 طن قمح بمخزن حبوب غير مرخص بالمنوفية    موعد مباراة الهلال والعروبة في الدوري السعودي للمحترفين والقناة الناقلة    «قصر العيني» يحصل على اعتماد الجمعية الأوربية لأمراض القلب    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    القافلة الطبية بقرية الوسطاني بدمياط تقدم خدمات علاجية مجانية ل 1758 مواطنا    هبوط سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الاثنين    رئيس «دي إتش إل» يتوقع استفادة من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    قرار عاجل من الأهلي بشأن عماد النحاس.. مدحت شلبي يكشفه    في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح    تمثيلية يؤديها مدمن كوكايين.. صحفية أمريكية تعلق على تصريحات زيلينسكي حول وقف إطلاق النار    إصابة طالب بحروق إثر حادث غامض في البراجيل    قبل بوسي شلبي ومحمود عبدالعزيز.. زيجات سببت أزمات لأصحابها في الوسط الفني    السعودية تواجه الأردن وديًا استعدادًا لمواجهتي البحرين وأستراليا    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    صراع تركيا وإسرائيل على كعكة سوريا.. مَن يكسب النفوذ في البلد الممزق؟    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    يارا السكري ترد على شائعة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    عباس شومان ينفي وفاة الدكتور نصر فريد واصل    رياضة ½ الليل| انتصار الطلائع.. عودة عواد.. البارسا يطيح بالريال.. وتطور أزمة زيزو    منافسة رونالدو وبنزيما.. جدول ترتيب هدافي الدوري السعودي "روشن"    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    فتوح: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي بالضفة يهدف لترسيخ الاستعمار    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر حول تجديد الخطاب الدينى.. لماذا يحارب المسلم؟ «10»
نشر في اليوم السابع يوم 22 - 07 - 2014

فى المقال السابق تكلمنا عن أول أنواع الجهاد فى الإسلام والذى فرض فى العهد المكى، وهو الجهاد بالدعوة والتعليم ونشر الحق والتمسك به ودحض الباطل وإصلاح النفس بالمجاهدة، وقلنا إن هذا النوع هو الأصل فى معنى الجهاد فى الإسلام، ومع هجرة الرسول إلى المدينة المنورة بقيت هذه الأصول الجهادية غير أن ظروفا جديدة نشأت مع استقراره فى المدينة، اقتضت قيام المسلمين بواجبات إضافية فى هذا المجال ويمكن تلخيص هذه الظروف فى أن الهجرة أدت إلى نشأة أول دولة بأغلبية إسلامية بكل مقوماتها الأساسية، من كتلة بشرية متماسكة، ودستور يؤسس لنظام قانونى يرعى علاقة ما بين أفرادها تمثل فى وثيقة المدينة، ومسؤول عن حماية هذا النظام وإدارة شؤونه وهو سيدنا محمد الرئيس الأول لهذه الدولة، وأرض يستقر عليها ذلك كله، هذه الظروف الجديدة والتى تمثل مكتسبات للأمة الإسلامية الناشئة بعد جهاد العهد المكى وما تحملوه فيه من مشقة أدت إلى ضرورة السعى إلى حماية هذه الدولة وشعبها من المخاطر التى تتعرض لها الدول من خلال تكوين جيش للدفاع عنها ليقوم أولاً: بتحصين الحدود وحراستها والمرابطة على الثغور، تحسبا لأى عدوان قد يتسرب متجها إلى هذه الدولة، ثانيا: التصدى بالقتال لكل من أقبل يتربص ويعتدى على أى من مقومات هذه الدولة أو على شعبها وهذا كله حق مشروع لأى دولة، ومن ثم شرع الجهاد بالمعنى القتالى أو الحرب.
ومن هنا يطرح سؤال من أخطر الأسئلة فى الإسلام وهو: هل الحرب فى الإسلام مقصورة على الدفاع أم يتجاوز ذلك لإكراه الناس بالقوة على الدخول فى الإسلام أو تطبيق أحكامه؟
نقول وبكل حسم إن الإسلام حصر السبب الموجب للجهاد القتالى فى الدفاع عن النفس ضد أى معتدٍ يبادر بالاعتداء على المسلمين وهو ما يسمى شرعا درء الحرابة وبذلك قال جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1 - أن الإكراه على الحق لا وجود له فى الرسالات السماوية كلها وقد وردت فى القرآن آيات تزيد على مائة وعشرين آية تفيد كلها أن نشر الإسلام أساسه الإقناع الهادئ، والتعليم المجرد، وترك الناس أحرارا بعد عرض الدعوة عليهم ليقبلوها أو يردوها مثل قوله تعالى فى سورة البقرة آية 256: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ» وهذا نفى فى معنى النهى أى لا تكرهوا أحداً على الدين، وقوله فى سورة يونس آية 99: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، بمعنى لا يحق لك أن تكره الناس على الإيمان، وقوله سبحانه فى سورة هود آية 28 على لسان سيدنا نوح عليه السلام: «قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّى وَآتَانِى رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ»، وقوله تعالى من سورة النور آية 54: «قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ»، فحصر مهمة الرسول فى البلاغ، هذه الآيات وغيرها كثير يدل على أنه لا يوجد فى الإسلام ما يسمى بمحاربة الناس لإكراههم على التمسك بالدين أو الدخول فيه وترك معتقداتهم، وكما أن الله لا يعاقب من أكره على فعل الشر فإنه أيضا لا يقبل إيمان من أكره على الإيمان ولم يختاره عن اقتناع، وإن الإكراه سلاح كل فقير فى براهينه فاشل فى إقناعه، أعوزه المنطق فأسعفته العصا، والحمد لله الإسلام فيه من الإعجاز العقلى والقدرة الذاتية على الانتشار والانتصار بالحجة ما يغنيه تماما عن الإكراه.
2 - كذلك فإن آيات القرآن حسمت أن موجب قتال المسلمين لغيرهم إنما هو صد العدوان الصادر منهم ضد المسلمين والآيات فى ذلك كثيرة منها فى سورة البقرة آية 190 إلى 194: «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ، الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»، فقوله تعالى: «الذين يقاتلونكم» تعليق للحكم بأنهم يقاتلوننا، فدل على أن هذا علة الأمر بالقتال، وقوله: «ولا تعتدوا» والعدوان مجاوزة الحد فدل على أن قتال من لم يقاتلنا عدوان، ويدل عليه أيضا قوله «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، فدل على أنه لا تجوز الزيادة، ثم قال: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة» والفتنة تحويل المسلم عن دينه قسراً بالاعتداء عليه وتعذيبه.
- وقد ادعت طائفة ممن يعتقدون أن الجهاد القتالى يكون لإكراه الناس على الإيمان أن الآيات السابقة تم تعطيل العمل بها بالنسخ بآية سموها آية السيف التى يعتمد عليها الجماعات الإرهابية فى قتل الأبرياء بدعوى تطبيق الشريعة ونصر الدين وهى قول الله من سورة التوبة آية 5: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، وهذا الفهم هو محض افتراء وفيه تلبيس خطير فإن كلمة المشركين فى الآية وعلة الأمر بقتالهم تم شرحها فى الآيات التالية لها من آية 6 إلى 13: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ، كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ، اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، لَا يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ، فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِى دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ، أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»، فماذا نفهم من هذه الآيات لدى التأمل فيها؟ نفهم منها بوضوح نقيض المعنى الذى فهمه جماعات التطرف فهى أكدت أن هناك فريقين من المشركين الفريق الأول لم يعتد على المسلمين والتزم بالمعاهدات وهذا أمرنا بحمايته ورعايته وإبلاغهم أماكن أمنهم عندما يرغبون فى الرحيل دون أن يؤمنوا والبر والقسط عند معاملتهم، والفريق الثانى من المشركين هم من ينقضون المواثيق ويصرون على الاعتداء على المسلمين فهؤلاء من أمرنا بقتالهم دفاعا عن أنفسنا وهذا مشروع ليس بالقرآن فقط وإنما بالمواثيق الدولية أيضا.
- ومما يذكره أيضا جماعات التطرف كدليل لارتكاب جرائمهم ضد البشرية الحديث الذى رواه الشيخان عن ابن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله»، ونقول بداية إن هذا الحديث غريب الإسناد ولم يروه الإمام أحمد وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن من العلماء من استبعد صحته، وعلى الرغم من ذلك فإن الحديث إن صح فإنه لا يفيد ما اعتقدوه فلفظ: «أُقاتل» يختلف تماما عن لفظ: «أقتل»، فأُقاتل على وزن أُفاعل وهو فى اللغة العربية يدل على المشاركة فهو لا يصدق إلا تعبيرا عن مقاومة من طرفين بل هى لا تصدق إلا تعبيرا عن مقاومةٍ لبادئ سبق إلى قصد القتل فالمقاوم للبادئ هو الذى يسمى مقاتلاً، فالحديث معناه: أمرت أن أصدّ أى عدوان على دعوتى الناس إلى الإيمان بوحدانية الله، ولو لم يتحقق صدّ العدوان على هذه الدعوة إلا بقتال المعادين والمعتدين فذلك واجب أمرنى الله به ولا محيص عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.