مصر تطلق جيلًا ذهبيًا من "سفراء القرآن".. 3.5 مليون جنيه جوائز وبث عالمي لأصوات برنامج «دولة التلاوة» القاهرة – حقق برنامج «دولة التلاوة»، الذي يُعد أضخم تعاون بين وزارة الأوقاف المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، نجاحًا باهرًا في الكشف عن جيل جديد من القراء المتميزين، حيث استقطبت الاختبارات الأولية ما يزيد عن 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات. وخضعت هذه الحشود لتصفيات دقيقة تحت إشراف لجنة تحكيم تضم نخبة من كبار العلماء وخبراء المقامات، على رأسهم الشيخ حسن عبد النبي والدكتور طه عبد الوهاب، والداعية مصطفى حسني، مما يضمن اختيار مواهب تجمع بين الإتقان الشرعي والجمال الصوتي.
وقد استقرت اللجنة العلمية، برئاسة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، على اختيار أفضل 32 موهبة شابة لخوض غمار المنافسات النهائية، في خطوة تهدف إلى إعادة البريق لمدرسة التلاوة المصرية العريقة. ولا تقتصر أهداف البرنامج على المنافسة الفنية فحسب، بل يسعى إلى تعزيز الوعي القرآني لدى الأجيال الجديدة وربط الشباب بهويتهم الدينية من خلال منصة عصرية ومبتكرة تدمج بين التراث الأصيل وأدوات الإعلام الحديثة.
ورصد القائمون على البرنامج جوائز مالية ضخمة تبلغ قيمتها الإجمالية 3.5 مليون جنيه، حيث سيحصل الفائزون بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما. وتتجاوز الحوافز الجانب المادي لتشمل فرصًا استثنائية لصناعة "نجم قرآني"، من بينها تسجيل المصحف الشريف كاملًا بأصوات الفائزين لبثه عبر قناة "مصر قرآن كريم"، مما يمنح هذه المواهب الشابة منصة عالمية للوصول إلى ملايين المسلمين حول العالم.
وفي لفتة تكريمية رفيعة المستوى، سيحظى الفائزون بفرصة إمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين التاريخي خلال شهر رمضان المبارك المقبل، وهو ما يمثل ذروة النجاح لأي قارئ شاب. ويأتي هذا التكريم ليعكس رؤية الدولة في استعادة مصر لمكانتها كقلب نابض لدولة التلاوة، وتأكيدًا على أن الحناجر المصرية ما زالت قادرة على حفر أسمائها في سجلات التاريخ إلى جوار العمالقة الأوائل.
من جانبهم، أشاد أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ بالبرنامج كنموذج ناجح للاستثمار في "الإنسان المصري"، مؤكدين أن دعم مثل هذه المبادرات يساهم في بناء شخصيات واعية ومثقفة دينيًا. وأشار البرلمانيون إلى أن «دولة التلاوة» لا يكتفي بصناعة قراء جدد، بل يمثل حائط صد فكري وقيمي يرسخ الأخلاق والالتزام لدى الشباب، ويفتح أمامهم آفاقًا واسعة للتميز والتمثيل الدولي لمصر في كبرى المحافل القرآنية.