بيان شديد اللهجة، وجهته منظمة العفو الدولية إلى جماعة الإخوان المسلمين والسلطات الحاكمة فى القاهرة، التي يقودها رئيس إسلامي، بسبب ملاحقة عدد من الإعلاميين بتهمة ترويج معلومات كاذبة وإهانة الرئيس محمد مرسي. وقالت المنظمة الدولية إن على جماعة الإخوان المسلمين والسلطات الحاكمة القبول بالنقد العلنى لمواقفهم وأفعالهم من دون التخفي وراء قوانين تعود إلى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، تجرم ممارسة الحق فى حرية التعبير.
وأضافت المنظمة أن ملاحقة إسلام عفيفى، رئيس تحرير جريدة «الدستور» بسبب انتقاده الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين يجب أن يتوقف ولا بد من حماية حرية التعبير.
وقالت حسيبة شارونى، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى منظمة العفو الدولية، إن «كلا من السلطات وجماعة الإخوان المسلمين لا بد أن يتقبلوا النقد العلنى لمواقفهما وأفعالهما من دون محاولة التخفى وراء قوانين مبارك التى تجرم ممارسة الحق فى حرية التبعير.. وعلى مصر احترام التزاماتها الدولية وضمان أن لا يتعرض الناس للملاحقة الجنائية بسبب توجيههم للانتقادات بطريقة سلمية، حتى ولو كان ما يقولونه ينظر إليه على أنه مسىء».
وقالت المنظمة إن عدد 11 أغسطس من جريدة «الدستور» جرت مصادرته عن طريق السلطات بداعى أن الصحيفة زعمت أن الإخوان يحاولون إقامة دولة إسلامية فى مصر، كما أن الرئيس مرسى حذر الإعلام بشكل علنى فى 9 أغسطس من نشر «الشائعات» التى تهدد استقرار مصر.
وتابعت: «إن مواصلة ملاحقة الصحفيين فى مصر بسبب كتاباتهم رغم ثورة 25 يناير والآمال التى انعقدت عليها فى التغيير أمر مخيب للآمال للغاية.» وأشارت إلى أن مصر عضو بالاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية، التى تضمن الحق فى حرية التعبير. وقالت إنها طالبت مرسى فى مذكرة فى يونيو الماضى بمراجعة وإلغاء التدابير فى القانون المصرى فى عهد مبارك، والمجلس العسكرى، التى كان يتم اللجوء إليها باستمرار لقمع انتقاد السلطات والشخصيات العامة. وكالة «الأسوشيتد برس» الأمريكية هى الأخرى عقبت على قرار حبس عفيفى، بالقول إن «الإسلاميين وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين، صعدوا من حملتهم ضد وسائل الإعلام التى ينظرون إليها على أنها عدائية، بزعم أن وسائل الإعلام تلك تسير وفق أجندة النظام السابق».
وأضافت أن الجماعة تشعر بأنه تمكنت سياسيا بعد انتخاب مرسى كأول رئيس مدنى لمصر فى تاريخها الحديث.
وأشارت إلى أن صحيفة «الدستور» تنشر مقالات تحذر من مخططات إخوانية لتحويل مصر إلى بلد أصولى، وأبرزت المظاهرات المناهضة للإخوان والمقرر لها اليوم الجمعة، وهى المظاهرات التى كانت تدعو فى البداية لحرق مقرات الإخوان، لكنها خففت لهجتها بعد ذلك ودعت إلى مظاهرات سلمية فى القاهرة.