رغم تميز مدينة المحمودية بموقع جغرافي فريد دون غيرها من مدن محافظة البحيرة حيث تقع علي فرع النيل برشيد فإنها تعاني انعدام الخدمات تماماً، فهي تعاني تلوث مياه الشرب لاختلاطها بمياه الصرف الصحي حيث أصيب أهلها بالأمراض الخطيرة كالفشل الكلوي والسرطان لا سيما مرض الكبد الذي احتلت به المدينة المركز الأول علي مستوي الجمهورية من حيث الإصابة ويقوم بحصد الواحد تلو الآخر يومياً دون اهتمام أي مسئول بالمحافظة بحل تلك المشكلة الخطيرة. أما مستشفي المحمودية العام فيعاني كثيراً من المشكلات أهمها أن كل صور الرعاية الصحية تكون علي نفقة المريض، حتي الحقن والشاش والقطن يقوم المريض بشرائها من الخارج لأن صيدلية المستشفي خاوية تماماً، والغريب أن مدير المستشفي يجلس علي مقعد الإدارة منذ نحو 20 عاماً مدعوماً بأقاربه من أعضاء مجلسي الشعب والشوري، حيث لا تخلو دورة برلمانية من وجود ممثل لعائلته في البرلمان. وأهدرت الوحدة المحلية مؤخراً آلاف الجنيهات علي سوق المدينة التي تم إنشائه فوق ترعة الرشيدية بعد ردمها لجمع الباعة الجائلين من شارع الثورة أكبر شوارع المدينة الذي كان يعاني اختناقاً مرورياً شديداً، لكن بعدما تم نقلهم للسوق الجديدة تركوها بعد أيام وعادوا إلي موطنهم الأصلي تاركين السوق التي تكلفت الملايين خالية تماماً، وفي محاولة يائسة للتغلب علي هذه المشكلة قامت الوحدة المحلية بتغيير يوم سوق المدينة من الاحد إلي الجمعة وكأن المشكلة في اليوم وليست العشوائية التي تغرق فيها المحمودية. كما تعاني المدنية أيضاً تهالك شوارعها بحيث لا تصلح نهائياً لسير السيارات فيها، وكذلك طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع باستمرار خاصة شارع الثورة والشوارع المتفرعة منه فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي بصفة مستمرة رغم وجود ثلاث محطات توليد للكهرباء بالمدينة. وللمحمودية تاريخ مشرف ضد الاحتلال البريطاني حيث كانت لأهلها واقعة مشهورة عندما وضعت قوات الاحتلال حاميات في المدن الاستراتيجية ومن بينها مدينة المحمودية إبان الحرب العالمية الأولي، لاسيما أن المدينة كانت هدفاً للألمان لوقوعها علي فم ترعة المحمودية التي كانت ممراً مائياً لنقل البضائع والمجهود الحربي البريطاني من الإسكندرية للقاهرة. وفي ديسمبر 1916 كان الأهالي يحتفلون بزفاف أحدهم وكانوا يسيرون في موكب ويحملون المصابيح والمشاعل وأخذوا يصيحون فظن قائد الحامية البريطانية أنها مظاهرة فأمر بإطلاق النار علي الأهالي، لكن أهالي المدينة تحدوه مما جعل قائد الحامية يطلب أعيان البلدة للتفاوض معهم وتوجه عمدة المدينة درويش الوليلي علي رأس وفد وتقابلوا مع قائد الحامية فطلبوا منه الاعتذار أولاً ثم وضعوا شروطاً أخري من بينها ألا ينزل العساكر إلي المدينة في أي وقت ويبقوا علي مشارف المدينة علي الضفة الشرقية من ترعة المحمودية وسمحوا لهم بنزول مندوبين منهم للمدينة لمدة ساعة قبل الغروب ليشتروا حاجاتهم فقط فوافق القائد. وفي ثورة 1919 حطم أهالي المحمودية قضبان سكك حديد الدلتا وأشعلوا النيران في محطتها الرئيسية بالمدينة، لكن المحمودية التي تصدت للاحتلال وساندت ثورة 1919 فشلت في مواجهة الإهمال الحكومي الذي يفتك بالعشرات من أهلها يومياً.