يا أهلا بالمعارك.. ويابخت من يشارك.. والمعارك هي الانتخابية بأنواعها.. ومن يشارك هم المرشحون علي مقعد وظيفة رئيس جمهورية.. وهي لمن لا يعلم شغلانة متعبة جدا ومرهقة للغاية.. تخيل نفسك كده بتشتغل رئيس.. ومش رئيس أي حاجة لأ رئيس جمهورية.. يا دي الغم والنكد.. حتلاقي إنك مش عاجب أي حد.. طبعا عمرك ما حتعجب الإخوان طالما مانتش منهم.. واليساريين حيشبعوك نقد وتريقه من النوع المتحذلق..ناهيك عن كل جرايد المعارضة.. (مش إسمها معارضه).. بكل تأكيد دي حتبقي عدو ومشتهي نايبة.. يعني عمرك ما حتعجب حد اللهم إلا مراتك واحتمال عيالك.. وطبعا الشلة بتاعتك اللي هم حيكونوا حواليك في كل المراكز الحساسة باعتبارهم أهل الثقة.. وقد استطلعت آراء معظم من أحسست أنهم قد يصلحون لهذه الوظيفة.. وكانت المفاجأة أنهم أجمعوا علي الرفض.. إللي قال لأ مش فاضي.. والتاني استنكر مجرد ترشيحي له وامتعض قائلا وأسيب العيادة لمين ؟؟ وآخر لسه باأقوله طلع فيا.. طب والكنترول أعمل إيه فيه ؟ وإنت عارف دي سبوبة حلوة من السنة للسنة.. (ده شغال موجه).. يا جدعان دي برضه شغلانة حلوة والله... بس إللي يفهمها...!! وواحد قاللي لأ لأن أكيد الشغلانة دي محتاجة صحيان بدري.. وأنا مش مستعد أصحي من النوم قبل الظهر لأي سبب من الأسباب.. وآخر سأل برخامة والمرتب كام ؟؟ وطبعا أنا ماعرفتش أرد عليه.. فأنا رغم أن أصدقائي كتير جدا وفي مجالات شتي.. إلا أنه وياللعجب مافيش حد منهم اشتغل قبل كده رئيس جمهورية !.. وقد حاولت غير مرة أن أقنع بعض من أري فيهم رئيس جمهورية ناجح.. ولكن وللأسف الشديد.. اتفق الجميع علي أنها شغلانة مش ظريفة ولا مريحة.. وكمان كلها وجع دماغ ومشاكل.. وبعدين ده شعب فرعون يا عم.. وما بيبطلوش طلبات.. عايزين مية نضيفة.. وأنابيب بوتاجاز.. وعيش.. وكادر.. وهوا مش ملوث يتنفسوه.. بالذمة ده اسمه كلام ؟! وسيادتك بقي تبقي المسئول عن توفير كل الحاجات دي.. خلاف إللي عايز يشتغل وإللي عاوزة تتجوز.. لا لا خليني ياباشا في شغلتي أنزه وأحسن ( بيشتغل صيدلي).. كان هذا رد أحد أصدقائي وإحنا قاعدين علي القهوة في محاولة مني لإقناعه بالدخول في هذه المعركة للفوز بهذه الوظيفة..علي أساس إن أصحابنا كتير في الداخلية ومش حيتأخروا عننا طبعا.. ثم إنه وطبقا للرؤية العامة للموقف الحالي فإن تفتيت الأصوات وارد بقوة مع الأسماء المطروحة علي الساحة.. وهكذا يمكن أن يتسلل مرشح إلي طليعة القائمة في الزحمة.. هو مين إللي داخل ؟ سأل أحد الموجودين.. عندك البرادعي ونور وممكن زويل وحسن شحاتة كمان.. بس أنا يا جماعة متهيألي لازم يكون عسكري ويا حبذا لو شارك في الحرب وياسلام لو كان عمل كام طلعة جوية يا سلام... ولكنني وحتي أكون أمينا وجدت أنه من الإنصاف أن أعدد أيضا مزايا هذه الوظيفة.. حتي يكون الحكم عادلا.. وبدأت في تثبيت أصدقائي المرشحين.... شوف يا حبيبي إنت وهو.. دي شغلانة عشرة علي عشرة.. إنت الريس.. إنت الكل في الكل..البلد كلها بتاعتك.. أحسن أكل وأحسن شرب.. وتروح الماتشات وأي مكسب في أي لعبة.. اللاعبين حيهدوك إنت الفوز.. وأي بطولة حتبقي طبقا لتوجيهات سيادتك..وبالنسبة للمرتب يا عم الاهبل.. المالية كلها بتاعتك.. وايراداتك حتتحول أول بأول علي حساباتك برة.. وكل إللي حتتمناه حتلاقيه لحظيا.. وأي مشاكل يا أستاذ تتجاهلها تماما.. والطقم اللي حيبقي حواليك حيفلتر كل الأخبار قبل ما توصل لسعادتك.. ودايما حيخلوك شايف الدنيا وردي ومافيهاش مشاكل.. يبقي إيه المشكلة في الشغلانة دي بقي ؟ بالذمة مش أحسن من مافيش ؟ طب والسياسة الخارجية والقضايا العالمية والعربية ؟.. كان السؤال مفاجئا ورخما من أرخم أصدقائي.. ولكنني كنت جاهزا.. يا باشا خد صف أمريكا وطبع مع إسرائيل.. وخللي لسانك حلو مع الناس كلهم وسيبك من سكة الحروب والقضية ووجع الدماغ إللي من النوع ده.. حتلاقي نفسك مترستأ وعشرة علي عشره.. وبدأت الوجوه أمامي تلين والقسائم تنفرج.. وتفاءلت بمستقبل بلدنا وأنا أري هذا الزخم الوطني والروح الجميلة من أبناء الوطن الذين يتسابقون من أجل خدمة مصرنا الحبيبة.. واحنا قاعدين ع القهوة في رحاب الشيشة.. وسط فعاليات الطاولة وحراك الكوتشينة.. وهذا الجو هو (المصرنة).. فاكرين زمان البلشفة.. وبعد منها الأمركة ثم الصهينة والخلجنة.. احنا بقي بعون الله طلعنا المصرنة.. وهي أيديولوجية خاصة بنا إحنا بس (اكسكلوسيف).. في الانتخابات الرئاسية الماضية.. كان عندنا بالصلاة ع الحبيب النبي عشرة مرشحين للرئاسة.. وجرت الانتخابات في جو ديمقراطي شفاف آخر حاجة.. والمرة دي برضه إن شاء الله والنظام.. حتجري الانتخابات وإللي عايز يدخل حيدخل.. والناس كلها حتنبسط وتزأطط والجرايد حتكتب.. والسبابب حتكتر والخطاطين حياكلوا بقلاوة.. والأحزاب المصرية القوية والكبيرة زي الحزب الدستوري ورئيسه ممدوح قناوي وحزب مصر 2000 ورئيسه أ.. أ..... كل العلامات الوطنية العظيمة دي حتخرج من استراحة المحارب.. اللهم إلا الحاج أحمد الصباحي وحزب الأمة العظيم الذي توفاه الله (الحاج أحمد مش الحزب).. وفي غرفة العمليات الخاصة بنا بالقهوة الأحمدية بطنطا.. وضعنا بلان كامل للانتخابات المزمعة.. وبدأنا في التربيطات وصنع التكتلات ووضع خطة التحرك.. مع التنسيق مع الحزب الوطني الديمقراطي علي أساس أنهم أكتر ناس إيدهم في اللعبة وعندهم خبرات نستطيع الاستفادة منها.. يا راجل ده كفاية لجنة السياسات عندهم.. يعني مش سياسة واحدة لأ... سياسات.. وسواء دخلنا مرشح مستقل (لو سمحوا) أو اضطررنا للتنسيق مع أي حزب من الأحزاب الكبيرة المشار إليها.. فإننا سنشارك بإيجابية في هذه التفاعلية الوطنية المصرية.. من أجل اختيار رئيس مصر المقبل.. وقفلنا الطاولة ولمينا الكوتشينة ووقفنا جميعا نتصافح ونتبادل التهاني.. مبارك إن شاء الله.. مبارك.. مبارك....