س: اسمك وسنك وعنوانك؟ ج: اسمي شجرة، وما عرفش سني كام.. أهو حاجة كتيرة كده وخلاص. س: كتيرة قد إيه يعني؟ ج: ما أقدرش أقول لسيادتك بالضبط.. يمكن 100 سنة وزيادة شوية، أصل أيام ما اتزرعنا مكانش فيه سجل مدني ولا «اللجنة اللمؤاخذة العليا للأشجار» اللي من ساعة ما ربنا خلقها ماشفناش يوم عدل. س: ما تستعجليش علي رزقك.. ح نسألك علي كل حاجة دلوقتي، بس قولي الأول عنوانك إيه؟ يعني ساكنة فين؟ ج: ساكنة إزاي يعني سيادتك؟! س: أقصد مزروعة فين؟ أين محل زرعك؟ ج: إحنا مزروعين سيادتك ف...... س: أنتم مين؟ ج: إحنا الشجر يا باشا. س: اتكلمي عن نفسك بس. ج: سيادتك الاعتداء حصل علينا كلنا.. س: برضه اتكلمي عن نفسك فقط.. ج: فقط! س: أيوه.. ج: يعني سيادتك عايز تقولي إنكم ح تسمعوا كل الشجر اللي اتصاب في الحادثة؟! س: مالكيش دعوة.. ردي علي السؤال: أين محل زرعك؟ ج: في منطقة لاظوغلي وشارع الشيخ ريحان ونوبار والحتت دي كلها. س: بالتحديد فين؟! ج: بالتحديد.. ماعرفش.. س: ok .. وما تفصيلات بلاغك؟ ج: سيادتك إحنا كنا واقفين ف ...... س: ما قلنا اتكلمي عن نفسك بس.. ج: يا باشا ما ينفعش.. سيبني أتكلم براحتي وابقي اكتب سعادتك اللي إنت عايز تكتبه في المحضر.. أنا كنت بأقول إننا كنا واقفين في الحتة اللي اتزرعنا فيها من قديم الأزل لا بينا ولا علينا، وفجأة لقينا بعيد عن سيادتك وعن السامعين جماعة همج وبلطجية معدومي الحس والضمير قدت قلوبهم من سيراميك، نازلين فينا كلنا ضرب وهتك وتقطيع لغاية لما عدمونا «الخضرة» تمامًا ونهائيًا وبقينا زي ما حضرتك شايف كده. س: يعني الناس دي حلقولك.. أقصد هذبوكي وقلموكي؟ ج: هذبوني!!.. بقول لسيادتك عملوا فينا اللي إنت شايفه ده.. ده اسمه تقليم برضه؟ س: تقصدي أن التقليم كان «جائرًا» شوية؟ ج: بذمتك يا باشا اللي قدامك ده «شوية»؟ وهو ده تقليم أصلاً؟ دول كسعمونا ودمرونا وعرونا تمامًا وضيعوا مستقبل حياتنا.. فلم نعد نصلح لا طبلة ولا تارًا. س: أرجو مراعاة أصول الأدب في الكلام مع النيابة.. فاهمة ولا أفهمك؟ ج: وأنا عملت لسيادتك حاجة؟ ما أنا عمالة م الصبح أقول «سيادتك» و«حضرتك» و«سعادتك»..غلطت في إيه؟ س: بلاش غلبة وبلاش حكاية «بذمتك»، و«أنت شايف» و«التار والطبلة» وقلة الأدب دي كلها.. إحنا ما بنلعبش مع بعض في الطين. ج: أمال سيادتك بتلعب في إيه؟! س: شششش.. خلاص، إنت قلت إن فيه جماعة هما اللي عملوا فيكم كده.. تعرفي حد منهم؟ ج: أيوه. س: مين؟ ج: المحافظ. س: وعرفتي منين إنه المحافظ؟ ج: شفته قبل كده وعارفاه كويس. س: شفتيه فين؟ ج: في الحتة.. أقصد في المنطقة بتاعتنا..كان عامل «كبسة» علي القهاوي وبيلم الكراسي البلاستيك بتاعتها، أصل يا بيه الناس دي..... س: مين الناس دي؟ ج: المحافظون والحاجات اللي زي كده يا باشا.. دول ناس ما لهمش شغلانة في الدنيا غير «القهاوي» وبهدلة الشجر الغلابة أمثالنا، ورعاية وتنمية الزبالة في الشوارع. س: يا سلام؟! ج: أه وعهد الله. س: وكيف عرفتي إنه المحافظ؟! ج: العصفورة قالت لي. س: قلت قبل كده اتعلمي الأدب واتكلمي عدل.. عصفورة إيه؟ إحنا ح نهزر في محضر رسمي؟! ج: يا باشا أنا آسفة جدًا.. بس حضرتك عارف إن أنا شجرة برضه وعندي علاقة خاصة مع العصافير.. طبعًا ده كان زمان وانقضي واللي بينا خلاص مضي، لأني دلوقتي وبالحالة اللي بقيت فيها دي، مفيش عصفورة ولا حتي غراب ح يطيق يشوف خلقتي.. ومع ذلك يا أفندم إذا كنت مش مصدق إن العصفورة هيه اللي عرفتني علي المحافظ فالحقيقة إنه هوه بنفسه اللي قال. س: إزاي.. يعني الراجل همس في ودن جنابك وقالك: أنا المحافظ يا شجرة هانم؟! ج: لا طبعًا أنا عرفته لما سمعته بيقول: «بناء علي توجيهات الرئيس».. فيه حد يا بيه بيقول الكلام ده غير المحافظين والوزراء والأشياء التي من هذا النوع؟ س: يعني إنت بتتهمي رئيس الجمهورية بأنه هوه اللي حرض المحافظ علي إحداث ما بك من إصابات؟! ج: يا نهار إسود ومنيل يا باشا.. سيادتك عايز توديني في ستين داهية؟ لا يا أفندم حاشا لله أنا باتهم المحافظ فقط لاغير. س: وما دافع المحافظ للقيام بهذه الفعلة.. هل بينك وبينه حاجة؟ ج: أبدًا يا أفندم بالمرة.. بس الناس دي شكلها كده.. ربنا خلقها ما تحبش الشجر ولا البشر ولا أي إشارة أو علامة علي الحياة عمومًا. س: أيوه ليه برضه؟ ج: ليه إيه يا باشا.. ليه ربنا خلقهم؟! س: لأ طبعًا يا فالحة.. المهم، هل لديك أقوال أخري؟ ج: لأ.. كفاية علي قد كده. ملحوظة: أغلق المحضر علي ذلك، وقررنا نحن رئيس نيابة الشجر القبض علي بقايا الشجرة الماثلة وتقديمها لمحاكمة عاجلة بتهمة إذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإساءة لسمعة مصر.