أوضحت تحقيقات نيابة استئناف القاهرة، التى أشرف عليها المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، تفاصيل مثيرة فى واقعة البيع الرابعة، والتى تورط فيها مساعد مهندس وزوجته ويحمل الطفل الضحية فيها اسم «مينا» ووقعت فى المنيا قبل 6 سنوات تقريباً. البداية كانت ببلاغ من السفارة كباقى الوقائع، أفاد بأن نادى عياد جورجى وزوجته سوزان فوزى عبده كانا قد تقدما منذ 6 سنوات للسفارة للحصول على تأشيرة سفر لابنهما «مينا» وتبين فيما بعد أن الطفل ليس ابنهما وأخذاه بالتبنى. ثم ضبط الزوجين والطفل «مينا» الذى يبلغ من العمر 6 سنوات، أجريت تلك التحقيقات معهم، وبسؤال الزوجة سوزان فوزى، مدرسة ثانوى بدار السلام، قالت فى التحقيقات رداً على الاتهام الذى وجهه لها المحقق، بالاتجار فى الطفل «مينا» بطريق الشراء والتسلم «محصلش» إحنا أخدنا الولد ده علشان ننقذه لأنه كان نتيجة حمل سفاح، وإحنا كنا محرومين من الإنجاب وشعرنا بأنه هدية من عند ربنا. وأضافت الزوجة: ليست لى علاقة باستخراج شهادة ميلاد للطفل وزوجى نادى عياد هو اللى استخرجها علشان نبدأ حياة جديدة للطفل ويقدر يأخد تطعيمات الصحة وبعد كده نقدر نقدم له فى المدرسة، وأيضاً والده هو الذى كان يقوم بإجراءات استخراج جواز سفر له. وسألت النيابة الزوجة: س: ما هى ظروف ضبطك وإحضارك: ج: ورد إلينا أمر ضبط وإحضار وعرفنا أن السفارة تقدمت ضدنا ببلاغ واتهمتنا بتزوير الأوراق وإحنا قلنا كل شىء للشرطة وقدمنا الأوراق التى تثبت صحة كلامنا. س: ولماذا قمت بتبنى الطفل «مينا»؟ ج: لأن اللى حصل إنى تزوجت فى عام 1986، وبعدين شاء ربنا إنى أجهضت نتيجة خطأ طبى، حيث تسبب الطبيب فى إحداث ثقب فى رأس الجنين، وأصبت بتهتك فى الرحم وأصبحت لا أستطيع الإنجاب وحاولت أكثر من مرة أن أحمل طفل أنابيب ولم أنجح. وفى عام 1995 وقعت علينا القرعة للسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعشت دون إنجاب، وتحدثت والدتى معى فى هذا الأمر، وتحدثت مع أحد القساوسة ويدعى ديمتريوس، وهو أبلغ أمى إن فيه فتاة حملت سفاحاً فى الحرام، وعرض علينا أن نأخد الطفل بدلاً من أن تقوم أمه بإلقائه فى الشارع. وإحنا وافقنا وشعرنا إنه هدية من عند ربنا. وفعلاً نزلنا إلى مصر وراح زوجى يوم 5 مايو 2002 وتقابل مع الدكتور يوسف وهيب، وجاب الولد من عنده وكان عمره أشهر. وكان عنده «الصفراء الشديدة». وإحنا أدخلناه حضانة كنيسة العذراء مريم بالزيتون. س: وعلى أى أساس حصل زوجك نادى على الطفل «مينا» من الطبيب يوسف وهيب؟ ج: على أساس إننا ننقذه من الموت والضياع علشان أمه كانت هترميه لأنها حملت سفاحاً وإحنا كنا محرومين من الإنجاب وبناء عليه قررنا إنقاذه. س: وهل دفع زوجك أى مبالغ مالية نظير الحصول على الطفل؟ ج: لا.. إحنا لم نشتر «مينا» و«مينا» ده ابننا، وكل اللى حصل إن الدكتور أخذ 400 جنيه كمصاريف الولادة، لأن أمه كانت معدمه وفقيرة ولم تدفع مصاريف الولادة. س: وما دور والدتك فى حصولكم على الطفل؟ ج: والدتى «الله يرحمها» كانت عارفة بالمعاناة اللى كنت بعيشها لأننى لم أكن أنجب وكانت تريد مساعدتى بأى طريقة للحصول على طفل. س: وهل يمكنك الإرشاد عن أم الطفل مينا التى حملت به سفاحاً؟ ج: إحنا منعرفش حاجة عن الأم. س: ما كيفية استخراج شهادات ميلاد الطفل مينا وجواز السفر المصرى الخاص به؟ ج: زى ما قلت إن إجراءات استخراج شهادات الميلاد وجواز السفر قام به زوجى وأنا ليست لى علاقة وكل ده كان علشان نبدأ حياة جديدة للطفل. وعلشان يدخل المدرسة وهو حالياً بمدرسة سان رايز. س: وما سبب تقدم السفارة الأمريكية ببلاغ ضدكم؟ ج: معرفش وهذا أمر غريب جداً، وكل اللى حصل إنه فى أواخر عام 2002 تقدمنا للسفارة الأمريكية بطلب استخراج جواز سفر أمريكى للولد وطلبوا مننا مستندات وأوراق كثيرة منها جواز سفر مصرى وبعدين طلبوا مننا عمل تحليل «DNA» وإحنا لم نستطع طبعاً عمل تلك التحاليل وتوقفت الإجراءات منذ ذلك التاريخ.. وتلك الواقعة مر عليها 6 سنوات.. ولا أعرف إيه اللى فكرهم بينا! أثناء التحقيقات.. قامت النيابة باستدعاء الطفل «مينا» من خارج غرفة التحقيقات وتبين ارتباطه الشديد بها، وأنه يناديها ب«ماما» ويداعبها وهى قامت باحتضانه. وتم استكمال استجوابها. س: أنت متهمة بالاتجار فى الطفل «مينا» عن طريق الشراء والتسلم بطرق غير مشروعة؟ والتزوير فى محررات رسمية؟ ج: محصلش. وفى نهاية استجوابها أمرت النيابة بإحضار الطفل، وتم استجوابه على سبيل الاستدلال بطريقة تحفظ كرامته. س: ما اسمك؟ ج: اسمى «مينا نادى عياد» عندى 6 سنوات وطالب فى مدرسة ابتدائى. س: ما هو اسم والدك؟ ج: بابا اسمه نادى عياد. تم استدعاء الأب من خارج غرفة التحقيقات وأشار إليه الطفل وقرر أنه هذا هو الشخص وقام باحتضانه. وتكرر نفس المشهد عندما سئل الطفل عن والدته. س: وهل تحب ماما وبابا؟ ج: أيوه أنا بحبهم وهما بيحبونى.. وبيجبولى لعب وهدايا وحاجات حلوة كتير فى العيد وملابس جديدة وعايز أقعد معاهم على طول. وفى نهاية التحقيقات قررت النيابة إخلاء سبيل المتهمة على ذمة التحقيقات بضمان مالى قدره ألف جنيه وتسليم الطفل لها ولزوجها نادى على أن تتعهد بحسن رعايته وتقديمه عند الطلب. وتم استدعاء الزوج نادى جورج مكرم الله «49 سنة» وسألته النيابة. س: ما قولك فيما هو منسوب لك من تهم الاتجار فى الأطفال عن طريق الشراء والتسلم فى غرض غير مشروع؟ ج: أنا اعترفت بالحقيقة ولكن أنا لم أكن أعرف إن التبنى غير مشروع فى مصر لأنى مسيحى، والتبنى مش حرام فى الشريعة المسيحية. س: كما أنك متهم بالتزوير فى محرر رسمى وهو شهادة ميلاد الطفل «مينا»؟ ج: أنا زى ما قلت كنت أقصد إنقاذ طفل من الوفاة وأجعله ابناً لى لأن زوجتى لم تكن تنجب، علشان كده أنا قلت الحقيقة فى الشرطة والنيابة. س: كما أنك متهم بالتزوير فى جواز سفر الطفل؟ ج: زى ما سبق وقلت الموضوع كله كان بدافع إنسانى ولا كان فيه شراء أطفال ولا تزوير علشان كده أنا اعترفت. س: ومن أين تسلمت الطفل ومتى؟ ج: أنا تسلمته يوم 15 مايو 2002 فى ميدان باب الشعرية من الطبيب يوسف وهيب مسيحة. وكنت لوحدى. س: وعلى أى أساس تسلمته؟ ج: زى ما قلت إن إحنا محرومين من الإنجاب وكنا عوزين نتبنى طفل وكمان ننقذه من الموت. س: وهل قمت بدفع أى مبالغ مالية نظير تسلم الطفل؟ ج: لا. وأنا لم أشتر الطفل ولا يمكن إنى أعمل كده، وكل اللى حصل إن الطبيب أخذ 400 جنيه كمصاريف الولادة. س: وما دور الطبيب يوسف وهيب؟ ج: حماتى أعطتنى تليفونه قبل أن أنزل من أمريكا ولما نزلت كلمته واتفقنا على التقابل للحصول على الطفل. س: وهل تستطيع الإدلاء بأى بيانات عن هذا الطبيب؟ ج: أيوه أنا أعرف عيادته فى القاهرة وهو سلمنى تقرير إخطار الولادة باللغة الإنجليزية. س: وما سبب احتياجك لهذا التقرير؟ ج: علشان أقدمه للسفارة الأمريكية لطلب استخراج جواز سفر للطفل علشان الولد لما يكبر ويحب يسافر إلى أمريكا يكون معاه جواز سفر أمريكى. س: وهل قمت باستخراج جواز السفر المصرى الخاص بالطفل؟ ج: لا إحنا لم نستخدم هذا الجواز مطلقاً فى السفر، لأنه لم يكن فى نيتنا أن يسافر «مينا» فى الوقت ده. س: وما الفترة التى قضاها الطفل «مينا» معك ومع زوجتك؟ ج: من ساعتها ومينا معانا ولم نتركه أبداً ولو ليوم واحد. وبقاله 6 سنوات معانا وبيتعامل معنا على إننا أبوه وأمه. س: أنت متهم بالاتجار فى الأطفال عن طريق شراء وتسلم الطفل مينا. والتزوير فى محررات رسمية واستعمالها؟ ج: محصلش وكل ده كان دون قصد وكان بدافع إنسانى من أجل الطفل. أمرت النيابة فى نهاية استجوابه بإخلاء سبيله من سراى النيابة بضمان مالى قدره ألف جنيه وتسليم الطفل إليه بعد التعهد بحسن رعايته.