تقول إيه في حزب يقف فيه مسئولوه كأنهم طواويس (جمع طاووس ) علي المنصة يتحدثون عن خير الرئيس علي مصر كأنما مصر كانت «صومالا» قبل أن يجيئ الرئيس لحكمها بعدما ورثه الرئيس السادات عرش مصر؟.. طيب ماذا يقول الطواويس الذين لا يكفون عن مدح أنفسهم والتغني بعظمة رئيسهم عندما يعرف المواطن ( أي مواطن ) أن تقرير التنمية البشرية عن مصر والذي رعته الحكومة مع الأممالمتحدة يشير إلي أن 25% من سكان مصر المحروسة تصلهم المياه لساعات قليلة يوميا أو حتي ساعات قليلة كل أسبوع، أي ربع الشعب المصري لا تصل إليه مياه الشرب منتظمة كل يوم مع ملاحظة انهيار مستوي جودة المياه؟.. وما رأي السيد الطاووس الفلاني أو العلاني أن 63%من أسر الدلتا و67% من أسر الصعيد تعيش بدون سيفون طبقا للمسح السكاني والصحي لمصر؟.. وكما قلت دائما إذا كانت الحكاية لا ديمقراطية ولا خوتة دماغ تعال نحسبها بالسيفون باعتبار السيفون دليل تقدم «وراحة» الشعوب، هناك 54% من المصريين يعيشون بمرحاض بلدي بدون سيفون، لكن الأكثر وضوحاً في عصر مبارك هو ما يجري في ريف الصعيد الذي يعيش 80.1%من عائلاته بمرحاض بلدي بدون سيفون، ولكن هناك كذلك 5.9% من العائلات تعيش بمرحاض حفرة، و5.3% من العائلات تعيش بدون مراحيض أساساً، هذا إذا اعتبرت هذا عيشاً! هذا في الوقت الذي زاد فيه عدد أفراد الشرطة من 150 ألفاً عام 1974 إلي أكثر من مليون عام 2002، ومن 9% من العاملين في الدولة إلي 21% في نفس الفترة، وباعتبارات التطور المستمر في العدد نكتشف أن ربع العاملين بالدولة ضباط وعساكر ومخبرون، ألا تكون هذه دولة أمنية مرعبة ومريعة وكمان شعبها عايش بدون سيفون في عصر معايرة الشعب علي دخوله الحمام، فكلما تكلم مسئول أفاض في الحديث عن إنجازات عصر مبارك في الصرف الصحي، ومع ذلك آخر إحصائيات متاحة تحكي عن وجود أُسر لا تحصل علي مياه نقية بنسبة 11% في القاهرة و35% في السويس و88% في بني سويف والفيوم والمنيا وقنا، رغم أن النيل مازال يجري هناك ولم يخلف وعده! أما الحقيقة المرة التي تكفي لأن يسقط الحزب الحاكم في أي بلد سقوطاً أخلاقياً إن لم يكن سياسياً وانتخابياً ، هي أن إجمالي الفقراء في الوجه البحري انخفض علي مدي 12عاماً من 31% كما تقول الحكومة إلي 28%، أي مجرد 3%خلال كل هذه السنوات رغم الكذب البلدي والفشر الذي ينافس فشر أبو لمعة الذي نسمعه عن إنجازات الست هانم الحكومة، لكن الفضيحة التي ما عاد الحزب الحاكم ولا مسئولوه يخجلون منها، لأنهم تقريباً نسوا الخجل، وإنه في الوقت ذاته زادت نسبة الفقراء في الوجه القبلي، وبنفس مصادر الحكومة ذات نفسها في تقرير التنمية البشرية زاد فقر أبناء الصعيد من 49.3% إلي 63.7%، وهو تراجع مخيف يجعلك مذهولاً من هذا الحكم الفاشل والفاشي الذي لا ينجح سوي في الفشل!