القاريء الكريم فخري سليمان حسن أرسل إلي العبد لله من نافذة تعليقات القراء في الموقع الإلكتروني ل «الدستور» السطور الآتية: يا أستاذ (فلان).. أنا رجل مريض بالقلب وعلي المعاش، ونفسي أسأل سؤالاً واحدًا فقط : هل مش ممكن يعالجوا عيون الدكتور يوسف بطرس غالي (وهوه غالي فعلاً) بمليون أو اتنين مليون جنيه، وفي نفس الوقت يصرفولي دواء التأمين الصحي اللي واقفين صرفه من سنتين؟!.. معاشي يا سيدي لا يتحمل ثمن الأدوية فقد أحُلت للتقاعد منذ 14 سنة وأنا علي درجة وكيل وزارة وكان راتبي وقتها 1500 جنيه، لكن المعاش الذي أتقضاه الآن وبعد كل هذا العمر لايتجاوز 1400 جنيه، وذلك طبعا بفضل سياسة الإصلاح الاقتصادي التي تسير عليها الحكومة بدأب شديد ودون أي تهاون، وطبيعي أن نهاية هذا الإصلاح ستكون بعد نهايتي أنا وأمثالي وليس الحكومة التي لا أريد الدعاء عليها. انتهت كلمات الأستاذ فخري التي كتبها تعليقًا علي مقال نُشر قبل أيام في هذه الزاوية تحت عنوان «اخرس ولا تسأل عن عيون سيادته»، ما يجعلني أبدأ باعتذار واجب له عن سوء الأدب ثم أشيد وأثمن عاليًا انصياعه والتزامه الصارم بالنهي الوقح الذي في هذا العنوان، فالرجل كما رأيتم لم يسأل عن «الكُحل» و«الجرأة» التي في عيون الدكتور غالي، وإنما سأل الست الحكومة فحسب إذا كان ممكنًا أن تتكرم معاليها وتصرف علي عيون سيادة الدكتور الوزير الملايين التي تستحقها في بلاد برة، وتستأنف في نفس الوقت صرف أدوية التأمين الصحي لمواطن عليل القلب معاشه الشهري لا يكفي مصاريف السفر مرة واحدة للعلاج في بلاد «طنطا»؟! ولا أظن أن القارئ الكريم سأل هذا السؤال وينتظر إجابة مني أو من الست التي تتطوع مشكورة بحكمنا منذ يوم ميلاد العفاريت، بل أكاد أجزم أن الأستاذ فخري يعرف الجواب مقدمًا بدليل ما ظهر في ثنايا تعليقه من إدراك ووعي مثير للإعجاب بضرورات «سياسة الإصلاح الاقتصادي» وغاياتها ومراميها النبيلة، كونها تستهدف إصلاح وتنمية «الاقتصاد المنزلي» للوزراء والكبراء والحبايب سكان مغارة «سياسات» الأستاذ النجل وتسمينهم وملء كروشهم بملايين ومليارات «السحت» اللذيذ.. كل هذا من أجل تصليح مصر وعلاجها حسب «روشتة» الدكتور عبدالمنعم خبير شرح وتسويغ «السياسات» السامة والأمراض المتوطنة. والأستاذ فخري أيضًا لا يسأل علي سبيل الاستنكار، فهو أقر واعترف صراحة بندرة وغلاء الدكتور غالي واستحقاق عيون سيادته أي عدد من الملايين، كما أن هذا القارئ الفاضل لا يبدو شاكيًا من انقطاع صرف أدوية علاجه ولا غاضبًا من الست الحكومة التي قطعتها بل بالعكس، قلب الرجل لم يطاوعه ولم يسمح له بتمني السوء للست والدعاء عليها بالموت والذهاب في ستين داهية رغم اقتناعه الواضح بأن في بقائها فناء لنا جميعًا. إذن لماذا سأل الأستاذ فخري سليمان حسن سؤاله؟.. ما تعرفش!!