أكد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مساندته للثورات العربية التي اندلعت للتصدي للفساد والاستبداد والقهر، محذرا في نفس الوقت من محاولات تبديد مكاسب الثورات والالتفاف على منجزاتها واستلابها حتى تحقيق أهدافها بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها واختيارها الحر لمن يمثلونها. كما أكد البيان الصادر عن المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عقب اختتام أعماله مساء أمس بالعاصمة الجزائرية برئاسة الكاتب "محمد سلماوي" والتي استمرت ثلاثة أيام مساندته للشعوب العربية في مطالبتها بالحياة الحرة الكريمة القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية وحقها في الاختيار الحر لمن يمثلها ويرعى مصالحها في إطار احترام التعددية والحق في حرية التعبير عن الآراء والمواقف المختلفة دون أية تدخلات خارجية أيا كان مصدرها أو شكلها، ومهما كانت مبررات الدعوة إليها. وشدد المجتمعون على أهمية التمسك باستقلال الوطني الدول العربية وسيادتها ووحدة ترابها ونسيجها الاجتماعي والنضال من أجل الحفاظ على وحدتها الوطنية والقومية ورفض المخططات التي تستهدف المساس بهذه الوحدة وتطبيق بالترويج لشعارات ومصطلحات كالشرق الأوسط الجديد أو الفوضى الخلاقة أو غيرها الدخيلة على شعوب وثقافة العرب والتي تفتح الباب واسعا أمام هيمنة السياسات "الصهيو أمريكية". وحذر الكتاب والأدباء العرب من المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية من خلال الممارسات الصهيونية بإقامة المستوطنات وإجراءات التهويد المختلفة وبخاصة في مدينة القدس، مشيدين في نفس الوقت بقبول فلسطين عضوا في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة /يونسكو / ودعوا منظمة اليونسكو إلى الاضطلاع بمسئوليتها في الحفاظ على مدينة القدس والتراث الإنساني فيها، مؤكدا على حق الفلسطينيين في المقاومة لتحرير وطنهم من الاحتلال وتحقيق مطالبهم في الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم على أرض فلسطين وكل فلسطين التاريخية ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ورفض أشكاله كافة والتطبيع على الصعيد الثقافي بصورة خاصة ، والتنسيق الأمني مع العدو الذي يهدد خيار المقاومة، ويكرس الاحتلال والتبعية له كما رحب المجتمعون بإنهاء تعليق عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وحضور ممثليه الاجتماع المذكور وأعربوا عن تطلعهم بأن يشاهدوا العراق وقد رحل عنه آخر جندي من جنود الاحتلال البغيض. كما قرر المجتمعون مناشدة أدباء وكتاب ليبيا العمل على إيجاد الصيغة التنظيمية التي تمكنهم من متابعة نشاطهم ضمن الاتحاد العام وبما ينسجم مع مبادئه وأهدافه مؤكدين على مطالباتهم السابقة السلطات العربية التي ليس في بلدانها اتحادات للكتاب تسهيل إقامة مثل هذه الاتحادات وتمكين القائم منها من ممارسة دوره من خلال دعمه بالوسائل المختلفة والحفاظ على استقلالية هذه الاتحادات مع الإبقاء على مسافة بينها وبين المؤسسات السياسية الرسمية. وكان تقرير حال الحريات في الوطن العربي الصادر عن المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عقب اختتام أعماله قد رصد وقوع العديد من التجاوزات والانتهاكات السلبية التي وقعت على الساحة العربية خلال عام 2011 من بينها الاعتداء المباشر على مثقفين وأدباء وكتاب بسبب مشاركتهم في التظاهرات السلمية ضد السلطات. تجدر الإشارة إلى أن اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالعاصمة الجزائرية التي بدأت أول أمس شارك فيها وفد من مصر برئاسة الشاعر "أحمد مصطفى" والدكتورة "زينب العسال" والدكتور "شوقي بدر يوسف".