وقائد المجموعة يطالب بتزويدها بالسلاح المقاتلين السورين بعد أن كانت تركيا من أقرب حلفاء سوريا، تستضيف الآن جماعة سورية معارضة مسلحة تشن هجمات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وتوفر ملجأ لقائدها وعشرات من أعضاء المجموعة، التي تسمى نفسها "الجيش السوري الحر"، وتسمح لهم بتنظيم هجمات عبر الحدود من داخل مخيم يحرسه الجيش التركي. في وقت طالب فيه قائد المجموعة العقيد المنشق رياض الأسعد المجتمع الدولي إلى تزويدهم بالسلاح. وان "المسؤولين الأتراك وصفوا علاقتهم بالعقيد المنشق رياض الأسعد وبمجموعته، المقيمة في "معسكر الضباط"، بأنها إنسانية بحتة". ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية التركية، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن سبب تأمين الحماية لهؤلاء المسلحين هو "قلق تركيا على سلامتهم الجسدية، وما يهم الأتراك هو تأمين حماية انسانية لهؤلاء"، مضيفاً "لا يمكننا منع هؤلاء من التعبير عن آرائهم". وكانت احدى هذه المجموعات المسلحة قد أعلنت يوم الأربعاء عن تبنيها مقتل تسعة من الجنود السوريين بينهم ضابط، حسبما جاء في الصحيفة نفسها. وتابع المسؤول التركي قوله: "حين هرب كل هؤلاء الناس من سورية، لم نكن نعلم من كانوا، لم يكتب على جبين كل واحد منهم أنا جندي أو أنا عضو في المعارضة". وأشارت الصحيفة الامريكية الى أن هذه المجموعة المسلحة لا تشكل أي تحد حقيقي لنظام الأسد، منوهة في نفس الوقت بأن "تركيا مصممة على دعم هذه المجموعة التي أثبتت جدواها". وعلى الرغم من محاولة مسؤولين أتراك رفع مسؤوليتهم عن "ميليشيا" الأسعد بحجة ان بلادهم تقدم لهم مساعدات "إنسانية"، إلا أن الصحيفة قالت انها التقت "رياض الأسعد" في مبنى تابع لوزارة الخارجية التركية، وبحضور مسؤول تركي رفيع. ووصفت الصحيفة رياض الأسعد بأنه عقيد منشق عن الجيش السوري، وقالت "وصل الأسعد إلى مكان المقابلة محاطا بحماية مؤلفة من 10 جنود أتراك مدججين بالسلاح وبينهم قناص"، لافتة إلى أن المقابلة رتبت من خلال وزارة الخارجية، وبحضور مسؤول عن الوزارة. واكد الاسعد خلال اللقاء مع الصحيفة: "سنقاتل النظام إلى أن يسقط ونبني حقبة جديدة من الإستقرار والأمان في سورية"، مضيفا: "نحن قادة الشعب السوري ونحن من يقف إلى جانبه". كما أشارت الصحيفة الى أن المسؤولين الأتراك يتوقعون انهيار نظام الأسد خلال العامين المقبلين، وأن حكومتهم لم تقدم أي أسلحة أو دعم عسكري لهذه المجموعة، وان المجموعة لم تطلب هذا صراحة من تركيا. غير ان الأسعد، وفي حديثه للصحيفة، اعرب عن شكره للحكومة التركية على ما تؤمنه من حماية للمسلحين، داعيا المجتمع الدولي إلى تزويد جماعته بالسلاح، وقال: "نطلب من المجتمع الدولي أن يوفر لنا السلاح كي نتمكن كجيش سوري حر من حماية الشعب السوري"، مضيفا: "إن وفر لنا المجتمع الدولي السلاح، سنتمكن من الإطاحة بالنظام في وقت قصير جدا". وتابع أن المسلحين سيعملون في المستقبل على مهاجمة نقاط الضعف عند الجيش السوري.