أن تكون قبطياً يعنى أن تفكر جدياً فى الهجرة , ما لايعنى أن مصريتك منقوصة أو مشكوك فيها بل أنك مُهَدَد فى دينك وأمنك وحقوقك الأولية فى العبادة والحركة وعدم التحرش بك وإقصائك من مناصب محددة يقال عنها حساسة , أن تكون قبطياً هو أن تعيش صراعاً بين المبادئ الأساسية فى دعوة سيدنا المسيح الداعية للسلم والتحاب والغفران لمبغضيك من جهة وتشهد بشكل يومى كل أنواع الاستفزاز والتحامل والتجاهل والكذب تجاه قضاياك التى هى فى جوهرها انتفاضتك ضد العدوان على حقوق إنسانيتك ومواطنتك من جهة أخرى , أن تتعرض لحصار يضيق يوماً بعد آخر يتعلق بهويتك الدينية , تتحمله لأنك كما يردد لى كثير من أصدقائى المصريين الأقباط , " تعودت " على ذلك .وإذا كان مسئولونا ما زالوا يغطون فى النوم مستندين على فرضية قديمة وساذجة عن شعبهم المسالم الذى تعود على كل ما يفعلونه به , فأنا أذكرهم فقط ب " 25 يناير " حين كان مبارك وابنه ووزير داخليته والكثير من المصريين أنفسهم يؤمنون بأن المصريين " تعودوا " الذل والمهانة ولن يثوروا إلى أن تقوم الساعة . لا أثق ب " التعود " على شئ ولا أصدق أن التعود أبدى , خصوصاً على ما هو مهين وظالم . الأقباط بدأوا انفجارهم المُستَحق , وكلنا مسئولون . لو انهارت مصر سيكون بسبب الانفجار الطائفى الأخير . ولو حدث سيكون بيدنا , المسلم قبل المسيحى , لأن المسيحى لو استجاب سيكون رد فعل أما المسلم فما عذره وحجته ؟ . أمى تقول من سنوات ولدى كل حادثة يظهر فيها الدين على السطح وهو أبعد ما يكون عن كل مجرم قاتل , " بصراحة هى بلدهم قبل ما تكون بلدنا , وبعدين مين يعرف مش يمكن حد فى جدودنا أنا وأنتِ كان مسيحى ؟" . حين تقول أمى ذلك أستنكر الجزء الأول من كلامها لأنها بلدنا جميعاً ومنطقها سيكون له مرادفه عند الأقباط , أقصد الشعور أنها بلدهم وحدهم وقبل المسلمين أو الفتح العربى وهذا شعور ضد المواطنة وإن كان أساسه الحقيقة التاريخية , وأوافقها مصدقة أن فى زمن بعيد من المرجح أن عائلتى كانت قبطية وربما كذلك عائلات بعض السلفيين الآن . إذا لم نخفْ الآن على مصر من الانفجار الطائفى , متى سنخاف ؟ . هل يريد سلفى واحد أن تتحول مصر إلى العراق أو أفغانستان ؟ . ربما لا يمانع بعضهم أن تتحول إلى أفغانستان , حرب جاهلية طاحنة وبلد يتعيش أمراء حربه من زراعة وبيع المخدرات للتسليح وثقافة تجلد صاحبة الحذاء الأبيض إذا ظهر ( الحذاء فقط ) من تحت الشادور اللبنى الذى يغطيها فلا يظهر شئ من الإنسان تحته . هل نريد إشعال حرب طائفية لأن كنيسة يتم توسيعها أو يتصدى الأقباط لتعدى حفنة سلفيين عليها , أو لتصميم الأقباط على حقهم الطبيعى فى الاحتفاظ بصلبانهم على دور عبادتهم ؟ . هيا إذن إلى نار الحرب الأهلية التى يشتاق إليها الجميع من المكبوتين ولنر , لأننا بحاجة لأن نرى ماذا ستفعل قوات الجيش والشرطة حين ينفجر الوحش داخل الإنسان بينما قوى الأمن تكتفى بالمشاهدة أو , كما حدث فى كنيسة الماريناب بأسوان مؤخراً تُشارك ! . نعم , أدمين الصوت المسيحى الحر جون كيرلس قال لى بعد عودته من بعثة هيئة الأقباط العامة فى مصر أن عقيداً معروفاً هناك شاهده الأقباط يشجع ويحرض المجرمين على مواصلة عدوانهم على الكنيسة وحرقها! و قام الناس بتصويره أثناء " رعايته " للهجوم السلفىالإرهابى الذى قال عنه محافظ أسوان " الأقباط أخطأوا وبعض شبابنا صححوا الوضع " !! . المحافظ والقاضى والنائب العام ووزير الدفاع , كل هؤلاء لو كانوا منحازين , فلا بديل عن عزلهم الفورى من مناصبهم . والمحافظ الأسوانى لم يهمه أن يُفتَضح تعصبه لأنه يتصرف كأنه فى دولة تنتمى للقرون الوسطى حيث الحاكم بأمر الله ينفذ مشيئة نفسه وينسبها لله ,والأدهى أنه يتصرف بحصانة مركزه الذى لم يراعى حساسيته والذى يجعل كل مواطنى محافظته سواسية أمامه , أو هكذا يجب , وأمام القانون . لن ينجح أحد فى إقناعى أن عدم القبض على معتدين ومجرمين مصريين ينتهكون دور العبادة , ومواكبة ذلك بالتعتيم الإعلامى , هو لصالح وأد الفتنة . لأن القضاء على الفتن يكون بتجفيف منابعها ومعالجة الجذور , ما يأخذنا إلى منطقة الأساس وهى التعليم . حكت لى صديقتى المسيحية أمس فى المظاهرة أمام ماسبيرو أن زميلة ابنتها ذات الأحد عشر عاما قالت ( للزميلة ) وهما تسبحان معا " أنا منقبة وما كنتش أعرف أنك مسيحية , أصل " المستر" فى المدرسة بيقول لنا المسيحيين دول ما تسلموش عليهم لأنهم كفار " .
قبل أن تعاد هيكلة المنظومة التعليمية المنهارة كلها والتى لن تؤتى ثمارها الإيجابية فى إعادة تأهيل الطفل والإنسان المصرى ليعتز بوطنه أولاً ويصر على حقوق تلك المواطنة بدلاً من أن يظل يدفع فاتورة غيابها ويقدم كشف استحقاق لها منذ مولده كما يفعل الأقباط , قبل أن تقبض أجهزة حماية المجتمع , أى الأمن , على من يروعون المواطنين ويتحرشون بهم ولا يشغلهم سوى هاجس السؤال الأبدى ( من الجانبين ) " أنت مسلم ولا مسيحى ؟ " كأن البشرية ستتوقف لو كنت من هذا الفريق أو ذاك , ( الآن البعض يُحسنها فيسألونك بالإنجليزية كأنما يُحسنون المنطق التصنيفى والتعصب بلغة أجنبية تجاوز أصحابها هذه المآسى من عصر النهضة الأوروبى ) , قبل أن تعاقب الدولة المصرية أى مواطن لأنه لا يتحمل صليباً على كنيسة فيجبر وعصابة من المجرمين , السلطات على توقيع العقوبة على المجنى عليهم بدلا من معاقبة الجانى , وذلك بإرغام الفريق الأول بالقبول بشروط المعتدين , وقبل أن يتعلم مسئولونا قول الصدق بدلاً من قول أى شئ للاحتفاظ بمناصب هم لا يستحقونها بحسب كشف حساب أدائهم وتصريحاتهم ومواقفهم ,دعونا نعترف بأن الضعف والتخاذل الرسمى , هو باب استقواء أى مجرم يمسح جريمته فى الدين , يذهب ليحرق كنيسة وينهب محلا أو بيتاً لقبطى كما حدث فى الماريناب . لن تسلم الجرة كل مرة . ويكفى الإشارة فى هذا الصدد إلى وكيل النيابة فى إدفو , عقب القبض على بعض المحرضين والمنفذين للاعتداء على الكنيسة , سرعان ما أفرج عنهم بكفالة 300 جنيه عقب تجمهر الأهالى المسلمين , ورغم عدم تقديم لجنة تقصى الحقائق الموفدة من لجنة العدالة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء لتقريرها بعد , فوجئ د. محمود العلايلى أحد أعضائها أن أحد الزملاء الصحفيين فى الأهرام بتاريخ 5 أكتوبر يدعى على تلك اللجنة " العدالة الوطنية " أنها قالت أن مضّيفة الماريناب لم يكن لها تصاريح , فيما حكى السيد ثروت بخيت محامى البابا شنوده أن تدافع الشباب أمام ماسبيرو أمس لحماية أبونا ميتياس ( الذى صافحته وأنا هناك ) وتهجم الشرطة العسكرية لفض الاعتصام لحظة بدء إدخال البطاطين , أدى إلى كسر نظارة الأب ميتياس بعدما تعاملوا معه " بعدم احترام " بحسب وصفه ورغم محاولات الكنيسة إقناع الشباب الغاضب وأهالى ضحايا كنيسة القديسين وكنيسة صول بأطفيح أن يتراجعوا عن الاعتصام . أفاد محامى البابا أن مع الأقباط فيديو يصور ضرب الشرطة العسكرية بكل عنف لشاب لدى مطاردة المعتصمين حتى منطقة عبد المنعم رياض , كما احتاج أحد المصابين لثلاثين غرزة فى رأسه وقد أقر بالقبض على 40 شاباً واحتجازهم فى مدرعة ثم تركهم لاحقاً .
أن يتصور البعض من المحرومين سياسياً فى السابق أن من حقهم الآن أن يعلنوا كل أشكال العداء والكراهية والعنصرية تجاه مواطنين مصريين مثلهم , لمجرد أن ثورة حدثت ولم يعد كلامهم سيؤدى بهم للمشانق فهذا جبن حقيقى . وكما قال أديبنا الناشط السياسى علاء الأسوانى فى مقاله بالزميلة " المصرى اليوم " الثلاثاء 4 أكتوبر الجارى : " هذا الكلام إذا حدث فى أية دولة محترمة يعتبر جريمة تحريض على كراهية المواطنين والاعتداء عليهم لمجرد أنهم مختلفون فى الدين " . إن السلطة الرسمية الحاكمة تصبح شريكة أساسية وطرفاً فاعلاً فى تلك الجريمة حين تسكت عنها وتحاول فرض التعتيم الإعلامى عليها ولا تقدم مرتكبيها للعدالة , لتقويم الخطأ وعقاب المذنب , وليس الضحية . كيف كنتُ سأشعر لو كنت قبطية ؟ . ألن أشعر بالحقد رغماً عنى ومهما كنتً متزنة وموضوعية ولى أصدقاء من المسلمين , تجاه أى مسلم , وخاصة وأنا أسمع الأذان فى محطات المترو وتصعد القطارات من تتصور أن من واجبها هداية غير المسلمين غصباً للإسلام ؟كيف سأشعر وأنا أرى تدليس المسئولين على الحقائق التى تقع كل يوم لطائفتى , فى بلدى كأنها ليس بلدى , لأن هناك من يريد تطبيق دعوات شيخ إمبابة محمد حسين يعقوب ذات حديث له " الشعب قال نعم للدين , واللى يقول البلد ما نعرفش نعيش فيه أنت حر , ألف سلامه , عندهم تأشيرات كندا وأمريكا " ومن مآثره بعد الاستفتاء أيضاً " عايزين ديمقراطية ؟ هى دى الديمقراطية بتاعتكم " . , ومقولته وقتها " الناس فسطاطين , فسطاط دين .... وفسطاط ناس تانية ". وذلك شيخ آخر , أبو إسحق الحوينى ينظر للمرأة بتحقير معلن ويقول بكراهية تفح من حروفه " بأقولها وكنت أقولها وسأظل أقولها , كل الطالبات فى جميع الكليات آثمات " . هذا لأن الطالبات المحترمات , من وجهة نظر من لا زال طليقاً فى دولة بلا قانون مُفعل , يرى أن جريمة القرن ليست مجاعة الصومال ولا مجازر ليبيا وسوريا واليمن أو ما قد يحدث فى مصر نتيجة كلام وأراء أمثاله من الشيوخ , بل لأن الطالبات المحجبات العفيفات يتعاملن مع زملائهن الذكور فى العلن والنهار بإخوة واحترام , أى التجاور والاختلاط الدراسى فقط . ثم يعلن مسئولو السلفية فى أحزابها التى بدأت تظهر وتكرر أنها تقبل تواجد المرأة والقبطى ( كأنهما كائنات من كوكب آخر ) بأنه يجب تشميع وجوه تماثيلنا وآثارنا , وبالطبع سيسبق هذا تشميع وجوه المواطنات اللاتى ما زلن من الأحياء , رغم تصريحات طارق البيطار رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة السلفية " أننا لن نرغم أحداً على النقاب "! . لا والله يا أستاذ طارق , علينا شكرك لأنك ستكتفى بإجبارنا , غيرالمحجبات والمسيحيات على ارتداء الحجاب وملاحقتنا فى الشوارع بشرطة نسائية لمتابعة ارتدائه كما يحدث فى إيران وبشرطة ذكورية كما يحدث فى السعودية . ومن يدرى قد يصل الأمر لمهاجمة مدارس البنات باعتبار التعليم , عدا القرآن وهذا يمكن أن يكون منزلياً , هو ترف للبنات اللواتى لا مصير لهن سوى الزواج , وعلى أساسه يتم إلقاء ماء النار على وجوه التلميذات كما يحدث فى أفغانستان , لكى لا يبدأ – بالتعليم – رفض القهر . أكثرمن هذا , يواصل السيد طارق البيطار هجائه فيقول بعد أن ينفحنا بتحليله السياسى الفذ عن معاقبة الله لعبد الناصر بهزيمة 1967 ( لاحظوا أن الله عاقب الشعب والجيش المصرى , فى السكة , لأنه أراد فقط معاقبة شخص ) جزاءً وفاقاً على ما وصفه بشيوعية الزعيم الذى وصفه ب " الممثل الكبير " بينما فى تحليله , الله نصر السادات الذى يراه " تقرب من الشعب إلى الله " ( علماً بأن هذه ليست رؤية خالد الإسلامبولى قاتل السادات) وينتهى البيطار إلى مقولات جازمة من نوع " نحن فى مواجهة مع حفنة من العلمانيين الكاذبين , أولاد الشيطان الذين يحاربون بكل شئ من أجل إخفاء المادة الثانية من الدستور " . طبعاً هو حر فى رأيه أن الإسلام هو الحل ولا حل سواه , وحر فى أن يرى إسلامه هو أو مفهومه عن الدين الحنيف هو ذاته الإسلام بلا خلاف ولا مناقشة ولكنه ليس حراً فى الهجاء وما كان ليكون حراً لو كان فى الدولة قانون يتم تنفيذه , ليس بالضرورة لتجريم من يسبون الزعماء وبناة الدول كما هو الحال فى تركيا بالنسبة لشخص أتاتورك وإنما لأنه يصف , شأن د. سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة من فترة والقائل بأن من صوتوا فى الاستفتاء على المواد الدستورية ب " لا " هم من شياطين الإنس , يصف كما يصف العوا المختلف معه , العلمانيين ب " أولاد الشيطان " و" الكذابين " فجعل العلمانية مرادفاً للكذب , وادعى , زوراً أن المؤمنين بها " حفنة " فقط , وجعل كل علمانى بالضرورة معادياً للمادة الثانية من الدستور , ثم وهو الأهم , جعل هذه المادة هى الدين الإسلامى نفسه ! ربما لهذا لا يقر محافظ أسوان الذى ظل الأقباط يهتفون مطالبين بإقالته فى مسيرة أمام ماسبيرو الثلاثاء 4 أكتوبر , لا يقر بأنه ارتكب ما يجرح ويشين منصبه وهو يصرح عقب حرق المواطنين السلفيين لكنيسة الماريناب بأن "الأقباط أخطأوا وشبابنا صححوا الوضع " . ربما يشعر اللواء مصطفى السيد بأن المجرمين هم " شبابنا " فعلاً وخير من يمثل أمتنا الجديدة بعد ثورة 25 يناير العظيمة , حتى وإن كان " شبابنا " ذاك قد قام , بعد حرق الكنيسة وسرقة ومهاجمة ثلاثة بيوت لأقباط تجاورها , بفرض شروطه فى المجلس العرفى الذى عقدته السلطات لإدارة الأزمة التى لم تعد مجرد أزمة بعد أن طفحت وتكررت وستتكرر طالما من يتم الاستعانة بهم لمواجهة المعتدين , يستعينون بالمعتدين لالتماس الحل وفرض المزيد من الظلم على الضحية , والذى أثق أنه سيصل إلى يوم , يداهم فيه أى سلفى فى الشارع قبطياً أمامه , ولعل من سيفكر وقتها فى التحدى ولا يتماشى مع إخفاء وشم هويته الدينية تحت ملابسه ( على المعصم )قد يضع صليباً أو صورة دينية فى شرفة بيته فيتم إحراق البيت . لكن قبل أن يحدث هذا , سيكون التدخل الخارجى قد حدث بعدما تُصنف مصر كدولة تضطهد الأقليات الدينية بالتراخى وتحكيم المتعصبين والمهووسين فيها فى مصائر كل " أولاد الشيطان " باستعارة وصف البيطار . أثبت تقرير البعثة الموفدة من هيئة الأقباط العامة فى مصر , فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته الثلاثاء 4 أكتوبر الجارى أنه بشأن كنيسة الماريناب , كما أظهروا لنا المستندات , هناك ترخيص 2 لسنة 2010 هدم وهناك ترخيص 42 لسنة 2010 بناء , وأن هناك مذكرة تقدم بها القمص مكاريوس بولس مجلع ( الترخيص باسمه) بطلب إحلال وتجديد سقف الكنيسة وهى برقم 253 فى14 /6/ 2010 وأنه فى 15/5/2011 طالب المحافظ بسرعة ترميم الكنيسة المذكورة على نفس المساحة , مع تقديم الهيئة العامة للأقباط ما أثبت تحرير مخالفة للكاهن رقم 1 لسنة 2011 بشأن تجاوز فى ارتفاع الكنيسة وهى وكما ذكرت الهيئة , المخالفة الأولى فى تاريخ أسوان بعد الثورة , وأسوان كما نشهد جميعا ً, المحافظة السياحية المعروفة بالتعايش والتسامح الثقافى والدينى والاجتماعى العالى . أوراق الكنيسة التى أظهروها لنا فى المؤتمر الصحفى أظهرت جملتين لموظف مقصر كتب أعلى أوراق مواصفات كنيسة الماريناب أنها تجديدات لكنيسة " الملاك ميخائيل " التى فى مكان آخر وتزاحمت توقيعات المحافظ الحالى لأسوان وتوقيعات لجنة المعاينة عليها بالموافقة على الإحلال والتجديد , ثم عاد المحافظ يتهم الكنيسة ذاتها " بالتزوير " رغم تقديم الهيئة العامة للأقباط أوراق ثبوتية بكون الكنيسة موجودة بهذه الصفة وتقام بها الشعائر الدينية من سنة 1940 لكن المحافظ ينكر أنها ( كنيسة الماريناب بمركز إدفو )كنيسة أصلاً ويصفها بأنها مجرد " مَضّيفة " ( مكان للزوار ) والأدهى بحسب كلام المحامى د. إيهاب رمزى فى المؤتمر الصحفى , ادعى المحافظ مصطفى السيد , أنه لم يقرأ الأوراق الخاصة بالكنيسة !!!! . فماذا يفعل المحافظ إذن ؟ , يوقع على أوراق بدون قراءتها , أم يحيلها إلى سكرتيره للقراءة , أم يقرأها بعد التوقيع , بعد نشوب مشكلة أم يكتفى بالانحياز إلى أحد طرفى المشكلة , وهل هى مشكلة فقط أم قنبلة تهدد مصر كلها , فى كل مرة يكون لها البعد الطائفى الكريه , ودائماً يكون البادئ الطرف المسلم . ليس مقبولاً , هذا " التحبُب و التدليل " المنحاز بوضوح فى وصف المحافظ للمعتدين وسارقى بيوت الأقباط وحارقى الكنائس ب " شبابنا " كأنما ما قاموا به عمل محمود , وهو يؤكد انحيازه وتعصبه الدينى المقيت لدى اتهامه الكنيسة المعتدى عليها بالتزوير , ليدافع عن موقفه الخاطئ بالتقصير فى قراءة أوراق رسمية يدخل التوقيع عليها وحتم قراءتها بعناية وإحالتها إلى متخصصين قانونيين , قبل أن يمنحها شرف إمضائه , موافقة أو رفضاً ضمن أهم صلاحياته . أتذكر د. عاطف عبيد رئيس وزرائك يا مصر أيام مبارك , وفى اليوم الأول من كارثة احتراق قطار الصعيد الشهيرة , وقف د. عبيد ومن ورائه القطار الذى كان الدخان ما زال يطلع منه وقرأنا لاحقا ًكيف كانت الجثث متفحمة وملتصقة بالقضبان الداخلية للقطار التى انصهرت ,ليقول بلا حياء ولا ضمير ولا منطق :" مفيش حاجة أبداً .." ولا أتذكر بقية التدليس المستفز الذى دأب به كل مسئول فى موقع على تحقير الشعب وذكائه ... " مفيش حاجة أبداً " وجثث ألوف المصريين والمصريات ملتصقة فى الحديد المصهور خلفه !! " مفيش حاجة " لأن هو حى وغيره مات ميتة شنيعة , ولأن أسرته ما زالت حية لم تمت ولأنه يريد الاستمرار فى منصبه ولو مات الشعب كله , نتيجة إجرامه وتقصيره . لهذا غلبنى الألم أمس أمام ماسبيرو وأنا أرى رجلاً قبطياً يجرى نحو عقيد أمن مركزى ( الأمن وقوات الشرطة العسكرية كانت تحركت نحو المتظاهرين والمعتصمين فى تشكيلات). كان الأقباط يجذبون الرجل ويجرون خلفه وكان المواطن القبطى يصرخ بهيستيريا " حرام ! حرام عليكم " ويكررها ثم داخ , غاب عن الوعى وسقط أرضاً وتدخل البعض لإفاقته بالماء . كانت الصلبان ترتفع فى الأيدى والحناجر تصرخ واصفة المحافظ لواء مصطفى السيد بالكذب , مطالبة بإقالته . كان كلام د. سعد الدين إبراهيم من المؤتمر الصحفى عن كوته للأقباط بشرط ألا تقل عن نسبة 15% من المقاعد المنتخبة ما زالت فى أذنى رغم معارضة كثير من الأقباط للمبدأ , كان كلام صديق أسرتى القبطى عن إتباع السلفيين لما وصفه بسياسة "الأرض المحروقة" التى تفتعل مشكلة بالعمد لتحقيق تواجد سياسى فى مكانها , كان كلامه من فترة فى ذاكرتى , كان بيان اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا والذى بين يدىّ يدين فى عنوانه " محافظ أسوان الكاذب " . كانت مصر تجرى بأقصى سرعة طائفية نحو الهاوية .