واضح أن البون مازال شاسعاًَ بين حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية وحركة «حماس». .. ورغم الجهود التي تبذلها مصر وأطراف أخري من أجل المصالحة بين الطرفين، فإنه لا يبدو أن هناك نقطة ضوء في نفق «المصالحة». ورغم التصريحات المتفائلة من بعض قيادات الحركتين، فإن الوضع كما هو. ويبدو كذلك أن الخلافات وصلت داخل كل فصيل.. فليست هناك رؤية موحدة داخل فتح.. وكذلك داخل حماس. وتزيد الخلافات مع «تجمد» الموقف.. وظهور قضايا جديدة علي السطح.. مثل تقرير جولد ستون أو الجدار الفولاذي علي سبيل المثال. ولعل ما يوضح الخلاف داخل حركة فتح.. قصة زيارة القيادي في حركة «فتح» نبيل شعث إلي غزة.. ولقاءاته بجميع المسئولين في حركة «حماس» وعلي رأسهم إسماعيل هنية.. فقد قال شعث إن لقاءاته في قطاع غزة بمسئولي حماس أوقفت القطيعة بين الحركتين وساعدت علي خلق الثقة وفتحت باباً للمستقبل وبثت روحاً تصالحية جديدة. بالطبع هذا كلام طيب من قيادي في حركة «فتح» ويثبت حُسن النية مع حركة «حماس». وأكد شعث أنه سيتابع اللقاءات مع حماس بعدما يعود للقيادة ليعرض عليهم مجمل الأفكار والاقتراحات التي خلصت إليها لقاءاته في غزة.. وهو ما ستفعله قيادة حماس.. «ويقصد هنا رجوع قيادات حماس في غزة إلي قياداتها في دمشق». لكن المهم ما أكده نبيل شعث- عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»- أنه جاء إلي قطاع غزة ممثلاً للحركة والرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وليس بشكل شخصي، خصوصاً أن جميع الجهات ذات العلاقة لديها علم مسبق بهذه الزيارة.. وباركت كل خطوة فيها، مشدداً في الوقت نفسه علي أن زيارته جاءت في ضوء مطالبة الرئيس عباس لقيادات فتح بالوصول إلي غزة والتواصل مع الجميع لإنهاء حالة القطيعة الحالية، ليس في القطاع فحسب بل في جميع المحافظات الفلسطينية.. هذا ما قاله وأكده نبيل شعث. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان له رأي آخر في لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية مساء أمس الأول- الجمعة- في مقر إقامته، حيث نفي أن تكون هناك علاقة بين زيارة شعث لغزة والمصالحة حيث قال: «إن ذهاب الدكتور شعث وغيره من قيادات الحركة- حركة فتح- الذين خرجوا من غزة بعد ما سماه انقلاب حماس إلي غزة ليس اجتهاداً شخصياً بل بقرار من حركة فتح، والأمر ليست له صلة بالمصالحة.. فالمصالحة في القاهرة.. وزيارة شعث لغزة تحت هذا العنوان فقط». والمفاجأة التي ألقاها أبومازن في اللقاء مع رؤساء التحرير وأثارت الكثير من الاستغراب قوله: إن ذهاب شعث إلي بيت إسماعيل هنية والجلوس معه تجاوز غير موافقين عليه. فمن نصدق؟! شعث الذي ذهب إلي غزة ويؤكد أنه ذهب ممثلاً للحركة والرئيس الفلسطيني وليس بشكل شخصي. أم محمود عباس الذي أكد أنه ذهب بشكل شخصي مثل غيره أم أنها تصريحات تختلف باختلاف المكان؟! ولعل سوء النية لدي الرئيس الفلسطيني في علاقته بحماس هو رفضه ما تم طرحه- باعتباره رئيساً لكل الفلسطينيين- أن يأخذ المبادرة ويذهب إلي غزة لإعلان المصالحة صريحة واضحة.. ومن الرئيس شخصياً.. إلا أنه «تلكك» بأنه لن يتم ذلك إلا بعد أن يأتوا هم إلي القاهرة ويتم التوقيع علي المصالحة. نفس الأمر تقريباً قاله بعد لقائه الرئيس مبارك أمس، بأنه لن يلتقي خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»- إلا بعد التوقيع علي اتفاق المصالحة في مصر. لكن ما رأي السيد الرئيس محمود عباس في أن ليبيا- رئيس القمة العربية القادمة- ستدعو السيد خالد مشعل لحضور القمة.. فهل سيذهب حينئذ الرئيس الفلسطيني إلي طرابلس أم سيظل علي موقفه من خالد مشعل؟!