اذكر من بين لحظات النوم المتقطع في أثناء خطبة الجمعه منذ سنين اني استيقظ فجاة علي الدعاء لكي اقوم بوظيفتي المعتادة في قول امين امين ..وكان هناك الدعاء الشهير :: اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ..وارنا الباطل باطلا والهمنا اجتنابه ..امين ... لم اقف كثيرا عند هذا الدعاء وقتها ..ولكني استرجعته في صدر ذاكرتي بعد مشاهدتي للمظاهرة الوهمية الخرافية التي قام بها – كام نفر من مؤيدوا المخلوع – واعضاء جماعة احنا اسفين يا ريس المحظورة ..في ميدان روكسي ..وسالت نفسي :: هيه الناس دي عايشة معانا في نفس البلد ؟؟ يا تري الناس دول شايفين الي احنا شايفينه وعاشوا الي عشناه سنين طويلة ؟؟ لم اجد لا تبرير ولا تفسير مقنع علي الاطلاق .. وهنا رجعت الي الدعاء العظيم :: اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ..هذا يعني ان الله لا يرزق كل الناس رؤية الحق حقا ..يعني مش كل الناس فاهمه ان الصح صح والحق حق ..اه يعني فيه ناس بالتبعيه فاكره الصح غلط والغلط صح ..والحق باطل والباطل حق ..فهم يتبعون الباطل علي انه حق ويرفضون الحق علي انه باطل ...!! ياه الموضوع كبير اوي علي كده ؟؟ بل اصعب واكثر تعقيدا مما كنت اتخيل ..اي انك تسأل الله في البداية ان يرشدك فقط لفهم الحق علي انه حق ..ومن ثم تساله مرة اخري ان يرزقك اتباع الحق ...وبالتالي بلغة الرياضيات ..نستنتج ان ..هؤلاء الذين لايرون الحق حقا ولا يتبعونه ..ربما يعتقدون ان الحق اساسا باطل ... طب ليه بس حصلهم كده ..؟؟ يا تري جينات وراثية ولا اشعاعات القناة الأولي ولا نشرة النيل للأخبار في عهد المخلوع ..ولا جولات ماما سوزان بين المكتبات ولا نكت الرئيس المخلوع ..وافيهاته الحمضانه ...؟؟؟ ربما يحتاج الامر لدراسة اكثر واعمق .. يقول دينيس ويتلي الكاتب الامريكي : هناك اختياران مبدأيان في الحياة اما ان تتقبل ظروف الوضع الحالي كما هي أو ان تتقبل مسئولية تغيير هذا الوضع ...ومعني هذا الكلام المحترم انه كان لدينا خياران استراتيجيان مفيش تالت ..نستحمل عيشة الذل والاهانه والاحتقار والتعذيب والتنكيل والفساد الذي ترعرعنا فيه علي عين المحروس في مستشفي شرم الشيخ وادينا عايشين ...والحمد لله انهم بس سايبينا نعيش جوة الحيط علي اعتبار اننا مجرد شعب جاي مع العفش ليس الا ... بينما الخيار الثاني هو ما اقتنع به الالاف من شباب مصر الاحرار الذين لم يأنسوا ولم يقتنعوا بعيشة الذل وخفض الاصوات وتكميم الافواه ..فقاااااموااااااااا ..ايون قاموا ..يعني بداو يبذلوا مجهود اهم للتغيير ..وتكلموا وهتفوا وناضلوا ..ثم ضحوا ..ثم ايه يا كابتن ..ضحوا ..يعني ايه ضحوا بس لامؤاخذه عشان فيه ناس من روكسي ما بتعرفش عربي ..هي التنازل عن شيء غالي من اجل شيء اغلي ...وكان ان ضحوا بحياتهم التي لا يملكون سواها ..بصحتهم وشبابهم ومستقبلهم واجسادهم ...من اجل ايه بقي ...الأغلي ..حرية الوطن ووطن للأحرار ..من اجل مستقبل أفضل ..من اجل العدل والكرامة ...طيب مش يمكن ضحوا عشان حاجه تانيه ..يمكن وعدوهم بشقة في التجمع الخامس لما يموتوا مثلا ...!!! فلا يستحق من لم يضحي بأي شئ ان يتحدث عمن ضحوا بكل شيئ ..فلا هؤلاء ال- خمسين نفر روكساويين - يسوون قطرة دم واحده من شهيد او مصاب ضحي بكل ما يملك من اجل العدل والحرية فيما كانوا الاخوة الروكسيين يتمتعون في التكييفات والاستوديوهات والكنبات والأسرة ... ولان الحق حق لا يتجزأ فعلي من هداه الله لمعرفة الحق وهداه مرة اخري لاتباعه ..ان يكمل علي نفس طريق الحق ..فلا يحيد عنه ولا يطلع مطالع ولا كباري ولا انفاق ..فليقبل كل من كانوا علي الحق ..وليعط الفرصة لمن ضل ...يمكن ربنا يهديه وما يروحش روكسي تاني ..؟؟ يقول عالم الرياضيات والفيلسوف البريطاني برتراند راسل :: لا تخش ان تكون مختلفا في الرأي مع الغير . فكل راي مقبول في الوقت الحالي كان يوما ما مخالفا لكل ما هو سائد ... فالثوار الحقيقيون الذين امروا وجاهروا بمطلبهم ..وقالوا للغول عينك حمرا ..في عينه ..لن يلقوا بالا لمن خرجوا من اطار العقل والزمن ..فيتظاهرون من اجل الماضي ..بنفس نفاق الماضي ..كله قديم ..مفيش تغيير خالص ؟؟ ولن يضر السحاب نبح ال....؟؟ قول انت بقي ؟؟ واخيرا ..الحمد لله الذي جعلني تحريريا ولم يجعلني روكسيا ولا محموديا ..اصل كنت هزعل من نفسي اوي ..