... لم أصدق عيني وأنا أرى الصورة تجمع القاتل والدبلوماسي الثائر،و" لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم", والزعيم المقصود هو الأسد المغوار قاتل الثوار وذابح الأطفال ومغتصب الحرائر العربيات في سوريا,والقائل هو الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي دبجنا في مواقفه المقالات والقصائد الدكتور نبيل العربي,و"أحد"المذكور في كلام العربي ليس شخصا ولا دولة أجنبية بل ملايين السوريين الذين زعقوا من حناجر مكلومة ومظلومة منذ عشرات السنين,وهم أبناء ضحايا حماة في الثمانينيات,وأهالي المذبوحين غدرا في درعا وبانياس وحمص وحماة في أيامنا التي تسير كقطع الليل المظلم. طيب كانت تأتي من غيرك أفضل يا بو العربي,يا من رأيت النظام السابق في مصر فاقدا الشرعية بشرعية الملايين التي قالت له "إمشي",وهل سمعت يا أمين العرب ما قاله الثوار السوريون تعليقا على زيارتك المشؤومة لبلادهم المغتصبة؟ إنهم يقولون:" على ما يبدو أن الأمين العام الجديد حديث عهد بالسياسة، فبشارأساسا فاقدٌ للشرعية قبل أن يلفظه شعبه، أتى بتزوير إرادة الشعب وتعديل دستور...وإننا كمعارضة وكشعب سورى نرفض التدخل الأجنبى فى شؤوننا، ولكن ماذا نفعل؟ الشعب السورى بين نارين، هكذا يريد السيد العربى، إما أن يرضى الشعب بالقتل والتمثيل بجثث أبنائه، واغتصاب نسائه، وإما أن يعود لبيوته ليواجه الاعتقال والتعذيب والذل... الشعب السورى قرر أن يستمر فى ثورته إبراراً للقسم الذى أقسمه وهو انه لا رجعة عن إسقاط النظام ...وعلى الأمين العام الجديد أن يترك السوريين وشأنهم، وأن يكف عن إضفاء الشرعية عن نظام سقط منذ إطلاقه أول رصاصة على صدور أبنائه العزل...و أنه كان من الأوْلى أن يزور العربى المدن والبلدات المحاصرة، لا أن يذهب إلى القاتل ليضفى شرعية عليه، لافتاً إلى أن صيحات النساء والأطفال والشيوخ والعجزة ستجعل من الثورة بركاناً ليحرق الأسد وجميع المتخاذلين من العرب" هل سمعت ما يقوله أصحاب البلد الشرعيون عن زيارتك وإضفائك شرعية مزيفة على رئيس مزور وسفاح وابن زوجة الأسد؟ولماذا الزيارة يا سيدي الفاضل –وما الفاضل إلا كل قارئ كريم-ولو أن منصب أمانة الجامعة يصيب صاحبه دوما بمرض الزيارات والتنقلات وانتظار الهدايا واحتساب بدل السفر بالدولار,فإن أرض الله واسعة ولم تتوقف التأشيرات الدبلوماسية إلى سوريا دون غيرها,كما أن سوريا نفسها واسعة,وليست دمشق ومقر حكم المجرمين. ولو يا أخي أنت معترض على زيارة السفير الأميركي لحماة,فكان الأولى أن تقطع عليه الطريق وأن تزور أنت حماة لعلك توقف دقات الساعة المشيرة إلى أنه قد حان الآن موعد صلاة الشهادة حسب التوقيت المحلي لمدينة حماة وعلى الزائرين العرب مراعاة النخوة العربية والحياء والرجولة...إن بشار الأسد ليس مسؤولا وحده عن دماء الأبرياء بل شركاؤه المتضامنون كثيرون وأولهم من يمنحه صك غفران,وعقد شرعية يعرُبي يا بو العربي.