شيخ بجلباب ابيض حسن الطلعة بشوش الوجهة يمر بين الصفوف ويتقدم الي وسط الميدان يتوجه بصحبة شباب إلى المنصة الرئيسية يتقدم ويعرف نفسه " مظهر شاهين " خطيب مسجد عمر مكرم . يفسح له الجميع ليعتلي المنصة في أول جمعه مليونية للثوار يوم 4 فبراير أمام المليون متظاهر وعلي مرآي من الفضائيات ووسائل الإعلام وقف الخطيب الذي يعمل بالدولة يترقب الجميع ماذا سيقول ؟؟ وفي ثوان معدودة يمر شريط من الذكريات أمامه يتذكر والدته و والده الحاج حامد شاهين ذلك المزارع البسيط الذي يعيش في مركز السنطة بمحافظة الغربية ربي مظهر ومعه اخويه واخته وتداعب ذكرايته حنين الشوق لزوجته وابنه عمر والذي لم يتعدي الشهور الأولي من عمره وقف ليخطب راميا وراء ظهره تحذيرات رؤساءه التي دعته الي خلع عمامته ليؤكد انه لا يمثل الا نفسه و صورة الشهداء والقرءآن الذي حفظة علي يد شيخ محمد عمارة قبل إتمامه الأربعة عشر عاما انسوا قلبه الخوف... فقط " هي لله " و إذا بكلمات نارية تحمل بين طياتها بلاغة الكلمة وحسن الألفاظ وحقيقة الوضع وضمير الشعب وروح الثائر المنضبط تخرج من فمه عالية عبر مكبرات الصوت تحمل الحق وتزف الخير وظل لشهور يلقي بالخطب علي المنصة ولقبه الثوار بخطيب الثورة بعد ان القي اول خطبتان خلال الإعتصام واكد الدكتور صفوت حجازي علي هذا التوصيف. ظل الشيخ مظهر بموقف ثابت عاقل غير منجرف وراء العاطفة الثورية يوجهه قدر استطاعته حتي انه طلب في آخر خطبه بجعل ميدان التحرير منطقة خضرا لا يدخلها أي ضابط يحمل سلاح للتأكيد علي رمزية المكان. والشيخ مظهر ليس فقط خطيب عادي فهو ساعي دائم وراء العلم فبعد تخرجه في كلية الدراسات الإسلامية حصل بعدها بسنوات علي رسالة الماجستير في البلاغه القرآنية ويقترب من مناقشة رسالة الدكتوراه وموضوعها " حاشية القونوي علي تفسير البيضاوي دراسة بلاغية تحليلة ". والشيخ يري ان وصفه بخطيب الثورة لقب عزيز بل هو اعز لقب اليه حيث لا يلقب به رجل الا كل ثورة وقد يمر مئات السنين علي ثورة اخري