قال د.عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في تصريح للدستور الأصلي إن قرار هدم مستشفى العباسية للأمراض النفسية غير صحيح، وأن ما يتم مناقشته حاليا في وزارة الصحة هو نقل المسشتفى من مكانه وليس هدمه، مشيرا إلى أنه عندما يتم الاستقرار على قرار النقل هذا سيتم إعلان ذلك بشكل رسمي. وكانت الأنباء التي ترددت عن قرر وزير الصحة بهدم مستشفى العباسية للصحة النفسية وإقامة أرض للمعارض مكانها ونقل المستشفى إلى مكان آخر في أطراف القاهرة- قد أثار الكثير من الجدل وموجات كبيرة من الغضب وذلك بسبب تجاهل القيمة التاريخية للمبنى الذى يرجع بناءه لسنة 1883، وقالت د.منى مينا المتحدثة باسم لحركة أطباء بلا حقوق إن هذا القرار لا يراعي على الإطلاق مصلحة المرضى ، ولا المفهوم الجديد للطب النفسي الذي يسعى لتقليل وقت عزل المريض عن المجتمع ، و يهتم بربطه بأهله و إعادة دمجه مع المجتمع بأسرع ما يمكن ، إن هذا القرار يعود بنا لفكرة المستشفيات النفسية الأقرب للسجون خارج المدن.
وأكدت مينا أن وزير الصحة يغلب مصلحة البيزنس على مصلحة المرضى مشيرة إلى أن هذا القرار هو واحد من قرارات وزارة الصحة الأخيرة الذى تزيد من معاناة المرضى والأطباء دون اى مبرر منطقى فمن لائحة الصحة الجديدة للمستشفيات وتسعير خدمات المستشفيات التعليمية إلى منع الأطباء من تسجيل الدراسات العليا في تخصصي النساء و الأطفال وأخيرا هدم مستشفى تعتبر تراث يجب المحافظة عليه.
فيما أكد د.خليل فاضل "استشارى الطب النفسى" إن وزير الصحة يمضى لخصخصة المستشفيات على حساب صحة المرضى مشيرا إلى أن التفكير فى هدم أو نقل مستشفى العباسية هو قرار غير مدروس وخاطىء ويجب المحاسبة عليه حيث انه لم يقتصر فقط على زيادة معاناة المرضى والاطباء بل يعتبر بمثابة إهدار للتاريخ ولقيمة معمارية وتراثية هامة يجب الحفاظ عليها حيث بنيت مستشفى العباسية خلال القرن التاسع عشر ثم تم تخصيصها لعلاج المرضى النفسيين.بالإضافة إلى أن موقع المستشفى علميا ممتاز لأنها تقع بجوار الأمانة العامة للصحة النفسية والمجلس القومى للصحة النفسية، الجمعية المصرية للصحة النفسية، جامعة عين شمس، مما يتيح للعاملين بالمستشفى من أطباء وتمريض تبادل الخبرات وتنمية المهارات المستمرة لتقديم الخدمة للمرضى النفسيين ويجعلها تحظى بخدمات متكاملة. كما ان هذا القرار ينتهك حقوق المرضى المترددين على العيادات للمتابعة وصرف الدواء وكذلك حقوق النزلاء الداخليين الذين يستقبلون زيارات ذويهم ويخرجون معهم في إجازات علاجية، عن طريق نقلهم إلى أماكن نائية ومتطرفة يصعب الوصول إليها علاوة على أن المستشفى تحوى 1500 عامل وعاملة ما بين موظفين إداريين وأطباء وتمريض وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وعمال نظافة وكذلك طلبة، وتعتبر أي محاولة لهدم المكان وإخلاءه بمثابة هدم للاستقرار الاجتماعى لهؤلاء العاملين وأسرهم.
وفي السياق ذاته استنكر الأطباء والعاملون فى مستشفى العباسية للصحة النفسية قرار د.حاتم الجبلى وزير الصحة بهدم المستشفى في مقابل منح وزارة الصحة مساحة مماثلة لمساحة المستشفى- 68 فدانا- في مدينة بدر لتقيم عليها مستشفى بديل. وأعلنوا فى بيان لهم عن رفضهم التام لأى مساس بمستشقى العباسية سواء بالهدم أو النقل أو استقطاع أى جزءمن مساحتها وطالبوا فى البيان من وزير الصحة النفى الرسمى لما لما تردد بشأن التفكير فى هدم ونقل المستشفى إلى مكان آخر.و تحويل الدعم المادي الخاص بعملية الهدم والنقل لتطوير الخدمة بالمستشفي، وتحسين وضع العاملين فيها.فضلا عن بناء مركز للبحث العلمى فى مجال الصحة النفسية بالمستشفى.و استرداد المساحة الخاصة بالمستشفى فى حديقة العروبة والتي تم استقطاعها لزيادة فرص توسيع المستشفى و خدمة عدد أكبر من المواطنين.