من ينقذ التعليم في مصر من هذا الرجل؟.. أحمد زكي بدر رجل غير مناسب تماما .. لكن النظام وكالعادة خيب الآمال وأحبط أي حلم لإصلاح التعليم وجاء به في منصب وزير التعليم.. وهو يصرح بأنه «مش هايطول في الوزارة»، هل يواسينا الرجل؟ ويقول لنا اطمئنوا لن أجلس علي كرسي الوزارة طويلا، وانتظروا إقالتي قريبا أم أن ذكاءه وصل به لعمل حرب ضد نفسه ليقتنع النظام به أكثر ويبقيه في كرسيه استنادا إلي أن الوزير السابق يسري الجمل طالت مدته في الوزارة لهجوم الجميع عليه فهل يهاجم بدر نفسه لهذا السبب؟ الوزيرالجديد لا يعطي لنا أي ذرة تفاؤل.. أول قراراته جاءت بالعقاب والتحويل للنيابة الإدارية كإنذار للعاملين بالوزارة إنه سيقبض عليها بيد من حديد مع ترديد أقاويل أخري عن نيته تحويل جميع المدرسين المنتمين للإخوان والتيارات الدينية للعمل كإداريين.. لأنه ضدهم منذ البداية وجامعة عين شمس تشهد علي ذلك، وقد راوغ عند سؤاله في صالون الأوبرا الثقافي عن ذلك ، وقال إن أي شخص يحاول بث سمومه للطلاب ستتم محاسبته حساباً عسيراً. التعليم المصري به كثير من المشاكل ويحتاج لنفس طويل في التعامل معه ومع العاملين فيه.. وأحمد زكي بدر تنتفي عنه هذه الصفة ورئاسته لجامعة عين شمس شاهدة علي ذلك وانتخابات اتحاد طلاب عام 2008 كانت إعلانا رسمياً علي أنه لا يقبل بالرأي الآخر.. ولنستمع لرأيه مثلا في مشكلة المدارس الجديدة وطريقة بنائها حيث يقول إن المدارس بها دورات المياه في الدور الأرضي وهي مبنية من خمسة أدوار فكيف ينزل الطالب من الدور الخامس إلي الأرضي لقضاء حاجته؟.. هذه هي رؤية أستاذ الحاسبات لأكثر من ثلاثين عاماً ورئيس الجامعة السابق للمدارس.. صحيح أعترف أنه لا يرضي عن حال التعليم لكنه لم يقل لنا ماذا يفعل لإصلاحه سوي زيادة عدد المباني وزيادة رواتب المدرسين «!». لقد جعل سلفه يسري الجمل من كل مديرية مؤسسة مختصة بجميع شئونها الداخلية لكن تدخل «بدر» في مشكلة خاصة بإدارة تعليمية بمحافظة السادس من أكتوبر يثبت أنه سيعود بالوزارة إلي المركزية مرة أخري.. ليقول للتعليم «للخلف در». نتمني طبعا أن يفعل «بدر» عكس ما يشيعه عن نفسه لأن الجميع طلاب ومدرسين وأولياء أمور لا يريدون سوي إصلاح حال التعليم وتطوره وجعله قادرا علي تخريج طالب تحتاجه سوق العمل في مصر والخارج يبني لنفسه وللبلد مستقبلا يليق بها.