طالب 270 أديبًا عالميًا بينهم حاصلون علي جائزة نوبل للأدب الحكومة البريطانية بالتدخل للكشف عن مصير معارض ليبي اختفي في مصر في ظروف غامضة منذ نحو 20 عاما. وأوضحت صحيفة التايمز البريطانية أمس أن النخبة الأدبية في العالم طالبت الحكومة البريطانية باستغلال صداقتها مع ليبيا لمحاولة كشف مصير المعارض الليبي البارز جاب الله مطر الذي اختفي في مصر منذ 20 عاما. وتابعت الصحيفة أنها تلقت خطابا موقعا من 270 كاتبا طالبوا بالكشف عن مصير مطر الذي اعتقل عام 1990 من منزله في مصر وتم ترحيله إلي طرابلس. ونقلت الصحيفة عن هشام مطر المهندس والأديب الليبي، والمرشح لجائزة البوكر 2006، ونجل جاب الله القول إن: «الحكومة البريطانية لوثت نفسها بالتعامل مع نظام مجرم.. وكان عليها أن تشترط تطوير العلاقات مع ليبيا بتحسين أوضاع حقوق الإنسان». ومن بين الموقعين علي الخطاب سلمان رشدي وأورهان باموق. وأشارت الصحيفة إلي أن جاب الله مطر كان ضابطا بارزا في الجيش الملكي السنوسي قبل الثورة، ولم يكن من ضمن مجموعة معمر القذافي التي قلبت نظام الملك إدريس السنوسي. وبعد الثورة الليبية تم عزله من الجيش وأرسل في بعثة دبلوماسية بأمريكا. وحين عودته اشتغل في الأعمال الحرة وحقق نجاحا ملحوظا ولكن تأميمات القذافي في نهاية السبعينيات أجبرته علي الرحيل إلي خارج ليبيا. ولفتت الصحيفة إلي أن جاب الله قاد جماعات المعارضة من القاهرة، التي هرب إليها في الثمانينيات خوفا من الاعتقال. وتابعت الصحيفة أن مطر اعتقل بعد ظهيرة أحد أيام شهر مارس علي يد مصريين، مشيرة إلي أن هشام وشقيقه كانا يدرسان في لندن وعادا ليجدا أباهما معتقلا وحاولا البحث عنه خلال عامين لكن المسئولين أكدوا لهما أنه في مصر وفي أمان، «لكنه تخطي حدوده» في انتقاد ليبيا صديقة مصر. وقالت الصحيفة إن عائلة مطر تلقت خطابا منه في عام 1993، قال فيه إنه تم تهريبه من سجن أبو سليم في طرابلس. وقال إن المصريين أخذوه ومعارضًا آخر علي مهبط للطائرات، حيث كان عملاء ليبيون ينتظرون. وأنه تعرض للتعذيب والحبس الانفرادي. وأنه لم يحاكم أبدا. وكتب يقول «الوحشية في هذا المكان تفوق بكثير كل ما نعرفه عن سجن الباستيل». وفي عام 1995، تلقت العائلة رسالة ثانية. وفي عام 2002 تبين أن السلطات الليبية قتلت 1200 من السجناء في سجن أبو سليم في ليلة واحدة في يوليو 1996، ولذا تنتاب العائلة مخاوف من حدوث الأسوأ. وقبل عامين قال صديق لهشام مطر إن أحد السجناء أدعي أنه رأي والده في السجن السياسي في طرابلس المعروف باسم «أبواب الجحيم». وقال هشام مطر إنه طالب الخارجية البريطانية بممارسة الضغوط والتدخل، والتقي مسئولون بريطانيون بسيف الاسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي وخليفته المحتمل ولي العهد، العام الماضي لكنهم لم يتلقوا أي معلومات قوية حول مصير مطر الذي تجاوز عمره ال 71 إذا كان لازال علي قيد الحياة. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند إن عائلة مطر «بحاجة إلي معرفة الحقيفة الآن». وأقر بانتهاك ليبيا المستمر لحقوق الإنسان. وتابع أن بريطانيا «ناقشت عددًا من القضايا محل الاهتمام مع ليبيا بهذا الصدد».