طالب 270 أديبا وكاتبا من مختلف دول العالم الحكومة البريطانية في رسالة تلقتها صحيفة "ذي تايمز" بالكشف عن مصير جاب الله مطر، وهو والد كاتب بريطاني شهير تقول الصحيفة البريطانية إنه كان في منزله في مصر عندما القي القبض عليه ونقله عملاء العقيد معمر القذافي إلى طرابلس الغرب عام 1990. وكان جاب الله مطر عقيدا في الجيش الليبي قبل وصول القذافي إلى السلطة عام 1969، وكان من أشد معارضي الأخير، وقام بتنظيم المجموعات المعارضة خلال إقامته في القاهرة التي فر إليها في العام 1980 تجنبا للقبض عليه. ووفقا لما أوردته جريدة "القدس" الفلسطينية في تقرير لها فإن عملاء من جهاز أمن الدولة بمصر اقتادوه من منزله في القاهرة في مارس 1990 وسلموه إلى عملاء المخابرات الليبية بالقاهرة في إطار صفقة بين الحكومة المصرية ونظام العقيد القذافى. وكان نجلا جاب الله مطر "هشام مطر وشقيقه اللذان كانا يدرسان في لندن في ذلك الوقت قد توجها إلى مصر وأمضيا سنتين في البحث عن والدهما دون جدوى، في حين أكد لهما مسئولون أن والدهما موجود في مصر وفي مكان آمن، لكنهم أشاروا إلى أنه "تجاوز الحدود" في انتقاد ليبيا، الدولة المجاورة الصديقة لمصر. غير أنه وبحسب التقرير فإنه في العام 1993 "وصلت رسالة إلى العائلة من جاب الله مطر بأنه جرى تهريبه من سجن أبو سالم في طرابلس، وقال إن المصريين اقتادوه مع معارض آخر إلى مدرج أحد المطارات حيث كان العملاء الليبيون في انتظاره، وقد تعرض للتعذيب ثم سجن في زنزانة، ولم يمثل أمام أي محكمة، وكتب يقول: "إن قسوة هذا المكان تتجاوز كل ما نعرفه عن قلعة سجن الباستيل"، لكنه قال مع ذلك: "إننا أقوى من تكتيكات القمع التي يتبعونها، ولا يمكن لهامتي أن تنحني". وتسلمت العائلة رسالة أخرى تم تهريبها في العام 1995، وفي العام التالي ظهرت بعض مقتنيات مطر في السوق السوداء للسجن، وتبين في العام 2002 أن السلطات الليبية أعدمت 1200 من سجناء أبو سالم في إحدى ليالي شهر (يوليو) 1996، وهو ما أثار قلق عائلة مطر خوفا أن يكون قد تم إعدامه. وبعد سنتين قال احد الأصدقاء لهشام مطر إن أحد السجانين قال إنه شاهد والده في سجن سياسي في طرابلس اشتهر باسم "بوابة جهنم". وحث نجل الأديب الليبي المختطف وزارة الخارجية البريطانية على التدخل، كما اتصل بالسلطات الليبية مستفسرا عن والده، وطلب العون من جمعية "هيومان رايتس ووتش"، التي التقى مسئولون فيها مع سيف الإسلام القذافي، لكنهم لم يحصلوا على معلومات مطمئنة عن جاب الله مطر الذي يفترض انه في الحادية والسبعين إذا كان لا يزال حيا. وقال هشام عن عدم توافر أنباء عن والده إن "غيابه يطغى على كل شيء آخر.. إنه مثل العيش في غرفة انتظار أزلية". أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند فقال إن "من حق عائلة مطر أن تعرف الحقيقة الآن"، وأشار إلى استمرار ليبيا في الإساءة إلى حقوق الإنسان قائلا إن "المملكة المتحدة أثارت مع ليبيا مشاعر القلق تجاه حالات معينة وأخرى فردية ويعيش ابنه هشام في لندن، وكان على قائمة المرشحين لجائزة كاتب العام 2006 عن كتابه "في دولة من الرجال". يذكر أن مصر شهدت العديد من حوادث الاختفاء القسرى لعدد من الشخصيات كان أخرها حادث اختفاء الصحفي رضا هلال البالغ " 45 عامًا " نائب رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" والذي أبلغت أسرته عن اختفائه إلى قسم السيدة زينب بوسط القاهرة يوم الاثنين الموافق 11 أغسطس 2003، بعد أن تأكدت بعدم وجوده في شقته التي كان يقيم فيها بمفرده. وحتى الآن لم يتم إجلاء مصيره .