145 ألف للطب و75 للهندسة.. المصروفات الدراسية لكليات جامعة المنصورة الجديدة    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    سعر الذهب اليوم الخميس 31 يوليو 2025.. عيار 21 بكام الآن في الصاغة؟    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: إعلان حركة رؤساء مباحث الثغر.. وزوج يطعن زوجته بالمحكمة لرفعها قضية خلع ضده    بعد المشاركة في تظاهرات بتل أبيب ضد مصر.. كمال الخطيب يغلق التعليقات على «إكس»    الخارجية: لا توجد دولة بالعالم قدمت تضحيات للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر    منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة    البرتغال تدرس "الاعتراف بدولة فلسطين"    سانشو يخطط للعودة إلى بوروسيا دورتموند    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    هويلوند: مستمر مع مانشستر يونايتد وجاهز للمنافسة مع أى لاعب    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق أسوان الصحراوي الغربي    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    إزالة إشغالات وأكشاك مخالفة وعربات كارو ورفع تراكمات قمامة خلال حملة موسعة في القليوبية    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    ترفض الانكسار.. مي فاروق تطرح أغنية «أنا اللي مشيت» من ألبوم «تاريخي»    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    جامعة بنها تعقد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشري    ب مكونات منزلية.. وصفة سحرية لتنظيف القولون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    جثمت على صدره.. الإعدام لربة منزل قتلت طفلها انتقامًا بالبحيرة    اسكواش - دون خسارة أي مباراة.. مصر إلى نهائي بطولة العالم للناشئات    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    رئيس جامعة دمياط يترأس اجتماع مجلس الجامعة بجلسته رقم 233    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحف العالمية: 40 عاماً من ألغام القذافى الدبلوماسية

فيما احتفلت ليبيا اليوم بالعيد الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر التى جاءت بالعقيد معمر القذافى على رأس الحكم فى ليبيا منذ عام 1969 وحتى اليوم، اهتمت الصحف العالمية بهذه الاحتفالات من زوايا مختلفة، مركزة فى الأساس على سلبيات النظام الليبى طيلة هذه الفترة، والأزمات الدبلوماسية التى افتعلها مع عدد من الدول الغربية.
وألمحت هذه الصحف إلى أن هذه السلبيات هى التى دعت رؤساء الدول الأوروبية إلى تجنب المشاركة فى الاحتفالية الضخمة التى أعد لها القذافى، خاصة بعد الاستقبال البطولى الذى حظى به عبد الباسط المقرحى أحد المتهمين فى قضية تفجيرات لوكيربى.
صحيفة الجارديان البريطانية سلطت الضوء على الاحتفالات الضخمة التى تشهدها ليبيا هذا الأسبوع مع مرور 40 عاما على وصول معمر القذافى إلى الحكم، والتى طغى عليها الاهتمام بعودة عبد الباسط المقرحى "المتهم فى تفجيرات لوكيربى" إلى ليبيا. وأشارت الجارديان إلى أن هذه الاحتفالات ضخمة على الرغم من المقاطعة شبه الكاملة من قبل القادة الغربيين، فى إشارة إلى اعتراضهم على الترحيب الذى استقبل به المقرحى.
وتحدثت الصحيفة عن مشاركة ثلاثين من الرؤساء الأفارقة فى الوقت الذى تجنب فيه القادة الآخرين بمن فيهم أغلب رؤوساء الدول الأوروبية الحدث كأحد تداعيات الإفراج عن المقرحى والتى أدت إلى مزيد من تشتيت العلاقات بين ليبيا والغرب.
وكشف دبلوماسيون عن أن السفير البريطانى لدى ليبيا فيسنسينت فين سافر إلى الخارج، ولن يشارك المبعوثون والشخصيات الهامة فى المهرجان الاحتفالى، وهو إجراء متعمد بعد أن قام دوق يورك بإلغاء زيارة كانت مقررة إلى ليبيا بعد الخلاف الذى أثاره الإفراج عن المقرحى فى بريطانيا، ونقلت الصحيفة عن مسئولين قولهم إن حالة المقرحى الصحية تزداد سوءاً.
وفى تقرير آخر، استعرضت الصحيفة أهم المحطات الزمنية فى الفترة التى حكم فيها القذافى ليبيا ومنها 1969 استيلاء العقيد معمر القذافى على السلطة بعد الانقلاب العسكرى على الملك إدريس، وتوترت علاقته مع الغرب بعد أن قام بإغلاق القواعد البريطانية والأمريكية ودعم الجماعات الأصولية، وفى عام 1986 قامت الطائرات الأمريكية بقتل الابنة التى تبناها القذافى والتى كانت تبلغ من العمر 15 عاما، وفى عام 2003 قبلت ليبيا مسئوليتها عن تفجير الطائرتين الفرنسية فى تشاد والأمريكية فى لوكيربى، وتتخلى عن برنامجها للأسلحة النووية وتوافق على دفع تعويضات لعائلات ضحايا الطائرتين، وفى 2004 رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير يقوم بزيارة ليبيا، وفى 2008 يوقع القذافى اتفاقية تعاون مع رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى.
أما صحيفة الإندبندنت، فقد اختارت لتغطيتها لهذه القضية عنوان "40 سنة على حكم القذافى.. حقل ألغام دبلوماسى". وقالت الصحيفة إن الاحتفالات التى تشهدها ليبيا بهذه المناسبة فجرت حالة من الشقاق الدبلوماسى نظراً لمشاركة اثنين من الروساء الأفارقة المطلوبين أمام المحكمة الجنائية الدولية، وهما رئيس زيمبابوى روبرت موجابى والرئيس السودانى عمر البشير، واحتمال حضور رئيس فنزويلا هوجو شافيز، الأمر الذى جعل القادة الغربيين ينسحبون مما يرونه حفلة "الخروج" الدولية.
وأضافت الصحيفة أن بريطانيا رفضت الكشف عمن سترسله إلى أكبر حفلة فى تاريخ ليبيا احتفالاً بأربعة عقود من حكم القذافى، وأشارت إلى أن لندن حرصت على تجنب إحراج نفسها مرة أخرى، خاصة وأن تداعيات الإفراج عن المقرحى، والمعلومات التى تكشفت عن وجود صفقة نفطية مقابل هذا لا تزال أثارها واضحة. ورفض المسئولون التكهن بمن يمكن أن يمثل بريطانيا فى هذه الاحتفالات.
وحتى المسئول الأوروبى الذى قام بزيارة ليبيا الاثنين وهو رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى، قال إنه لن يشارك فى الاحتفالات، وأن زيارته تزامنت مع الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين، ولم يمض سوى ساعات قليلة فى ليبيا.
من ناحية أخرى، نشر معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى تقريراً عن الفترة التى قضاها معمر القذافى فى حكم ليبيا، وتأثيرها على المصالح الأمريكية. واستهلت الكاتبة دانا موس تقريرها بالقول إن القذافى يستغل الاحتفالات الجريئة ليظهر إنجازات الجماهيرية، ويضفى الشرعية على حكمه. وفى نفس الوقت، فإن إطلاق سراح المقرحى واستقبال الأبطال الذى حظى به إلى جانب الأزمة الحالية فى العلاقات السويسرية الليبية تمثل تحذيراً من مدى استفادة ليبيا من ثرواتها البترولية لتحقيق أهدافها السياسية.
وأشار التقرير إلى أهمية الزيارة المرتقبة التى سيقوم بها القذافى إلى الولايات المتحدة للمشاركة فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر فى 23 سبتمبر المقبل، ومن المتوقع أن تشهد هذه الزيارة لحظات حرجة بدءا من إصرار القذافى على نصب خيمته فى المجمع الدبلوماسى الليبى فى إنجليود بولاية نيوجيرسى التى تعد مقراً لكثير من عائلات ضحايا لوكيربى. كما أن زيارة القذافى ربما يكون لها تداعيات على نطاق أوسع.
واعتبر التقرير أن العلاقات الأمريكية الليبية لا تزال جديدة وأن شكل هذه العلاقة لم يتحدد بعد. فالجدل الأخير بشأن الإفراج عن المقرحى واستقباله فى ليبيا يؤكد على أن طبيعة النظام الليبى لم تتغير نتيجة التقارب الأمريكى. فلا يزال الكثير كما هو، وأن ليبيا تحت حكم القذافى هى دولة انتهازية فهو النظام الذى استخدم مصالحة التجارية فى ابتزاز الغرب. فربما لم تعد ليبيا عدوة للولايات المتحدة، كما تقول موس، لكنها أيضا ليست صديقا غير جدير بالثقة.
أما مجلة الإيكونومست البريطانية، فركزت على سلبيات حكم القذافى، وقالت إنه منذ استيلائه على السلطة قبل 40 عاما، وهو يخوض حروب مع الدول المجاورة له ويخطط لعمليات اغتيال بشكل متكرر ووضع بلاده تحت سنوات من العقوبات الدولية. ووصفت الاحتفالات الضخمة التى يقيمها القذافى بأنها أشبه بوقت الربيع للرجل القوى. فبعد وفاة رئيس الجابون عمر بونجو فى يونيو الماضى، أصبح القذافى هو أكبر الزعماء الأفارقة والعرب بقاءً فى الحكم، ويبدو أن هذا قد غذى طموحاته.
ورأت الصحيفة أن ليبيا فى ظل حكم القذافى دولة تعرضت لسوء إدارة بشكل منظم لما يقرب من جيل قادم على كل مستوى من مستويات الحكم تقريباً. ومن بين الأنظمة الأخرى التى لا يوجد لها ملمح واضح هو هذا النظام الذى سيتحدد بمقتضاه من سيحكم ليبيا بعده. وهناك اثنان من أبناء القذافى السبعة مرشحين لخلافته، فرغم تسليط الأضواء على سيف الإسلام، الابن الأصغر الذى يولى اهتماماً لقضايا حقوق الإنسان، ويبدو أنه الأقرب من شقيقه معتصم، إلا أن الأخير له دور قوى فى المؤسسات الأمنية. ويعتقد أن كليهما له تأثير كبير على اتجاهات والدهما فى الآونة الأخيرة.
وعودة إلى مسألة المشاركة الأوروبية فى الاحتفالات، ذكرت وكالة ايفى "الأسبانية" أن وزير الخارجية الأسبانى ميجيل أنخيل موراتينوس سيسافر إلى طرابلس ممثلا لحكومة بلاده فى الاحتفالات التى تقام فى ليبيا بمناسبة مرور 40 عاما على ثورة الفاتح من سبتمبر والتى أدت إلى تولى القذافى السلطة عام 1969. وبالإضافة إلى موراتينوس، سيحضر الاحتفالات أيضا الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز والرئيسة الفليبينية جلوريا اررويو.
ومن ناحية أخرى، أرسل رئيس ناكراجوا أورتيجا رسالة تهنئة لنظيره القذافى، جاء نصها: "نقدم التحية لشعبكم ولهذه البلد الأفريقى الكبير ولقيادتكم الثورية، وأن شعبنا يتحد مع الجماهرية الليبية العربية الشعبية الاشتراكية فى احتفالاتها على مرور 40 عاما من الثورة، وقد تطورت ليبيا كثيرا حتى أصبحت مثلا يحتذى به فى الحرية العامة التى يفهم منها الناس أهدافهم واستراتيجيتهم وبرامجهم وقوانينهم والمراسيم التى تعطى الأولوية للإنسان".
وإذا اتجهنا إلى مراسم الاحتفال فنجد أن هذا الحفل فسيضم 3،500 راقص وبمشاركة واحدة من أعرق فرق الألعاب البهلوانية فى العالم، (تريكولور اروز) القوة الجوية الإيطالية. حوالى 750،000 شخص سوف تتمتع هذه الاحتفالات الرسمية من قبل القذافى.
واستعرضت العديد من صحف أمريكا اللاتينية السنوات الأربعين لحكم القذافى، وقالت إن العقيد القذافى قام وهو فى السابعة والعشرين من عمره ومجموعة من رفاقه بالإطاحة بالملك إدريس السنويسى من السلطة. وفى بداياته استند على العروبة والرئيس المصرى حينئذ جمال عبد الناصر والاشتراكية، وأصبح القذافى هو الأخ القائد ومرشد الثورة ورئيس الدولة 'بحكم الواقع'، وهو المنصب الذى لا يزال ساريا.
فى عام 1975، قام بوضع مزيج من الديمقراطية المباشرة، والإسلام والاشتراكية التى أدت إلى إنشاء الجماهيرية العظمى (حكم الجماهير) الشعبية الاشتراكية العربية الليبية، وهو الاسم الرسمى للدولة، ولكن على الرغم من هذا فمنذ عدة سنوات القذافى أصبح مسئولاً عن اعتداءات لوكيربى ودفع تعويضات للضحايا وكانت الأغلبية منهم من الولايات المتحدة وتمت إدانة الليبى عبد الباسط المقرحى وحكم عليه بالسجن مدى الحياة فى حين تم تبرئة الليبى الآخر الأمين خليفة حتى تم الإفراج عن المقرحى خلال الأسبوع الماضى.
وتحدثت الصحف عن الاتفاقيات والعقود التجارية بين ليبيا وبعض دول الغرب، وذلك لاستغلال النفط والغاز الليبى، وتحديداً تلك الخاصة بالشركات البريطانية والإيطالية.
ومن الصحف الغربية الأخرى التى كان لها نصيب من التعليق على هذه الاحتفالات، هى بالتأكيد الصحف السويسرية. إذ إن سلسلة التقارير حول القذافى لا تزال تملأ صفحات الصحف منذ أيام، فى ظل الأزمة الحالية بين جنيف وطرابلس حول الرهائن السويسرية فى ليبيا، والأزمة السياسية الداخلية التى تسببت فيها عائلة القذافى، نتيجة الانقسام الداخلى ما بين مؤيد ومعارض للاعتذار الذى تقدم بها الرئيس السويسرى لعائلة القذافى مقابل عودة المؤسسات التجارية للعمل فى ليبيا والإفراج عن الرهينتين السويسريتين، وهو الأمر الذى لم يتحقق حتى الآن. بالإضافة إلى موجة الاستياء والسخط التى أثارها استقبال المقرحى كبطل، والجدل الذى قد تثيره مشاركة رؤساء الدول فى الرأى العام فى بلادهم.
فمثلا علقت صحيفة "لوماتان" السويسرية فى تقرير لها تحت عنوان "القذافى يريد أن ينحنى له" على مشاركة رؤساء الدول فى الاحتفالات، من هم رؤساء الدول الذين سيحضرون ومنهم سيرسل من ينوب عنه، وما يعكسه ذلك فى ظل العلاقات بينه وبين تلك الدول.
ذهبت الصحيفة إلى أن القذافى إنما يهدف من خلال دعوته أن يؤكد على عودة ليبيا إلى المجتمع الدولى، وأن يثبت للشعب الليبى كيف نجح فى أن يجعل من ليبيا دولة يخطب ودها العالم أجمع. فقد دعا القذافى أكبر عدد ممكن من رؤساء الدول، لأن وجود أو غياب هؤلاء الرؤساء فى طرابلس هو فى الواقع بمثابة "مقياس لاحترام القذافى"، فهو يظن أنه كلما حصل على احترام المجتمع الدولى كلما دعم شرعيته داخل بلاده، وكلما أثبت لشعبه "كم هو زعيم رائع". وما ستعكسه، من وجهة نظره، تلك الاحتفالات، والتى منح حقوق بثها مجانا للإعلام، لضمان تغطية إعلامية عالمية لها.
ومن أجل الحصول على وجود عدد كبير من رؤساء الدول، تشير الصحيفة إلى ذكاء القذافى من خلال عقده يوم الاثنين قمة استثنائية للاتحاد الأفريقى، لضمان وجود الزعماء الأفارقة فى طرابلس عشية الاحتفالات، وهكذا لن "يجدوا هناك ضررا من البقاء يوما آخر لحضور الاحتفالات!! وفى كل الأحوال فهؤلاء الزعماء الأفارقة لن يمكنهم الهروب، وكيف ذلك والقذافى يمطر عليهم بسخاء بأفضاله!!".
أما على الجانب الغربى، فلا يلاحظ أى تهافت، إذ ظهر رؤساء الغرب فى صورة أكثر حرصا عندما قرر معظمهم رفض الدعوة أو قاموا بتكليف وزير أو سفير أو قائم بأعمال بتمثيلهم.
ثم ترصد الصحيفة موقف الدول الأجنبية من دعوة القذافى. من بين الحضور خلال احتفالات القذافى هناك رئيس فنزويلا هيوجو شافيز، وهو صديق القذافى، وخوان كارلوس وزوجته، أما الصين فستكون ممثلة من خلال وزير الإسكان.
سويسرا: لم تُوجه لها فى الأساس أى دعوة رسمية، سواء بسبب الرهائن أو غيرها. وعلى أى حال، فإن أى مستشار فيدرالى سيتوجه إلى طرابلس ذلك اليوم، فقد صار ميتا سياسيا. فرنسا: لا تريد تكرار التجربة المريرة التى عاشتها فى 2007 عندما زرع القذافى خيمته فى قلب باريس وأعطى دروسا فى حقوق الإنسان. بيد أن ساركوزى لا يريد أن يخسر علاقته بالقذافى الذى بات يناديه "صديقى ساركوزى" وما يمكن أن تستفيده بلاده منه، كصفقة بيع طائرات Rafale على سبيل المثال. ومن ثم لن يحضر ساركوزى شخصيا إلى طرابلس، ولكن فرنسا ستشارك بطائرتين Rafale فى العرض العسكرى.
على الجانب البريطانى، فإن حضور جوردون براون سيعنى بالنسبة للصحيفة الموت الفورى له، خاصة فى ظل الاستياء الذى أثاره استقبال المقرحى كبطل، وهو نفس موقف أنجيلا ميركل.
الولايات المتحدة: لن ينتقل باراك أوباما إلى طرابلس، فلا جدال فى أنه لا يريد أن يظهر إلى جانب القذافى الذى احتفل بعودة المقرحى. إن أولوية أمريكا الآن هى تنظيم مسألة زيارة القذافى لنيويورك فى شهر سبتمبر.
روسيا: لن يحضر الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف أو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بسبب انشغالهما ولكن العلاقات بين البلدين جيدة منذ فترة طويلة، حيث إن ليبيا تعد أحد أهم عملاء روسيا فيما يتعلق بالطيران. كما أن زعماء روسيا لا يعانون من مشاكل كبيرة مع الرأى العام فى بلادهم مثل آخرين.
إيطاليا: توجه بيرلسكونى إلى طرابلس للمشاركة فى الاحتفال بالذكرى الأولى لمعاهدة الصداقة بين الدولتين غير أنه لن يحضر الاحتفال.
وبهذا الصدد تعرب صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية من أن تؤدى زيارة بيرلسكونى إلى إثارة غضب الولايات المتحدة. وتشير صحيفة "لوتون" السويسرية إلى وصف المتشددين فى إيطاليا للاحتفال بالقذافى "بالاحتفال بالديكتاتور".
كما خلصت صحيفة "لوماتان" فى النهاية إلى نتيجة: "سواء أراد ذلك أم لا، فلا يزال القذافى شخصية غير مُرحب بالتعامل معها".
أما الصحف الأمريكية فقد ركزت على أبراز مظاهر هذه الاحتفالات، حيث ملأت الأعلام الخضراء واللوحات التى تمجد الرئيس الليبى فى الشوارع، كما يستعد القذافى لإبهار ضيوفه بعرض عسكرى وألعاب بهلوانية.
وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أنه على الرغم من أن الشعب الليبى الذى يقدر بستة ملايين يتساءل عن السبب وراء هذا كله، فإن القذافى لديه سبب وجيه لذلك، وهو أنه فى السلطة ويتولى المسئولية، المسئولية الكاملة، على حد تعبير الخبير البريطانى المتخصص فى الشئون الليبية جورد جوفى.
ورأت الصحيفة أن التهديد الوحيد الذى يواجهه القذافى يأتى من الداخل من جماعة من المسلحين الإسلاميين، وهو على وشك الانتهاء. ويقول الدبلوماسيون فى طرابلس إن القذافى يتفاوض مع المعارضين الإسلاميين فى الخارج وأنه تمكن من النجاح فى الاتفاق مع كثير منهم. كما أشارت تقارير داخلية إلى أن السلطات الليبية تتحدث مع الإسلاميين فى الداخل وربما يتم الإعلان عن تراجع عن الدعاوى السابقة بتينى العنف ضد النظام.
وفى تقرير آخر عن ليبيا، تنقل الصحيفة شكوى أحد مسئوليها من أن بلاده لم تُكافئ بشكل كاف من قبل الولايات المتحدة لتخليها عن برنامجا لتصنيع أسلحة دمار شامل فى عام 2003. حيث قال محمد صالح وزير التعاون الدولى "نعتقد أننا لم نكافأ على تحركاتنا، يجب أن يكون هناك مزيد من نقل التكنولوجيا ومزيد من التعاون خاصة فى الاستخدام المدنى للطاقة النووية، وهناك الكثير الذى يمكن تقديمه هنا مثل البعثات العلمية والتدريب".
وذكرت الصحيفة أن العلاقات الليبية الأمريكية لم يتم تطبيعها بشكل كامل إلا فى بداية العام الحالى عندما تولى أول سفير أمريكى فى طرابلس منذ 36 عاماً مهام منصبه، وتلا ذلك خطوات من ليبيا بدفع بقايا التعويضات لأقارب ضحايا طائرة لوكيربى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.