النيابة: هشام طلعت يتخفي وراء قناع البر والتقوي ويخفي حقيقته كقاتل محترف علي نهج كبري العصابات.. والسكري أسوأ أصناف البشر يزهق الأرواح مقابل حفنة من الأموال هشام طلعت أثناء جلسة المحكمة صباح اليوم شهدت محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة مرافعة النيابة العامة في قضية مقتل سوزان تميم بدبي المتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي بتحريض محسن السكري علي قتلها حيث قررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة الأحد لسماع مرافعة دفاع المتهم الأول. حضر المتهمان وسط حراسة أمنية مشددة غير مسبوقة في تمام الساعة الحادية عشرة والربع وغابت سحر طلعت شقيقة هشام طلعت. بدأت الجلسة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف حيث أثبتت المحكمة الطعن المقدم من وزير العدل ضد حكم محكمة مجلس الدولة لمنع دخول المحامين الأجانب جلسات المحاكمة وقررت المحكمة إرفاق الطعن بأوراق الدعوي. وفي الساعة 11 و45 دقيقة صباحاً بدأت مرافعة النيابة وقدمت صورة من مذكرة المرافعة إلي المحكمة، وبدأ المستشار مصطفي سليمان المحامي العام الأول بتلاوة آيات القرآن الكريم، وأكد أن النيابة مفوضة بالدفاع عن المجتمع من الجرائم والمخالفات وأن القضية حظيت باهتمام كبير ومتابعة من الرأي العام المصري والعربي وأن الله خلق الإنسان ويفيض روحه في المكان المعلوم لذلك حرم قتل النفس إلا بحق فقضية اليوم قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد سماتها الثراء والنفوذ والغرام والهيام والغدر والخيانة فإن هذين المتهمين تجردا من القيم وغرتهما الحياة الدنيا بما فيها من مال وسلطان واتبع شهوتيهما في حب النساء والمال وسقطا في مستنقع الجريمة. ووصفت النيابة المتهمين بأنهما أشر أصناف البشر قائلة: إن المتهم الأول محسن السكري صاحب شركات خاصة رزقه الله بالمال وقوة البنيان، وكان يعمل في جهاز مباحث أمن الدولة الذي من المفترض أن يحمي أمن الوطن لكنه كان يحمل في داخله نفساً شريرة وأغراه حب المال وتحول إلي قاتل أجير. أما هشام طلعت فقد سطع نجمه في مجال الاقتصاد حتي صار عضواً في الحزب الحاكم واستطاع أن يتخفي وراء قناع من البر والتقوي ليخفي حقيقته كقاتل محترف حتي سقط في هاوية الإجرام بسبب حبه الشديد للمجني عليها وهجرانها له، فقرر أن يتخلص منها بالاتفاق مع المتهم الأول وحدد موعد قتلها وكأنه إله يحدد نهاية البشر. أما المجني عليها فهي فنانة شابة شاء حظها العاثر أن تتعرف علي هشام طلعت من أجل مساعدتها في حل بعض مشاكلها فأغدق عليها بالمال حتي شغفها حباً ولم تبادله حبها وهجرته، وعندما استعصي عليه إعادتها بعد هروبها قرر قتلها فاستعان بالمتهم الأول الذي ارتدي ثوباً ملك المتهم وقام بذبحها من رقبتها واليوم يجني ثمرة ما جناه. وبدأ المستشار مصطفي سليمان في عرض الأدلة الدامغة علي ارتكاب المتهمين جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة المتهم الأول سلاحاً نارياً دون ترخيص، وأوضحت الأدلة أن النقيب عيسي سعيد بشرطة دبي الذي أكد أنه انتقل إلي مكان الحادث وعثر بصندوق الحريق في الطابق الواحد والعشرين في برج الرمال علي بنطلون رياضي وتي شيرت وفي كاميرات المراقبة علي الصور التي تم التقاطها لمحسن السكري بنفس الملابس. كما أكد محمد جمعة رائد بشرطة دبي أن المتهم اشتري سكيناً واستخدمها في الجريمة، وأثناء سرد النيابة لأقوال الشهود قام هشام طلعت من علي مقعد داخل قفص الاتهام ووضع أذنه علي السلك الحديدي لسماع مرافعة النيابة وقامت كاميرات الصحفيين بالتقاط الصور له الأمر الذي جعله يجلس مكانه مرة أخري. واستطردت النيابة في سرد أقوال الشهود حيث أكد المقدم سمير سعيد ضابط الإنتربول الذي ألقي القبض علي السكري إن المتهم اعترف أمامه بتفاصيل الواقعة وأنه قتل المجني عليها بالاتفاق مع هشام طلعت مصطفي. كما أكدت الشاهدة مارتن بائعة في محل تيك أنها تعرفت علي المتهم من خلال جواز سفره عندما اشتري منها البنطلون والتي شيرت الذي ظهر بهما في الجريمة. أما العريف محمد مسعد بشرطة دبي فقد أكد أن المتهم قتل المجني عليها بعد أن كشفت التحقيقات من خلال سؤال البائعين الذين اشتري المتهم منهم الملابس. وأكدت الدكتورة فريدة الشمالي بالطب الشرعي بدبي وجود بصمة وراثية مختلطة علي التي شيرت الذي عثر عليه في صندوق الحريق وأثبتت التحاليل أن الدماء تخص المتهم الأول وسوزان تميم، وأن الطريقة التي اعترف بها السكري تتفق مع الطريقة التي تصورتها الطبيبة الشرعية وأثناء المرافعة خرج والد محسن السكري من الجلسة وتظهر عليه علامات الحزن الشديد. وأضاف المستشار مصطفي سليمان أن والد المجني عليها عبدالستارتميم شهد أثناء التحقيقات في دبي بأن نجلته قالت له إن هشام طلب منها الزواج لكنها رفضت وأنها تلقت تهديدات من هشام طلعت أكد فيها أنه سوف يقتل نجلته، ثم تراجع عبدالستار تميم وقدم تنازلاً عن دعواه ونفي الاتهامات عن هشام طلعت وأقسم المحامي العام لولا عدم وجوده في مصر لكان حرر شهادة زور بعد أن تراجع عن أقواله. وقالت النيابة إن متخصصي الكاميرات أوضحوا للمحكمة عدم قدرة أي شخص علي التلاعب في الصور التي التقطتها الكاميرات وأي عبث يؤدي لخلل بجهاز تخزين الصور. وأكدت النيابة أن اعترافات السكري جاء جزء منها صحيحاً وجزء آخر غير صحيح. وبدأت النيابة في الرد علي هيئة الدفاع عن المتهمين حيث تمسكوا بدفوع كسيحة عمياء أخطأت الحق وأصابت الباطل، فمثلاً دفاع فريد الديب حول أن التي شيرت المحرز ماركة بروتست بينما التي شيرت الذي اشتراه محسن ماركة «ترودكس» وهذه الماركة الأخيرة لا يوجد منها تي شيرتات رجالي وهي خاصة بملابس السيدات فقط. وردت النيابة علي دفاع المتهم بعدم اختصاص المحكمة المصرية بنظر القضية فردت علي ذلك محكمة النقض بأن القضاء المصري يختص ولائياً بنظر جميع الوقائع التي تحدث داخل مصر وخارجها إذا كان الجاني مصرياً. أما عن الدفع ببطلان التسجيلات الصوتية، فقد أكدت النيابة أنها صحيحة لأنها كشفت عن جريمة قتل، ومن جانبه أكد المستشار مصطفي خاطر المحامي العام أن كل الأدلة جاءت لتكشف الحقيقة ولو كان حظه عاثراً ما كان سيصبح مثل ذلك ولكنها الحقيقة وطالب في النهاية بتوقيع أقصي العقوبة.