حضرات السادة الطغاة، لأنهم يرفلون في العز وأكل الوز (علي حسابنا طبعاً )، فهم لا يشعرون بوجودنا، أو بما نعانيه في حياتنا، ووزير مالية الطغاة عصبي وغاضب، ويتصوَّر أن ما تحت يديه من أموال هو مال أبيه واللي جابوه، وأن عليه بالدرجة الأولي أن يُرضي شلة الطغاة، الذين يتقاسمون التورتة، ويتقاضون ثمن سلبنا من عرقنا وشقانا، وإذا ما وجَّه إليه أحدهم انتقاداً، اشتعل غضباً وثورة، وتلفَّظ بألفاظ بذيئة، تبين سوء نيته تجاه كل مواطن، ويعاقب عليها القانون، لو صدرت عن أي شخص آخر، لا يحميه نظام فاسد... وما يثور عليه سيادته، هو أسئلة، لو وجهت إلي أي وزير مالية آخر، في أي دولة محترمة، ولم يجب عنها، أو ثار لسماعها، لكان هذا يكفي لعزله من منصبه، وربما لسقوط حزبه كله أيضاً.... المهم أن أداة الطغاة أصدر قانوناً للضرائب العقارية، يفترض أنه لا أحد يقيم في سكنه قط، وأن كل مخلوق علي أرض مصر، يؤجر مسكنه لغيره، لذا فعليه أن يدفع ضريبة عن إيجار لم يتسلمه، وعقار لم يؤجره.... وطبعاً لأن مجلس الشعب بتاعهم، ونصف أعضائه يدينون لهم بالولاء؛ لأنهم نجحوا بجهود التزوير والبلطجة الأمنية، ولأنهم يمتلكون ملايين الملايين، عُشرها أو أقل امتلكوه قبل دخولهم المجلس، والباقي وأضعافه هو ثمرة المجلس، وما يأتي منه من فوايد، لمن يرضي عنه نظام الفساد، فهم يوافقون مجبرين، علي أي مصيبة تقوم بها حكومة النظام، ويقرَّون أي كارثة، يمليها عليهم، لذا فقد خرج القانون منافياً للشرعية والدستورية، بل العقل والمنطق أيضاً، وانتصر وزير الشتيمة بعصبيته وثورته وبجاحته، ونجح في أن يطلّع (....) أبونا، كما قال، وصدر القانون.... وبموجب القانون، صرنا الدولة الوحيدة في العالم، التي يدفع سكانها وشعبها ضريبة طغيانية، علي ربح لم يحصل عليه من الأساس.... وسيادته يقول بكل العصبية ونقص الأدب والمنطق، إن هذا ما يحدث في الدول الأخري، وكأنه وزير في دولة أخري، وعلي الرغم من هذا، فنحن سنتفق معه.... اعطونا أجور تلك الدول الأخري، وامنحونا حريتها، وحسنوا اقتصادنا كاقتصادها، وبعدها طبقوا علينا ضرائب كضرائبها.... أيها الطغاة.