يطرح نفسه كأحد الليبراليين في مصر ويدرك أن هذا معناه ببساطة ضرورة أن يدافع عن حق المصريين في الحرية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، ولذلك فإن مواقفه دائما تعبر بالفعل عن إيمانه بالديمقراطية والحرية، فالنائب الوفدي محمد عبد العليم داود صاحب مواقف واضحة ولا تتجزأ في الدفاع عن حرية الشعب المصري وحقه في حياة ديمقراطية. وقد جاءت تصريحاته المهمة و«الخطيرة» التي تؤكد أن الدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد دخل في صفقة مع الحزب الوطني حول «كوتة برلمانية» يحصل عليها الحزب في مقابل عدم الدخول في صدام مع الدولة حول مسألة التحول الديمقراطي لتضيف إلي تاريخ محمد عبد العليم داود الكثير، فقد كشفت هذه التصريحات أن داود لا يقبل المتاجرة بمصر وقضاياها الكبري في مقابل عدد من مقاعد مجلس الشعب تؤجل إطلاق الحريات والتحول الديمقراطي وتداول السلطة لسنوات طويلة. عبد العليم هو نائب في مجلس الشعب عن دائرة فوة بمحافظة كفر الشيخ ويعد أداؤه البرلماني راقياً إلي درجة كبيرة، حيث ينحاز دائما إلي قضايا البسطاء من المصريين ويتصدي في ذات الوقت إلي كل قضايا الفساد فقد كان أحد الذين تقدموا باستجواب شهير خلال الدورة البرلمانية الحالية يتهم فيه حكومة الدكتور أحمد نظيف بالفساد السياسي وفيه اتهم داود، وزير التعليم العالي هاني هلال، بإخضاع الوزارة للحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية والسماح له بفرض سطوته علي الشأن الجامعي، وأضاف داود أن وزير التعليم العالي قام بإنفاق الأموال المخصصة لموازنة الجامعات علي الحرس الجامعي وبمبالغ وصلت إلي 1.6 مليون جنيه للحرس الجامعي في جامعة أسيوط، ومليون جنيه علي الحرس الجامعي في جامعة الإسكندرية. داود أحد الذين رفضوا التعديلات الدستورية الأخيرة في مجلس الشعب واتهمها بأنها لا تضيف إلي الحياة السياسية المصرية بقدر ما تخصم منها كذلك رفض داود تجديد قانون الطوارئ أو وضع قانون للإرهاب ينتهك حريات المواطنين ويصبح كما لو كان قانونا استثنائيا، لذلك فإن الأمر ببساطة تستطيع وصفه بأن داود قد أدرك بشكل واضح دور نائب الشعب الذي يشرع ويراقب السلطة التنفيذية وقام به علي أكمل وجه ودون تحفظات أو توازنات يقوم بها غيره من النواب لاسيما نواب الحزب الحاكم.