دراسة خطيرة لمجلة "فورين بوليسي " الأمريكية عن مستقبل مصر تكشف أن قضية خلافة مبارك قنبلة موقوتة لا يعلم أحد متى ستنفجر أوباما يبدو أن مرور عام علي تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما قيادة الولاياتالمتحدة، كان المناسبة المثالية كي تقدم مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية ملفاً حول الأزمات المتوقعة التي قد يواجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال العام الثاني في ولايته الأولي، حيث طرحت المجلة الأمريكية قضية الخلافة في مصر كأحد تلك الأزمات، لتصف تلك القضية ب «القنبلة الموقوتة» التي تهدد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرة إلي أن خروج الرئيس حسني مبارك من السلطة قد يتم بشكل أسرع مما يتوقع أي شخص. وفيما يلي نص تقرير «فورين بوليسي» حول تلك القضية والذي أعده «إيساندر العمراني» تحت عنوان «بعد الفرعون»: «من بين كل الأزمات والمشاكل التي تنتظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2010، تظهر قضية الخلافة في مصر كقنبلة موقوتة لا يعلم أحد متي ستنفجر، فالرئيس المصري حسني مبارك البالغ 81 عاماً والذي يحكم مصر بنظام بوليسي منذ عام 81، قد يترك الحكم بشكل أسرع مما يتوقع أي شخص، ليترك خلفه حالة فراغ قد تودي بأكبر حليف للولايات المتحدة إلي حفرة الفوضي، وإصابة السياسة الإقليمية بحالة شلل تام. وقد يستمر الرئيس مبارك أو لا يستمر لعدة سنوات أخري في السلطة، إلا أنه من المؤكد أن القنبلة ستنفجر، لتتوقف معها خطط إدارة أوباما في الشرق الأوسط بشكل يتفق مع الطريقة التي ستنفجر بها هذه القنبلة، إما بعنف أو بهدوء، فليس من المرجح أن يتخلي الرئيس مبارك طوعا عن الحكم بعد أن أعلن صراحة في البرلمان عام 2004 أنه سيتمسك بالرئاسة حتي آخر رمق، وذلك رغم الشائعات المستمرة حول سوء حالته الصحية. وفيما تنتظر جماعة الإخوان المسلمين (وهي الجماعة الوحيدة التي تستحق الذكر كتيار معارضة) ذلك الوقت، يعيش النظام المصري حالة من القلق البالغ حول ما يمكن أن يحدث في حالة غياب مبارك بشكل مفاجئ، ويقول أحد المسئولين الكبار في أحد أجهزة المخابرات الغربية: إن النظام المصري قد أعد خطة تفصيلية لإغلاق القاهرة للسيطرة علي الوضع فور غياب مبارك، ونظراً لعدم قيام مبارك بتعيين نائب له، فسيقوم مسئولو الحكومة بممارسة مهامهم وإحكام السيطرة علي البلاد بصورة مؤقتة والإعداد لانتخابات طارئة، وإن كان من المتوقع أن تتسبب هذه الانتخابات في مزيد من الاضطرابات. ووفقاً للدستور المصري الذي تم تفصيله بعناية فإن جمال مبارك يعد الشخص الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، مما يهدد بتحويل مصر إلي جمهورية وراثية، الأمر الذي تنبأ به الخبير السياسي المصري- الأمريكي المنفي سعد الدين إبراهيم عام 2000، إلا أن ذلك لا يمنع حدوث انقلاب قد يكون عسكريا أو مخمليا نظرا لعدم تمتع نجل الرئيس الذي يحظي بقبول من قبل رجال الأعمال بشعبية جماهيرية. وبينما تعيش مصر مرحلة انتقال السلطة، ستصاب بعض القضايا السياسية في المنطقة بالشلل، فستتوقف جهود القاهرة في تحقيق المصالحة الفلسطينية، كما ستتجمد جهود مصر في عملية السلام في السودان. أما حلفاء مصر الرئيسيون، وهي الولاياتالمتحدة والسعودية وإسرائيل فستصاب بحالة قلق شديد خشية أن يكون النظام المصري الجديد ضد مصالحها، إلا أنها ستواصل العمل في الظلام، فبحسب مسئولين سابقين في إدارة الرئيس جورج بوش فإن وزارة الخارجية الأمريكية غير مستعدة بشكل جيد لغياب مبارك، وعندما يغيب فعلاً سيصاب الدبلوماسيون والسياسيون الأمريكيون بحالة من التخبط حول القدر الذي ينتظر أهم حليف عربي للولايات المتحدة خلال ثلاثة عقود. وعلي الرغم من ذلك السيناريو المظلم، فإن هناك ما هو أسوأ، وهو أن يستمر مبارك في الحكم لولاية سادسة في انتخابات 2011 ليستمر في حكم مصر وهو في تلك السن المتقدمة، ليظهر أمامنا مثال الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة الذي ظل في الحكم لمدة 30 عاماً إلي أن تم إبعاده بالانقلاب عليه. ويعتبر سيناريو بورقيبة أسوأ ما يمكن أن يحدث لمصر وهو: استمرار لوضع مبهم يقوده رئيس تزداد عدم قدرته علي حكم نظام يتآكل، بينما تزداد مراكز القوي، مع نهاية غير واضحة الأفق». وفي الملف نفسه حول القنابل التي تنتظر أوباما في 2010 تناولت «فورين بوليسي» بعض المشكلات العالمية الأخري التي تنتظر أوباما، وقالت المجلة إن بعض المؤرخين المعاصرين يعتقدون أن عام 2010 سيشهد وفاة نظام التجارة العالمية أو علي أفضل الأحوال سيعاني ذلك النظام أمراضًا مزمنة. حيث تري المجلة أن المفاوضات التي ستشهدها الدوحة هذا العام لمحاولة حل مشكلات منظمة التجارة العالمية لن تفلح في حل مشكلاتها المستمرة منذ ثماني سنوات. القنبلة الأخري التي ستنفجر في عام أوباما الثاني هي «اليمن» وتحت عنوان «مرحباً في قاعدستان»، قالت المجلة الأمريكية إن المشكلات التي ستفجرها القاعدة في اليمن خلال العام الجديد سيجعل مشكلات العراق وأفغانستان تبدو كأنها مشاكل «بسيطة»! السودان سيشمل أحد القنابل التي ستنفجر في وجه إدارة أوباما خلال عام 2010 حيث يشهد مطالبات الجنوب بالانفصال مع اقتراب موعد التصويت علي استفتاء انفصال الجنوب في أبريل المقبل، كما أن قادة الجنوب يواجهون ضغوطاً ومطالب شعبية كبيرة بالانفصال. كذلك تعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية أوباما بالمزيد من المشكلات إذا ما أسفرت عن رئيس لا تقبله روسيا لتبدأ خلافات روسية أوكرانية جديدة حول قضايا الحدود والغاز. أما القنبلة الأخيرة التي توقعتها فورين بوليسي لأوباما فهي ارتفاع أسعار البترول خلال العام الجديد، حيث توقعت المجلة أن يتسبب ذلك في خلق أزمة اقتصادية جديدة.