تري ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الفترة في مصر ؟!... وكيف سيصف النظام ووزير الداخلية وحتي رئيس الجمهورية ؟!... هل سيضعهم في خانة الصعود أم في قائمة الهبوط ؟!... وهل سينضمون إلي مراكز القوي وأصحاب الجبروت والسلطان أم سيقول إنهم كانوا يؤدون واجبهم، ولكنهم أساءوا فهم كلمة أو مصطلح الواجب ؟!... الله أعلم... وكيف سيري التاريخ هذا الفترة الساخنة الملتهبة من تاريخ مصر ؟!... هل سيقول إنها كانت إرهاصات الثورة، التي عميت عنها أبصار الجبابرة ؛لأنه في ساعة القدر يعمي البصر أم سيصفها بأنها كانت مرحلة سوداء في تاريخ بلد لم يشهد لحظات بيضاء منذ نصف قرن ؟!. وكيف سيسجل التاريخ واقعة قتيل الإسكندرية ؟... وكيف سيصف ما فعله رجال الأمن وما فعله كل من حاول التستر بلا مبرر علي تجاوزاتهم وفسادهم ؟. وكيف سيصف كيف ضحت الحكومة وضحي النظام بوجوده ومصداقيته والبقية الباقية من اقتناع فئة من الشعب به ؛ فقط لحماية اثنين من المخبرين ورجل شرطة، أياً كانت أهميته، أو أهمية ما يوزعه علي رؤسائه وأصحابه ومحبيه ؟!. من عمي البصر، أن يري الأمن، أنه في إدانة المتهمين إساءة لهيبة النظام والشرطة ؛ لأن الهيبة الحقيقية أن يدرك الناس أنه حتي لو فسد أحد داخل النظام، فإنه، إحقاقاً للحق والعدالة، لا يعمي عينيه عنه مطلقاً، ولو فعلها النظام لأرسل رسالة للناس تقول : إنه نظام عادل، لا يخشي في الحق لومة لائم.... ولكن هيهات أن يحدث هذا، ومن صالحنا ألا يحدث هذا، فلو أنصف النظام قتيل الإسكندرية، لهدأت النفوس، وتوقف الغليان، وربما هتف الناس بحياته أيضاً... ولكنها ساعة القدر، وساعة القدر يعمي البصر... تصورًَّوا لو أن النظام يقود سفينة أنتم ركابها، وهي في عرض البحر، وصار مصير السفينة كله معلًَّق بشخص واحد فاسد، أو حتي صالح منها... في النظم العاقلة، سيضحون بذلك الفرد بلا تردد ؛ لإنقاذ السفينة، ولكن مع هذا النظام، سيضحون بالسفينة كلها لحماية فرد فاسد ؛ لأنها هيبة السلطان وكبير بصاصيه.... ومازالت هناك بقية.