قال أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام والمفكر الإقتصادى إن قدر مصر الاعتماد على ذاتها وعلى سواعد وعقول وأموال واحتشاد أبنائها، إذا أرادت تحقيق النهوض والتقدم ، مشيراً إلى أن العجز في الموازنة العامة للدولة وصل إلى مستويات لا يمكن لأي اقتصاد أن يحتملها ، موضحاً أن الحكومات السابقة اعتمدت الديكتاتور على تغطية العجز بالاقتراض الداخلي والخارجي وهو ما أدى إلى تعملق الدين الداخلي ليتجاوز 1,9 تريليون جنيه حالياً. وأضاف النجار ، خلال حواره مع الإعلامي محمود الوروراى ببرنامج الحدث المصري المُذاع عبر شاشة العربية الحدث مساء الثلاثاء ، أن تحريك أسعار الطاقة ضرورة اقتصادية تستوجب عدالة اجتماعية ، مشيراً إلى أن تغيير أسعار الكهرباء نموذجية للعدالة والكفاءة .
وأشار النجار إلى أنه بالنسبة لأسعار الكهرباء فإن القرارات الجديدة استهدفت خفض دعم الكهرباء من 38,7 مليار جنيه لو بقيت الأسعار كما هي، إلى 27,4 مليار جنيه ولتحقيق هذا الهدف تم رفع سعر الكيلووات للاستهلاك المنزلي ليصبح 7,5 قرش لمن يستهلكون أقل من 50 كيلو وات فى الشهر، مقارنة ب 5 قروش من قبل .
وأوضح أن أمام مصر طريقان لمعالجة عجز الموازنة وما تراكم بسببه من ديون داخلية وخارجية. فإما أن تستدين من الداخل والخارج وتكمل مسيرة الفشل والتبعية التي سار على دربها السادات منذ منتصف السبعينيات وأكمل من بعده مبارك ومرسي، وفى هذه الحالة سنتحول سريعا إلى نموذج الدولة الفاشلة المستباحة من كل مقرضيها ، لافتاً إلى أن الطريق الثاني يتطلب درجة عالية من التحمل والجلد والعدالة في توزيع الأعباء بصورة تخلق حالة وطنية عامة تدعم دعوة البناء والإصلاح الحقيقي.
وتابع رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أن الاستقلال الوطني المصري والاعتماد على الذات في تحقيق التنمية وتوزيع ثمارها بصورة عادلة على المواطنين، يتطلب درجة عالية من التعبئة والاحتشاد من الشعب بالادخار والاستثمار ويتطلب أيضا من الرئيس والحكومة درجة عالية من الحماية للشعب وللمستهلكين من التبعات الظالمة وغير المبررة التي تنجم عن سوء استغلال البعض لأي قرار سيادي كما حدث بشأن ارتفاع أسعار الوقود.