أما محمد فؤاد فهو بسيط وفقير.. ونعم التغيير مشهد من مسلسل "العتبة الحمرا" جميل أن يستغني النجوم الشباب في أدوارهم الرمضانية عن الأناقة المفرطة، وعن الطلة اللامعة الناعمة، وأن يتركوا الشقق الفخمة والسيارات الفارهة، ويحاولوا الاقتراب أكثر من طبقات أخري، «حتي من باب التغيير ياسيدي»، لكن ماذا إذا كانوا سيطلون الطلة ذاتها؟ فموسم رمضان الدرامي المقبل سيشهد ظهور عدد غير قليل من النجوم الشباب علي شاشته في أولي بطولاتهم المطلقة.. التغيير سنة الحياة، والتجريب هو أهم وسائل استمرار الفنان، لكن إذا كان الجميع يفكر بالطريقة ذاتها، ويعيد تجارب زملائه، فهذه تحقق الملل. الأزمة أنهم يعيدونها هذه المرة في آن واحد.. يعني كأنهم داخلين مسابقة، فعدد منهم يؤدي هذا العام أدوارا متشابهة بحجة أنهم «عايزين يغيروا.. طب إزاي؟» الفتيات منهن قررن الخروج بعض الوقت من ثوب المزة إللي كل الرجال هيتجننوا عليها، والشباب قرروا التخلي قليلا عن دور الجان المدهش الذي يحضر بكامل لياقته إلي المشاهدين في المنازل ليقنعهم أن كل مهمته أن يخطف حبيبته علي حصان أبيض.. والنتيجة أن تفكريهم ذهب لنفس الاتجاه، يعني حاولوا يغيروا بس عملوا حاجة واحدة، هذا بحسب قصص المسلسلات التي أعلنها صناعها فقد استيقظ النجوم الشباب من نومهم في توقيت واحد تقريبا، ويبدو أنهم خلال غفوتهم كانو يحلمون بنفس الحلم مع اختلافات طفيفة في الرتوش. مي كساب مثلا كانت تحلم بأن تمثل دور فتاة ريفية بسيطة تأتي للقاهرة وتحاول أن تنفق علي نفسها بس الدنيا ملطشة معاها، حيث تضطر للعمل كحارسة عقار لعمارة تسمي «العتبة الحمرا»، وتدخل في مشاكل كثيرة مع عدد من أعضاء مجلس الشعب..الحلم تمت ترجمته علي أرض الواقع من خلال دور «منصورة» في بطولتها التليفزيونية الأولي «العتبة الحمرا»، المسلسل تأليف فداء الشندويلي، وإخراج محمد الرشيدي، وزميلتها مي عز الدين حلمت أيضا أنها في جلباب فلاحي في دور فتاة أشد بساطة وللمفارقة الدنيا برضه ملطشة معها بسبب نيتها الطيبة، فتتورط في مشاكل كثيرة لذا كان العنوان الأمثل لمسلسلها هو «قضية صفية» لإبراز مدي معاناة الفتاة الريفية الساذجة «صفية». المسلسل من تأليف أيمن سلامة، وإخراج أحمد شفيق، أحمد عيد أصابته عدوي الحلم نفسه، وقرر تنفيذه من خلال دور «سكر»، وهو فلاح أكثر سذاجة، وفقرا وبساطة في مسلسله «أحلام سكر»، ورغم أنه يصاب إذ فجأة بالثراء الفاحش، فإن السذاجة الريفية ترافقه دوما لتتولد منها مفارقات كوميدية مع بنات عمه الأربع اللاتي كن يعشن في أمريكا. أهم ملامح سكر أنه يترك دراسته في وقت مبكر، ومثله فعل محمد فؤاد عندما قرر أيضا أن يتركها مبكرا جدا في مسلسله «أغلي من حياتي» ليحمل لقب ابن البلد البسيط المكافح «عبدالرحمن» الذي يعمل سائق تاكسي ليتمكن من الإنفاق علي أشقائه الأربعة، وهو شاب بسيط للغاية وأحلامه أكثر بساطة منه.. يحلم بتعليم أشقائه وبأن يتم زواجه من حبيبته.