أجرت حركة النهضة الإسلامية في الأيام الماضية استفتاءً داخليًا أفضى إلى تأجيل مؤتمرها المقرر في يوليو المقبل إلى ما بعد فترة الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمقرر عقدها نهاية العام الجاري بسبب مخاوف من أن يؤثر انعقاده فى استعداداتها لها. وتزامن تأجيل المؤتمر مع تنامي حالة عدم رضا بعض إطاراتها وقواعدها على أداء القيادة الحالية بسبب خياراتها السياسية وتقاربها مع حزب نداء تونس، بقيادة رئيس الحكومة الأسبق الباجي قايد السبسي، ورفضها مسألة العزل السياسي لمنتسبي حزب التجمع المنحل، حزب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على. ودفعت حالة عدم الرضا هذه ببعض أعضاء حزب حركة النهضة الإسلامية إلى الاستقالة منه وتأسيس حزب جديد، على غرار القيادي رياض الشعيبي الذي أسس برفقة عدد من أعضاء حزب حركة النهضة المستقلين "حزب البناء الوطني". ويعلل مؤسسو الحزب الجديد استقالتهم من حزب حركة النهضة بأدائه السلبي، سواء عندما كان في الحكومة أو على الساحة السياسية بصفة عامة. كما يعيبون عليه "غياب الديمقراطية الحقيقية" في صفوفه، وفق ما صرح بذلك النائب بالمجلس التأسيسي المستقيل من الحركة خليد بلحاج لصحيفة الشروق التونسية. ويبدو أن التنازلات السياسية التي قدمتها حركة النهضة مثل خروجها من الحكم وتقاربها من حزب نداء تونس الذي يضم عددا من رموز نظام بن على، عجلت باستقالة عدد من قياداتها.