وزير الخارجية: مصر والسعودية يتقاسمان الأخطار ومنها الإرهاب..وعلى قطر ان تقرر أين تقف اكد نبيل فهمى وزير الخارجية وزيرالدفاع المستقيل المشير عبد الفتاح السيسى يتمتع بدعم شعبى كبير وهو يخوض السباق الرئاسى ولكن ليس بمقدور احد أن يعلم كيف ستسير الامور.
وقال فى سلسلة حوارات مع عدة صحف بلجيكية ان المشير عبد الفتاح السيسى قد اكتسب كل هذه الشعبية في ضوء المواقف الواضح القوي الذي اتخذه خلال أحداث يوليو 2013 والتى جنبت مصر من الوقوع فى براثن الفوضى والعنف.
وفيما نص الاسئلة والاجوبة التى تركزت على علاقات مصر بالولاياتالمتحدة واوروبا والدول العربية وقضايا حقوق الانسان وحرية التعبير والنشطاء والاخوان المسلمين والانتخابات الرئاسية المقبلة.
ردا على سؤال حول رؤية مصر لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على الرغم أنها لم تكن على ما يرام منذ تدخل الجيش لعزل الرئيس المنتخب والمنحدر من صفوف الأخوان المسلمين ، اشار وزير الخارجية إلى تخوف الأوروبيين خلال الأسابيع الأخيرة من تعقد العملية الراهنة التي تشهدها مصر ولكن يأملون ان ننجح فيها حتى مع استمرار انتقاداتهم لنا فى مجال حقوق الإنسان.
و حول الإشكالية التى تأتى من القمع الشديد بحق الأخوان المسلمين ، أكد وزير الخارجية على انه حال تظاهرهم بطريقه سلمية تتم معاملتهم بحرفية ، ولكن عندما يلجأون للعنف فيكون هناك احتكاك ، وإذا كنا قد ارتكبنا أخطاء فيمكن لنا إصلاحها فقد تم تشكيل لجنتين إحداهما حكومية والأخرى مستقلة وقد أعلنت إحداهما نتائجها وأدانت الجانبين.
وعما اذا كان القرار المصري الصادر فى ديسمبر الماضى بشأن وصف الأخوان بالتنظيم الارهابى الذى صدم الجميع ، فان هناك قرار مصرى آخر قد صدم الجميع ألا وهو الحكم بإعدام 529 ، أكد السيد وزير الخارجية على : انه اذا كان يجب علىً ان أقارن الوضع بأوروبا ، فلديكم منظمات تعتبرونها إرهابية أيضاً والإشكالية تكمن فى أن هذا التنظيم يستخدم العنف فى مواجهة القانون والأفراد فقد سبق وان استهدفوا احد الوزراء وحرقوا الكنائس وأقسام الشرطة . وبالنسبة للحكم الصادر بالإعدام فليس بحكم ولكنه يتعلق بطلب رأى المفتى لمعرفة مدى تطابق الحالة مع الشريعة الإسلامية ، وستكون هناك محاكمة أخرى للمدانين غيابيا هذا بالإضافة الى الاستئناف على هذا القرار.
وعما تشهده حرية التعبير فى مصر من ارتداد بشهادة المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ، بادر وزير الخارجية بنفي ذلك تماما مؤكدا على انه تم إغلاق تليفزيونات عده لأنها تبث تحريض واضح على العنف والطائفية وتتجاوز القانون ولكن عندما نتحدث عن حرية النقد ، فهى قائمة وتُحترم بشكل جيد.
وحول وضع صحفيي الجزيرة المتهمين بالتواطؤ مع الإرهاب فى حين أنهم لم يفعلوا شئ سوى ممارسة عملهم ، وهنا بادر وزير الخارجية بالتأكيد على أنه يتحفظ فى التعليق على أى قضية منظورة أمام القضاء فهو صاحب الكلمة الفصل.
وفى سؤال حول ترشح المشير السيسى للانتخابات الرئاسية وإمكانية فوزه من الجولة الأولى ، فلماذا كل هذه الشعبية التى يتمتع بها ، أكد وزير الخارجية على ان عبد الفتاح السيسى قد اكتسب كل هذه الشعبية في ضوء الموقف الواضح القوي الذي اتخذه خلال أحداث يوليو 2013 جنبت مصر من الوقوع فى براثن الفوضى والعنف.
وردا على سؤال حول وجود حكومة عسكرية فى مصر ، شدد وزير الخارجية على نفى ذلك تماما مؤكدا على ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو الذى كان يتحمل السلطة وحده بعد سقوط نظام مبارك فى فبراير 2011 حتى انتخاب محمد مرسى فى 2012 وقد استوعب المجلس العسكرى الدروس من خبرة هذه الفترة ، فالجيش لم يحكم بعد 30يونيو 2013 فهو معنى باستقرار البلد وهو الدور الذى يقوم به.
وعن أزمة قطر مع بعض الدول فى الخليج ومصر أيضا ، أشار السيد وزير الخارجية الى ان اللوم على قطر يأتى من تدخلها فى الشئون الداخلية للدول ودعمها لبعض القوى مثل الأخوان ومحاولتها التأثير على الرأى العام وخاصة عن طريق قناة الجزيرة المخصصة فقط لمصر وهو أمر مثير بالنسبة لتليفزيون اجنبى ، ولذلك فيجب على قطر ان تقرر موقفها وأين توجد هى من العالم العربى.
و حول الدعم الذى يلقاه النظام المنحدر من العسكريين من الجانب السعودى ، وهل سيتحول هذا الدعم الى دعم ارادة الشعوب ، اكد وزير الخارجية على : ان السعوديين يتقاسمون معنا ذات الأخطار مثل الإرهاب ، ويعلمون جيدا ان أجندتنا العربية والقومية تحظر علينا التدخل فى شئون الدول الأخرى.
وبخصوص توصيف علاقات مصر الصعبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ، أكد وزير الخارجية على : إن هذه العلاقات تشهد بعض الاضطرابات ولكن كلا الجانبين يرغب فى الحوار فالشئ المقلق بالنسبة لنا ربط الجانب الامريكى مساعداته العسكرية ببعض الخطوات السياسية الداخلية في الوقت الذي نعتقد فيه ان التعاون العسكري هو امر استراتيجي لا يجب ألا يتأثر بالاعتبارات السياسية ولكننا نأمل فى علاقات جيدة فى ظل استمرارنا أصحاب قرارانا.
وعن الانعكاسات السلبية لقمع الأخوان المسلمين بطريقة تدفع من شأنها الإسلاميين المعتدلين التوجه الى صفوف المتطرفين ، بادر وزير الخارجية بالإعراب عن أمله فى ألا يكون هذا حقيقي ولكن دعينى أكن أمينا فهناك خمسة أشهر ونصف تفصل بين الثورة الشعبية فى 2013 وقرار حظر الأخوان المسلمين انتهج خلالهم الأخوان المسلمون نفس معدل العنف بل وصل الأمر الى استهداف وزير الداخلية فماذا كنا نفعل اذن ؟ فهل كان يجب ان نترك العنف والفوضى ؟ ولذلك كان يجب علينا ان نضع حدا لهذا الوضع، وهو وضع يذكرنا بموقف اسبانيا من حركة ايتا وايطاليا من الطلائع الحمر.
وعما هى مكانة مئات الآلاف من أنصار جماعة الأخوان المسلمين اليوم فى مصر ، شدد وزير الخارجية على أننا نفرق جيدا بين تنظيم الأخوان وأعضاءه ، فنرحب بكل فرد يحترم القانون ويتخلى عن العنف كى ينضم لبناء مستقبل مصر.
و حول كيفية إثبات العلاقة بين جماعة أنصار بيت المقدس والإخوان المسلمين ، أكد السيد وزير الخارجية على وجود دلائل وإثباتات فى قضايا عده وعادة ما تُرسل الى القاضى ولكن بالإضافة الى ذلك ، هل رأيتي الفيديو الخاص بتواجد الأخوان المسلمين أمام مسجد رابعة العدوية وحثهم على العنف ، فهل كان يجب علينا ان نقف مكتوفي الايدى فى مجابهة كل ذلك ؟.
وردا على سؤال حول ملاحقة بعض الصحفيين الأجانب ، أكد وزير الخارجية على أن الاتهامات الموجهة لهؤلاء المراسلين ليست لأنهم يحاورون الأخوان ولكن لإذاعتهم معلومات خاطئة فالأمر لا يتعلق بجانب مهني مطلقاً ، فمصر ترحب بالمراسلين الأجانب فى هذا الإطار مع احترام القانون مع عدم الانسياق نحو النشاط خارج إطار عملها، وعلى العموم القضاء هو جهة الحكم في هذه الأمور .
وبالنسبة لرأيه فى ثورة 2011 ونزول الشباب للشارع للمطالبة بإسقاط مبارك ، بادر وزير الخارجية بالتأكيد على فخره بهؤلاء الشباب وما يمثلونه من مصدر الهام فكان هناك ضغط شديد علىً للعودة مرة اخرى للحكومة التى تركتها فى 2008 واختيارى المجال الاكاديمى ، ولكن عندما رأيت ان مصر تستيقظ ، فقد تحليت بالأمل وتقلدت منصبى هذا عام 2013 بالتحديد لخدمة هؤلاء الشباب الشجعان الذين أتفهم غضبهم وغضب غيرهم من أحوال مصر.
وبخصوص غضب هؤلاء الشباب من القمع بحقهم وتعذيبهم بالمتحف المصري على يد الجيش ، أشار وزير الخارجية الى انه لا يعلم شئ عن الحالة التي تتحدثين عنها بالتحديد ولكن دعينا نعترف انه كانت هناك بعض الأخطاء ، فالخطأ الأكبر هو استشعار هؤلاء الشباب بأن القادة لا يقدمون لهم ردا فى الوقت الذي يرغب فيه هؤلاء الشباب فى الحرية السياسية . ولكن الآن فان مصر لديها دستور جديد تقدمي قريب جدا من القواعد الغربية فيما يتعلق بحقوق المواطن، وعلينا الاستجابة لمطالب الشعب في الحرية والحياة الكريمة.
و حول كيفية تصالح حقوق المواطن مع العنف المبالغ فيه من جانب قوات الأمن ، شدد الوزير على ان مصر ليست عمياء وأن الصورة ليست بهذا الشكل فأجهزة الأمن تحت ضغط شديد من الأعمال الإرهابية، فقد تم تشكيل لجنتي تحقيق حيال فض اعتصامى رابعة والنهضة. بالإضافة الى ذلك ، فان مجموعة من المحققين المستقلين قد تلقوا طلب التحقيق فى جميع الأحداث التى شهدتها مصر منذ 30 يونيه 2013 وسيتم إعلان النتائج ، فمصر ترغب فى ان تصبح مجتمع منفتح وديمقراطي ولكن اذا كانت هناك أخطاء خلال مسعانا هذا فسيتم تصحيحها،إلا أننا نسعى لإعمال القانون.
وردا على سؤال حول هل تزال الانتخابات الرئاسية التى ستشهدها مصر فى نهاية مايو ضرورية فى الوقت الذى لا يشك فيه احد فى فوز المشير عبد الفتاح السيسى بها ، أكد الوزير على ان السيسى يتمتع بدعم كبير وهو على قائمة السباق الرئاسى ولكن ليس بمقدور احد أن يعلم كيف ستسير الامور.
وردا على سؤال حول ألا يتلقى السيسى هدية مسمومة برئاسته لمصر ، فالسوبرمان فقط هو القادر على مجابهة التحدي الأعظم الذي تواجهه مصر ، شدد وزير الخارجية على ثقل وصعوبة مهمة الرئيس الجديد إذ يجب علية تحقيق الأمن ودفع الاقتصاد سريعا هذا بالإضافة الى تصالح المصريين أنفسهم.
و أخيرا ، وردا على سؤال حول تفهمه لحالة الغضب التي تعترى النشطاء بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة وهيمنة الجيش مجددا ، اجاب الوزير مشيرا إلى أن الثوار يقولون نفس هذه المقولة ولديهم بعض الغضب وقال فهمى أتفهم كذلك مخاوف البعض من مغبة عودة مصر للوراء . ولكن الشئ المهم في هذه الانتخابات أنها تتم في إطار دستورنا الجديد الذي قلًص كثيرا سلطات رئيس الجمهورية وسيتعين على الرئيس الجديد أن يفهم أن الشعب فقط هو الذي يمنحه السلطة وان الشعب فقط هو الذى يحدد أُطر هذه السلطة ومن ثم لا عودة الى الماضي.