أبي رحلت في أيام مباركة في شهر رمضان، أرجو من الله أن يتغمدك برحمته، ويدخلك فسيح جناته، وأن نلتقي جميعا في جنات الخلد بإذن الله، فأنا في شوق وحنين إليك، فأيامي القليلة التي عشتها معك علمتني معني «الحب»، كيف أحب الله، وأحب الناس وأحب إخوتي عند وفاتك، فقدت جزءاً من قلبي، فقدت ركناً أساسياً في حياتي، ولكن السلوان هو إيماني بالله الكبير، فأنت كنت مدرسة، ليس لي فقط بل للناس جميعا مازالت أعمالك موجودة، فالكل كان عندما يراني صغيرا يقول لي الله يرحمه أبوك ويحكون لي أحداثاً جميلة عن أبي فألتقطها من أفواههم كما يلتقط الصائد السمكة. يظل أبي في القلب ساكناً بحبه للناس وحرصه علي الحياة بين الناس بروح مؤمن.. وصدق عبد يخلص لله.. يظل أبي في وجداني مهما طال الأمد كريماً في عطائه.. شكوراً بحاله ومقتنعاً برزقه من الله. افتقدك أبي كل لحظة مهما طال الدهر حزيناً علي فراقك.. مؤمن بأن القدر لا يستأخر ساعة لذلك أحمد الله أني ابنك في الأرض ورفيقك إن شاء الله في عالمنا الآخر.. نتمتع سويا بصحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم. من يستطيع أن ينكر الأيام المباركة التي ودَّعت الدنيا الزائفة لتلقي وجهاً كريماً ألا وهي أيام شهر رمضان الذي أتمني من الله أن تكون من الفائزين بكرمه والحاصدين لرضوان الله فيه والمستمتعين بين ملائكته، ليعوضك الله عن صبر الدنيا وعبادة المسلم الخاشع في كل ركعة، الداعي في كل سجدة.. المبارك لعمل الخير. وداعاً أبي حتي نلتقي في دار البقاء.. وداعا قبل أن يكون رثاء.. وداعاً بحب حتي تستريح في عالمك الآخر لتكون دعوانا الأخيرة إن الحمد لله.