المقال بالعامية مش عاجبك ما تقراش، أنا في حالة يرثي لها. حطيت صوابعي في الشق. إيه اللي حصل في أمريكا؟ ها؟ رايحين يعملوا واخد شبطة عند الخواجات؟ وماحدش بيكلمنا ليه؟ ماحدش راضي يكلمنا غير النائب بتاع: حتنتخبوني بالذوق ولا هاه؟ كل واحد يصحي من النوم ياخد له طيارة وخلعان علي أي حتة، الريس يحل مشكلة النيل في إيطاليا، والبرادعي يحل مشكلة التغيير في أمريكا، وما بيقعدش يومين علي بعضهم هنا، ولما نتكلم الاتنين يشخطوا فينا ودول يقولوا أنتم عملاء لمبارك ودوكهمة يقولوا أنتم عملاء لأمريكا! هو عمل حاجة يا ناس؟ عمل حوار: يا مني يا مني.. يا أحمد يا أحمد.. يا عمرو يا عمرو. وطلع بيان وقال لنا وقعوا، وصلي الجمعة، وسافر. طب أنا وقعت.. وبعدين؟ قال لك رايح لمصريين أمريكا عشان حقهم في التصويت. طب وحق مصريين مصر في التصويت طاه؟ ده انتخابات المجلس التشريعي أهي والناس بتقولنا نييجي بمزاجكوا أحسن ما نييجي غصب عنكوا. دلوقت المشهد كالآتي: ناس سافرت أمريكا واجتمعوا ببعض مصريين، وغنوا وصفقوا واتكلموا وهتفوا، وناس هنا راحت متخانقة معاهم وقالت لهم ياللي بتستقووا بالخارج، والحزب الوطني بيزعق لنا ويشتمنا عمال علي بطال، وأحمد عز قال علي الأخوان المسلمين إنهم شيوعيين، ويوسف بطرس غالي بيسب لنا الدين، ودول حوض النيل بتقول لنا حنعطشكوا ومطرح ما تحطوا راسكوا حطوا رجليكوا، والريس سافر إيطاليا ولما حد سأله من هو خليفتك، ضحك علي أساس إن خليفته هو النفخ في الصور استعدادا ليوم القيامة، وقال له: «سؤال لطيف علي كل حال». وأنا مش فاهمة إيه وجه اللطف في السؤال، وأكيد الخواجة الطلياني مافهمش برضه، والعمال نايمين في الشارع بيقولوا آدي جيجي يا طنط سعاد آدي طنط سعاد يا جيجي، والمستشار طارق البشري قال لنا احنا تحت احتلال لأن مالناش قرار ولا سيادة، وجورج إسحاق راح واشنطن يكلم المصريين اللي هناك عن التغيير، ويضحك فجأة في وسط ما هو بيتكلم زي المذيع بتاع برنامج حيلهم بينهم: ثري تو وان. والبرادعي يقول لنا عندي جدول أعمال، ومش فاضي، وسفرياتي كتير، ومربيتي فرنساوية، وميسيو إيزاك كنت باشتري منه اللعب، و«إنه لأمر مشين». والعيال هنا يا قلب أمهم دايرين بالبيان يجمعوا عليه توقيعات وهم نفسهم مش عارفين حيعملوا إيه بعد كده؟ ويتقبض عليهم، ويتبهدلوا كأن مالهمش أهل، ولما تسألهم ينهاروا، وعاملين زي سنية في وجهة نظر لما افتكرت عرفة الشواف دكتور عينين: لا ما تقولش لا، بس ما تقولش بس، مش ما تقولش، مش ما تقولش، مش ما تقولش مششش، ده انت اللي حترجع النور لعينيا. وعبد الله كمال بيتريق علينا، وجهاد عودة بيتكلم في البي بي سي عن اضطهاد اليهود العرب من خمسين سنة. فين السؤال؟ أنا أحط إيدي علي السؤال تلاقيني فريرة. دلوقت احنا حنعرف نشرب ميه ونبقي بلد عادي لها راس ورجلين والناس بتجمع في الكلام والواحد يفهم بيتقال له إيه؟ وللا خلاص كده؟