مروان خوري ليس مجرد اسم لمطرب يدخل إلي الأستديو يضع صوته علي اللحن.. ثم يمضي، فهو فنان لديه تجربة حقيقية يكتب كلمات أغنياته، ويقوم بالتلحين لنفسه فيما يتلاءم مع طبقة صوته.. ليقدم لنا في النهاية أغنية لا تحمل أي قدر من النشاز، ودوما تأخذ لقب أغنية متميزة.. كان مروان خوري سببا رئيسيا في شهرة عدد من المطربين الذين قدم لهم أغنيات ناجحة جدا، ومنهم إليسا، وكارول سماحة، وصابر الرباعي الذي قدم له أغنيته الأشهر في بدايته «عز الحبايب»، وهو كمطرب له ستة ألبومات منها «أنا والليل»، و«كل القصايد»، و«قصر الشوق».. وآخرها «راجعين» الذي طرح مؤخرا واحتوي عشر أغنيات متنوعة جميعها بتوقيع خوري.. مطربا.. وشاعرا.. وملحنا. معظم أغنيات الألبوم هادئة ورمانسية وبعيدة عن الطابع التجاري ألم يعترض المسئولون بشركة روتانا علي هذه النوعية من الأغنيات؟ - إطلاقا فالمسئولون بالشركة تفهموا تماما وجهة نظري، وقد اخترت جميع الأغنيات بحرية كاملة، فلا أحد منهم يتدخل في المعايير الفنية لاختيار الأغنيات، وأنا أعمل علي الألبوم منذ عام ونصف العام كي يخرج بشكل أرضي عنه، ففكرة وجودي كل عام بألبوم لاتفرق معي، فأنا اتفقت مع الشركة علي إنجاز خمسة أعمال خلال خمس سنوات كي آخد وقتي في اختيار أغنيات أنا مقتنع بها، وحاسسها. الألبوم يضم كذلك أغنيتين وطنيتين هما «مش خايف ع لبنان»، و«الحدود» ألا تعتبر هذا مجازفة، خاصة وأننا نادرا ما نستمع لأغنية وطنية في ألبوم لمطرب من الموجودين علي الساحة حالياً؟ - أنا قررت أن أعبر عن وجهة نظري فيما يحدث في بلدي لبنان، وفي وطني العربي من خلال الأغاني، والشركة المنتجة لم تعترض فما المانع، وأري أنهما أغنيتان وطنيتان، وأيضا فيهما معان إنسانية، فالأغينة الأولي تتحدث عن موقف إنساني لشخص يعيش في لبنان، والثانية تتحدث عن فكرة الحدود بين بلدان العالم العربي، وهي حدود أرفضها، لأنها تعزلنا عن بعضنا، بالرغم أننا شعب واحد، ونتحدث لغة واحدة. ألا تري أن أغنية «وطي صوتك» مستفزة، خاصة في مقطع «لو إنتي صوتك عالي.. صوتي أعلي منك بكتير»؟ - أعترف أن الأغنية بالفعل استفزازية، حتي اسمها استفزازي، وهذه هي المرة الأولي منذ بدايتي التي أقدم فيها أغنية مستفزة لهذه الدرجة، لكنها ليست أغنية جدية، بل هي تعتبر دعابة، وحاولت من خلالها تقديم شيء مختلف. دوما تتهم بأن طبقة صوتك محدودة، وأنك تفشل كثيرا في أداء بعض المقامات العالية؟ - أعلم تماماً أن طبقة صوتي محدودة، وأنني أستطيع أداء بعض المقامات، والأخري لا، وأنا لا أدعي أنني مطرب، فأنا مجرد مؤد، وصوتي يمثل حالة خاصة، وأعتمد علي صدق الإحساس، وهذا شيء أفتخر به، فهناك كثير من الأصوات القوية، لكن أصحابها لايعرفون كيف يستفيدون من مساحة القوة هذه، وإحنا مش كلنا أم كلثوم، ومش كلنا عبد الوهاب، أو وديع الصافي. أنت تتعاون باستمرار مع عدد محدود جدا من الأسماء، وأكثرهم من المطربات.. في رأيك ما السبب؟ - الأمر غير مقصود، فأنا أحب أن أتعاون مع مطربين مختلفين، لكن بصراحة الطلب عليّ من المطربات أكثر من المطربين الرجال، هذا لأن المطربات يفضلن دوما اللون الرومانسي الذي أقدمه سواء في الألحان، أو الكلمات. هناك اتهام موجّه إليك وهو أنك «بتستخسر» الأغنيات الجيدة في بعض المطربين، وهذا ماجعل وائل جسار يعتب عليك عدم تعاونك معه، ويصفك بالمغرور؟ - أعرف هذا الكلام، لكن أولا يجب أن أؤكد أنني أحب وائل جسار جدا، لكنه يعتب عليّ معتقدا أنني أرفض أن أعطيه ألحاني، وهذا غير صحيح لأنني أود لأن أقدم أغنيات ناجحة لجميع المطربين الذين يمتلكون أصواتا جيدة مثل وائل جسار، وأعتقد أن سبب هذا الاتهام هو أنني منعزل عزلة شبه تامة، لذا فإن الفنانين يعتبرونني متعاليا وبالتالي يحدث بيننا جفاء غير مقصود، لكنني لا أحب الفوضي، والاستسهال، والمصالح والمسايرة، وكل هذه أشياء موجودة في الوسط الفني، وهي أشياء ضد طبيعتي التي تكره الفوضي، والضجيج،.