الملحن محمد يحيي الذي قدم لنا العديد من الألحان المتميزة لكبار النجوم، يعيش فترة انتعاش فني وانطلاقة هائلة، زادت حدتها بداية من أغنية مصر «لمحمد حماقي» التي حققت نجاحا هائلا، وكانت حديث الناس، وقبل أن يتوقف الحديث عن تلك الأغنية المميزة حتي فاجأنا يحيي بتقديم أغنيته المميزة «الناس الرايقة» مع عدوية ورامي عياش التي لاقت نجاحا مذهلا، وأعادت البريق لعدوية ودخل معها عياش في منطقة جديدة لم يكن قد دخلها من قبل، ولكن بفضل ذكاء يحيي استطاع اكتشاف كل جديد في كل مطرب، وقد ظهر ذكاؤه وتألقه واضحا عندما قدم لنا القنبلة الغنائية الجديدة وهو المطرب أبوالليف، الذي اعتبره يحيي مشروعه الجديد والمبتكر الذي اشترك فيه مع يحيي كل من أيمن بهجت قمر وتوما، وبالفعل راهن محمد يحيي علي نجاحه، وها قد حدث هذا النجاح، ولكن بشكل ساحق ولم يسبق له نظير، فعن تلك التجربة الجديدة ليحيي مع أبوالليف وتفاصيلها، وتلك الانتعاشة الفنية التي يعيشها محمد يحيي كان لنا معه هذا الحوار: ما حكايتك مع أبوالليف؟ وكيف بدأت تلك التجربة؟ - أصل الحكاية إني كنت دائما مع أيمن للتحضير والاستعداد لأعمالنا معا، وكان نادر أبوالليف دائما ما يأتي لزيارة أيمن، وتعرفت عليه، فنادر كان يغني منذ زمن، وكان له أغنية شهيرة جدا تحمل اسم (A.E.O)، وكان يتمني أن يعود للغناء من خلال اللون الشعبي الذي يعشقه، وأبدي رغبته في التعاون معي أنا وأيمن، وبالفعل أنا كنت مقتنعا به وبصوته، لذلك قررت أنا وأيمن أن نقدم له أغنية دمها خفيف، وبالفعل قدمنا أول أغنية له وهي «تاكسي»، ثم «كنج كونج»، ورجعنا وتشاورت أنا وأيمن وقلنا لماذا لا يشاركنا الموزع توما في مشروع أبوالليف، ونقوم بأخذ تلك التجربة علي إنها مشروع جديد، وخصوصا إننا نعيش في ظروف سوق فيها تحكمات صعبة من المنتجين وخصوصا إننا نريد أن نقدم تجربة نكون نحن الذين قمنا بذرع بذرتها علي الساحة الغنائية. تاكسي وكيف كانت خطوات الاستعداد لطرح الألبوم بالكامل؟ - بالطبع بعد أن انضم إلينا الموزع «توما» كانت البداية مع «تاكسي» وبعد ذلك توالت الأغاني حتي قمنا بتقديم ثماني أغنيات، وكنا نقوم بالكتابة والتلحين وأبوالليف بالغناء، حتي انتهينا من تلك المرحلة، وجاءت أمامنا مرحلة البحث عن جهة إنتاجية وتسويق، وفكرنا وبحثنا إلي أن وصلنا لجمال مروان «شركة ميلودي» لأنه أكثر إنسان يفهم في هذا المجال، وقد ساعدنا في ذلك المطرب «محمد حماقي»، فهو الذي تحدث مع جمال مروان وشرح له الأمر وبالفعل قابلنا جمال مروان عند الموزع توما، وما أن اسمع الألبوم حتي أعجب به كثيرا، وقال هذا المشروع مسئوليتي أنا، وبالفعل قمنا بتوقيع العقد مع جمال مروان، وقمنا بالانتهاء من موسيقي ومكساج الأغاني، وجهزنا الماستر وأعطيناه لجمال، ومن هنا بدأت رحلة نزول أبوالليف، وقامت ميلودي بعمل دعاية هائلة له وقد استغرق مرحلة الإعداد للألبوم سنة ونصف السنة. وهل وجدت صعوبة أم تجاوبا في تطويع طبقات صوته للألحان المختلفة في الألبوم؟ - أبوالليف مطرب في الأساس حتي لو كان قد ابتعد عن الغناء لفترة، فهو يملك خبرة كبيرة وذلك لأنه خريج للكونسرفتوار، ويفهم في المقامات الخاصة بالغناء، ويعرف كل التفاصيل، وخبرته بالفعل جعلتني أشعر أن معي قماشة كبيرة أستطيع تطويعها كيفما أشاء. لا أخاف ألم يراودك الإحساس أن تجربة مشروع أبوالليف فيها نوع من المخاطرة؟ - أنا لم أخف، لأني مؤمن بالمشروع منذ البداية، وأعرف جيدا أنه مختلف كثيرا عن كل شيء، وعن النمطية الموجودة في السوق الغنائي، فأنا اعتبر أن أبوالليف عبارة عن حالة جميلة عشتها، وللعلم فالمشروع كنت أشعر فيه منذ البداية برائحة نجاح. ولكن هل تعتقد أن هذا النجاح الساحق اعتمد في الأساس علي الكاريزما المميزة لأبوالليف أم علي اسمائكم الناجحة سواء في التلحين والكلمات والتوزيع؟ - بصراحة هذا النجاح الساحق الذي جاء بتوفيق من الله يعتمد علي كل هذه العناصر مجتمعة لأن كل واحد في مكانه ناجح، فما بالك لو اجتمعت كل تلك العناصر مع بعضها بالإضافة لكاريزما أبوالليف المميزة. مبقاش عندي ثقة في حد ما أقرب أغنية لك في الألبوم؟ - في البداية كانت أغنية «كل بينفسن»، ثم أصبحت أغنية «مبقاش عندي ثقة في حد»، وفي الآخر كل الأغاني قريبة لقلبي، لأني أجد كل أغنية عبارة عن حالة أعيش فيها وأصدقها وأحبها لأني أنا الذي قمت بتلحينها، فكل أغنية أسمعها تمثل لي حالة نفسية معينة، ومن قبلها كانت أغنية «بمبة». وبمناسبة أغنية «بمبة» لماذا وجهوا لك اتهاما بأنك أخذت اللحن من لحن عالمي وهل تعتقد أنه حزب أعداء النجاح؟ - أنا لم أخذ اللحن أو أسرقه كما روج لذلك بعض الناس، ولكني كتبت علي الألبوم أنه لحن عالمي لأغنية «بمبة»، وبالفعل أن أخذته ولكن قمت بالتعديل فيه. وبمناسبة اقتباس الألحان، فما رأيك فيه وخصوصا أنه انتشر في الفترة الأخيرة؟ - اقتباس الألحان شيء وارد، وممكن لأي ملحن أن يأخذ لحنا ويقوم بالتعديل فيه، بمعني إني ممكن أن أسمع لحنا عالميا وأعدله وأقوم بتمصيره، ولكن لابد أن أقول للناس إن هذا اللحن ليس ملكي، ولكني فقط قمت بالتعديل فيه، ولكن لو قمت بأخذ لحن عالمي وقلت للناس إنه ملكي وقتها أصبح «كذاب وحرامي»، وذلك لأني أنسب لنفسي شيئا ليس ملكي، واقتباس الألحان ليس في مصر فقط، فالأتراك يقتبسون ألحاننا أيضا، فمثلا أنا قمت ببيع ألحان للمطرب التركي «مصطفي صندل»، وهي «ناويها» و«خلينا نشوفك»، «ريحة الحبايب» ومطرب آخر اشتري مني «جديد اللي أنت بتقوله» لجنات، وكذلك أغنية «واحدة واحدة» لمطربة يونانية، وأغنية «حكايات» لمطربة هندية، لذلك فالاقتباس أصبح عاديا وشيئا مشروعا في كل بلدان العالم. أبوالليف أجزاء وبالنسبة لأبوالليف بعد هذا النجاح، هل سيكون لك تجارب أخري معه؟ - بالتأكيد فأبوالليف مشروع ظهر للناس، ونحن ككل سنكمل معه المشوار،وسيوجد بالفعل أبوالليف جزء ثان وثالث ورابع، فنحن عن طريق أبوالليف نقوم بإخراج كل الطاقة الموجودة داخلنا سواء من كلمات أو موسيقي وألحان أو توزيع، فأبوالليف حالة نحن أحببناها كثيرا ونتمني أن نعيش فيها دائما، وسنقدم من خلال أغانيه هدفا جميلا فهذا الألبوم انتقدنا فيه الفيس بوك، ولكن الألبوم القادم سننتقد فيه شئيا جديدا. وما الاختلاف الذي تجده في تجربة أبوالليف عن تجاربك السابقة مع كبار النجوم؟ - بصراحة إحساسي في تلك التجربة هو إحساس المنتج الذي يقوم بعمل شيء ويقوم بالصرف عليه من ماله، فهو إحساس أن الإنسان يقوم ببناء شيء خاص به، وبالتالي فيوجد فيه نوع من المسئولية والخوف، لأنه بالطبع أقوم فيه بطرح ألبوم كامل ويتم وضع اسمي عليه وأما أن أقوم بتعلية اسمي معه أو أن تنزل اسهمي معه، لذلك فتلك التجربة كانت ضغطا وتحميلا كبيرا علي أعصابي ولكن الحمد لله حققنا النجاح. وبما تصف تعاونك مع الشاعر أيمن بهجت قمر؟ - تعاونا كثيرا مع بعض، وبالنسبة لي أنا وأيمن فيوجد كيميا جميلة وخاصة بيننا، وحققنا بالفعل نجاحات كثيرة مع بعض آخرها كليب «الناس الرايقة» مع أحمد عدوية ورامي عياش، بالإضافة لنجاحات كثيرة مع عمرو دياب، وفي أغاني الأفلام السينمائية، فيوجد بيننا صداقة وعشرة عمر وبالرغم من عملي مع ناس آخرين، وكذلك أيمن، إلا أنني أجد أنه لنا رزق أن نكون مع بعض ومعنا كذلك الموزع المميز توما، وكذلك أبوالليف. مفاجأة نجد إنك حققت نجاحات متتالية في الفترة الأخيرة من هذا العام بداية من أغنية مصر، كليب الناس الرايقة وأخيرا أبوالليف، فما تعليقك علي تلك الانطلاقة؟ - الحمد لله علي هذا النجاح، فأنا وأيمن دائما نحاول أن نقدم الشيء الجديد وغير المتوقع، مما يؤدي إلي تحقيق صدي هائل عند الناس، ودائما ما أعمل علي تحقيق عنصر المفاجأة عند الناس، وأحاول دائما أن أكون مختلفا، وأنا ارضي كل الأذواق، فأنا عندي رسالة وأعمل علي توصيلها للجمهور من خلال الألوان الموسيقية المختلفة سواء شرقي أو غربي أو مونولوج. ما المدرسة اللحنية التي تنتمي إليها منذ صغرك؟ - إلي الكثير من ملحنينا العظماء أمثال بليغ حمدي، محمد الموجي، محمد عبدالوهاب، السنباطي، كمال الطويل، فهؤلاء من تربيت علي ألحانهم وبالطبع ساهموا في تشكيل شخصيتي، ولا يمكن أن أنسي حميد الشاعري، الذي ساعد علي تشكيل شخصيتي منذ طفولتي، الذي خرج عن طريقه العديد من النجوم مثل علاء عبدالخالق، علاء سلام، هشام عباس، فأنا بداخل تكويني الشخصي مزيج من ثقافة عبدالحليم الشرقية، وثقافة حميد الشاعري صاحب الرتم السريع، وظهر هذا التكوين واضحا في كل جيلي سواء أنا وعمرو مصطفي، تامر علي، محمد رحيم، وبالتالي يجدنا الجمهور نقدم حالة من الوسطين ما بين الأغنية الخفيفة والأغنية الشرقي وهذا ما ساعد علي تميزي وتميز أبناء جيلي من الملحنين. ولماذا لم تفكر في الغناء مثل كثير من الملحنين ممن خاضوا تلك التجربة؟ - لأني لن أحب نفسي في الغناء، ولو فكرت في تجربة الغناء، فليس لكي أكون مطرباً، ولكن لأني أحب الغناء وعندي حالة أريد أن أقدمها، فأنا سواء هذا أو ذاك أقوم بالغناء عندما أضع صوتي علي اللحن وكل الملحنين يقومون بعمل هذا ولكني أجد نفسي في التلحين «جامد»، لذلك ممكن ألا أحقق نفس النجاح في الغناء مثلما حققته في التلحين. وما رأيك في قرصنة النت التي تهدد سوق الكاسيت؟ - أنا لا أركز فيها، لأنه لا يوجد لها حل، لأنه بعد ذلك لن يوجد لاسيديهات ولا شرائط، فكل الألبومات ستنزل علي النت بعد ذلك أو علي الموبايل، فالعالم كله أصبح بداخل الكمبيوتر، وبالطبع أثر ذلك علي سوق الكاسيت لكن ما الحل، وأكيد الكل يتضرر من ذلك، ولكن للأسف لا يوجد رقابة في مصر علي تسريب الأغنيات علي النت مثل الدول الأخري وأتمني أن يوجد الضمير وأن يتم حساب كل هؤلاء ممن يقومون بتسريب الألبومات علي النت. وما جديدك هذا العام؟ - سأقوم بتقديم أغنية واحدة في كل ألبوم لكل مطرب لأن أبوالليف أخذ مني مجهودا كبيرا، وتلك الأغنيات هي «دنيتي أتغيرت» لحماقي، «أيامي» ساموزين، وأيضا حسام حبيب، هيثم شاكر، شيرين، محمد فؤاد، فريق واما وكل المطربين النازلين في الصيف، بالإضافة لمجموعة من المطربين الجدد، وكذلك أقوم بعمل الموسيقي التصويرية لمسلسل «رحيل مع الشمس» وتتر البداية والنهاية مع غناء مروان خوري، والجديد إني قمت بتأسيس شركة أنا والموزع أحمد عادل منذ أيام وتلك الشركة متخصصة في الموسيقي التصويرية فقط الخاصة للمسلسلات والأفلام وتحمل اسم «فيجن». وماذا عن تجربتك مع واما وما الجديد فيها وخصوصا بعد عودتهم لبعض؟ - سأقدم لهم أغنية من كلمات «بهاء الدين محمد» تحمل اسم «أمانة» وهي أغنية مميزة لأن فريق «واما» سيرجع بقوة شديدة وأفكار مختلفة ولأن الجماهير تحبهم مع بعض، وسيقدمون ألبوما جديدا سيعد نقله لهم لأنهم فاهمين ماذا يريدون أن يطرحوه للجمهور.