هكذا.. إنحرف الشاب الطائش والمراهق «عبدالحليم حافظ».. فجري وراء نزواته.. وترك نفسه بين يدي الراقصة والعاهرة «نادية لطفي».. ورمي نفسه في الحضن الذي سقاه الإنبساط والمتعة أي نعم.. ولكن هذه المتعة إنقلبت في النهاية إلي حزن.. فخربت حياته آخر خراب وتحولت إلي جحيم.. وعندما ذهب بعد ذلك أبيه «عماد حمدي» لإنقاذه من براثن ذلك العالم الفاسد وقع فيما وقع فيه ابنه.. ولكن مع «نبيلة السيد».. العاهرة التي تنتمي إلي نفس العالم الفاسد.. ومن هنا جاءت تسمية الفيلم «أبي فوق الشجرة».. حيث ذهب الأب لإنزال ابنه من فوق الشجرة.. فصعد هو بدلاً منه! هذا بالظبط ما حدث مع الضباط الأحرار عندما قاموا بثورتهم «المباركة» حيث رأوا أن الملك «فاروق» ترك نفسه لنزواته ومغامراته ورمي البلد وراء ظهره.. فقاموا بثورتهم لإنزاله من فوق شجرة الحكم الفاسد.. ليصعدوا هم.. وليصبح الفساد أضعافاً مضاعفة عما كان عليه أيام الملكية.. الآن وبعد مرور 58 عاماً علي قيام الثورة لإحلال فساد رجال الملك بفساد رجال الثورة.. وطالما أنه فساد بفساد وعَوَء بعَوَء.. يظل الشيء الوحيد المؤكد أنه.. «نادية لطفي» كانت أرحم بكتير من «نبيلة السيد».. و«عماد حمدي» كان حسيس أكثر بمراحل من رجالة الثورة حيث أنه في نهاية الفيلم رجع لصوابه ونزل من فوق الشجرة.. بينما رجالة الثورة وحتي الآن.. لسه مانزلوش من فوق الشجرة.. وشكلهم مش ناويين ينزلوا!