رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم أن الجماعات المسلحة المرتبطة بحركة تنظيم القاعدة فى سوريا تعرقل مساعى إحلال السلام فى سوريا وإنهاء حالة إراقة الدماء المتصاعدة. ونقلت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى عن مسؤول بارز فى وزارة الخارجية الأمريكية - قوله إنه فى الوقت الذى تتسارع فيه الاستعدادات لعقد مؤتمر سلام فى جنيف لبحث الحرب الضارية فى سوريا ، تقوض الجماعة التى تسمى /الدولة الإسلامية للعراق والشام /فرص التفاوض الرامية إلى إنهاء هذا الصراع الدامى. وأضاف المسؤول الأمريكى إن هذه الجماعة تتحدى بشكل صارخ الجماعات الثورية المعتدلة بإجبارهم على القتال فى جبهتين وإلهائهم عن القتال مع حكومة الرئيس السورى بشار الأسد كما تساعد الجماعة مساعى الأسد بشأن تصوير الصراع فى سوريا على أنه عملية شد وجذب بين الحكومة والجهاديين. ورأى المسؤول أن هذه العوامل تمنح الأسد قسطا من الراحة والثقة كما تجعل مهمة الحصول على تنازلات من النظام خلال طاولة التفاوض أمرا فى غاية الصعوبة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ، الذى وصل أمس الاثنين العاصمة الفرنسية باريس فى أول محادثات دبلوماسية تخص منطقة الشرق الأوسط فى عواصم أوروبية ، سيلتقى بعدد من الدبلوماسيين من 10 دول فى لندن لبحث التجهيزات لعقد مؤتمر سلام حول سوريا. وتابعت الصحيفة إن الهدف الأساسى من مؤتمر السلام المنتظر عقده الشهر القادم فى جنيف على الرغم من عدم تحديد الموعد حتى الآن، يتمحور فى تشكيل حكومة انتقالية بموافقة الشعب السورى لكن لا تشمل مشاركة الأسد. لكن المسؤول قال إن عناصر مقاتلة فى هذه الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تعوق عملية تدفق المساعدات الأمريكية والأجنبية الأخرى إلى الجماعات المعتدلة التى تقاوم الحكومة السورية مما يؤدى إلى عرقلة المساعى الرامية لممارسة الضغط على الرئيس السورى. وأضافت الصحيفة إنه فى الوقت الذى تشير فيه الإدارة الأمريكية إلى تصاعد دور العناصر المتطرفة فى سوريا، لا تزال سياستها هدفا للنقاد الذين يقولون إن الولاياتالمتحدة تقدم مساعدة ضئيلة ومتأخرة جدا للمعارضة السورية المعتدلة.