بدأه عبد الناصر.. ومبارك عطَّله.. وعدلى منصور أعاده جاء إعلان الرئيس عدلى منصور عن البدء فى تنفيذ المشروع النووى المصرى وتنفيذ أول محطة نووية لتوليد الطاقة فى منطقة الضبعة بمثابة المرة الخامسة لدخول مصر عصر الطاقة النووية، سبقتها أربع محاولات على مدار 50 عاما، إذ كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول من فكر فى المشروع عام 1962 على أن يتم إنشاء 8 محطات نووية، وأن تدخل أول محطة منها الخدمة عام 1968.
وتَضَمَّنَ التخطيط للمشروع النووى فى عهد عبد الناصر الانتهاء من إنشاء أول محطة نووية عام 1968، يتوالى بعدها دخول المحطات الخدمة، وكان مقررا أن تدخل آخر محطة الخدمة عام 2000، لكن المشروع توقَّف بسبب تعطيل الدول الغربية وإسرائيل له.. ويعتقد بعض العلماء أن تعطيل مشروع الطاقة النووية كان أحد أهداف حرب 1967.وتحتفظ الذاكرة المصرية بالمحاولة الثانية عام 1974 عندما زار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية فى ذلك الوقت ريبشارد نيكسون مصر، وتم توقيع اتفاقية مع أمريكا لتوريد محطتين نوويتين بمناقصة محدودة بين الشركات الأمريكية فقط، وتم عمل مناقصات وجاءت العطاءات من شركتى «جنرال إليكتريك» و«وستنجهاوس»، ورسا العطاء على شركة «وستنجهاوس»، لإنشاء محطة نووية 600 ميجا ومفاعل أبحاث ومحطة تحلية مياه، ولأسباب سياسية لم يتم تنفيذ المشروع لأن أمريكا طلبت التفتيش على جميع المنشآت الموجودة فى مصر تفتيشا خاصا، وهو ما رفضه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، باعتباره شكلا من أشكال التدخل السياسى، وفشل المشروع.
أما المحاولة الثالثة فكانت أوائل الثمانينيات حين وقَّع الرئيس السادات اتفاقية تعاون نووى مع فرنسا، تقوم بمقتضاها فرنسا بتوريد محطتين نوويتين، كل محطة 900 ميجا، وتم وضع استراتيجية لإنشاء 8 محطات نووية، المحطات الأربع الأولى 900 ميجاوات، والمحطات الأربع الأخرى 1200 ميجا، وقامت شركة «سفراتوم» الفرنسية وهى أكبر شركة عالمية متخصصة فى دراسات المواقع النووية، بعمل مسح كامل لجميع المناطق فى مصر وتم اختيار 3 مواقع، الأول فى الزعفرانة، والآخر فى سفاجا، والثالث فى الضبعة، وتمت المقارنة بين المواقع الثلاثة، ورسا الاختيار على موقع الضبعة وبناء عليه صدر قرار جمهورى سنة 1981 بتخصيص موقع الضبعة بطول 15 كيلومترا طولا وبعرض 3.5 كيلومتر.
وبدأت عملية إعداد دراسات تفصيلية لموقع الضبعة من حيث المياه الجوفية ومعدلات الزلازل واتجاهات الرياح وخلافه، وكان المفروض أن يبدأ المشروع بالأمر المباشر مع فرنسا، لكن تم اغتيال الرئيس السادات فى أكتوبر 1981، وجاء بعده مبارك فطلب أن يتم تنفيذ المشروع بمناقصة عامة ولكن ذلك كان معناه وضع مواصفات أخرى، وطرحها بعطاءات جديدة. هذه العملية عطلت المشروع نحو 3 سنوات على الأقل، وتمت هذه المراحل وكان ينقص توقيع الاتفاقات فقط، ثم وقعت حادثة مفاعل تشرنوبيل العام 1986 ليتوقف المشروع نهائيا.
وفى عام 2009 ظهرت المحاولة الرابعة حين فكر المسؤولون فى إحياء المشروع النووى.