قال خالد داود المتحدث بإسم حزب الدستور أن الأطراف التي تتسائل عن مضمون ما احتوته تغريدة الدكتور محمد البرادعي بشأن حملة فاشية ممنهجة من "مصادر سيادية" و "إعلام مستقل" عليها مراجعة سلسلة من المقابلات قامت بها عدد من القنوات التي تصف نفسها بأنها "مستقلة" على مدى الأسبوع الماضي مع شخصية مجهولة يتم تقديمها على أنها "وكيل جهاز المخابرات السابق" ويقوم فيها بتلفيق الإتهامات المرسلة التي تثير الشفقة والاشمئزاز من فرط تفاهتها وسطحيتها وعبثيتها، لكل الشخصيات الوطنية في مصر. وأضاف داود أنه على الرغم أن تلك الشخصية التي دأبت وسائل الإعلام مؤخرا على استضافتها تقر بأن علاقته انتهت منذ العام 2009 بأي أجهزة رسمية ، أي قبل أربع سنوات، فإنه يزعم بلغة الواثق، رغم كذبه البواح، أن الدكتور البرادعي التقى بقيادات بارزة من جماعة الإخوان في عاصمة أوربية بتاريخ 16 سبتمبر. وأشار إلى أنه قد سبق تكرار اتهامات مماثلة من أطراف أخرى تحترف الكذب، والزعم ان الدكتور البرادعي التقى بوزراء خارجية الاتحاد الأوربي في بروكسيل في تواريخ متضاربة، وكأن تجمع يلتقي فيه مع كل وزراء 27 دولة اوربية امر يمكن اخفاءه عن عيون وسائل الإعلام.
وقال داود أن الشخص الذي يصف نفسه "بوكيل جهاز المخابرات السابق" صرح بالنص في أحد مقابلاته مع قناة "مستقلة" في 25 سبتمبر 2013، والتي كررها في لقاءات مماثلة مع عدد من القنوات التي تزعم أيضا أنها "مستقلة": "وتم فتح حساب (بنكي) مفتوح للدكتور البرادعي للانفاق داخل مصر من أجل تعطيل عمل لجنة الخمسين لإصدار الدستور، وإفشال خريطة الطريق، وتدمير الاقتصاد المصري، وتقسيم الجيش تنفيذا للأجندة الأمريكية، وذلك خلال تحريك عناصره ومؤيديه سواء داخل جبهة الانقاذ و الحركات اليسارية وشخصيات إعلامية صحفية." وتساءل داود: هل هذه إتهامات يصدقها عقل وتستحق الرد؟
وأشار المتحدث بإسم الدستور أنه على الرغم من أن الدكتور البرادعي قام بتجميد عضويته كرئيس للحزب بعد أن تولى منصب نائب رئيس الجمهورية في مطلع شهر يوليو وسط ظروف بالغة الصعوبة، فإن القيادة الحالية للدستور أكدت احترامها لدوره كمؤسس للحزب، والمحرك الرئيسي لثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو من أجل تحقيق أهدافها الرئيسية: عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.
وأضاف داود إن السماح بالاستمرار في ترويج هذه الإتهامات بحق الدكتور البرادعي والعديد من الشخصيات الوطنية البارزة من قبل هذا الشخص الذي يزعم في مقابلاته بشكل متكرر ان معلوماته مستقاة من "مصادر سيادية،" تماما كما العديد من الأخبار المجهلة في صحف كبرى تنسب معلوماتها أيضا إلى "أجهزة سيادية"، وتوالي ابراز وسائل الإعلام لسيل من البلاغات الكاذبة المتكررة في مضمونها بإتهامات العمالة والخيانة، لا يمكن اعتبارهم سوى جزء من حملة تشويه ممنهجة وسط أجواء استقطاب وفاشية سائدة باتت تثير قلق الكثيرين، وذلك مع الإقرار بحق من يريد في الاختلاف مع الدكتور البرادعي ومواقفه بشكل موضوعي لا يحتوي إتهامات مرسلة ومزيفة.
وأنهى داود تصريحه بالقول أن الدكتور البرادعي لم يغير مواقفه مطلقا منذ عودته لمصر في يناير 2010، وبقي دائما وفيا لمبادئة وتصوره لمستقبل مصر الذي يقوم على حتمية التوافق الوطني وأولوية إعلاء قيمة الحياة الإنسانية.