صدر حديثًا عن دار المصري للنشر والتوزيع، الطبعة الرابعة من كتاب "الغباء السياسي.. كيف يصل الغبي إلى الحكم" للكاتب محمد توفيق. الكتاب الذي دفع ثمنه ملايين المصريين نقدًا ودمًا، ولم يقرأوه.
يقول الكاتب في كتابه:
80 مليونًا دفعوا ثمن هذا الكتاب لكنهم لم يقرؤوه! الشعب المصري بكل تياراته، وفئاته، وطوائفه، دفع الثمن. البعض دفع حياته، والبعض دفع حريته، والبعض دفع عقله، والبعض دفع عمله، والبعض دفع عزلته، والبعض دفع غربته، والبعض دفع آماله، والبعض دفع ماله. الكل دفع الثمن، لكن شيئًا لم يتغير؛ لأن القانون يحمي المغفلين إذا صاروا حكامًا!
يستعرض الكاتب العديد من الحكام المنتمين لطبقة "الأغبياء"، ذاكرًا أنه مثلما شهد تاريخنا "الفراعنة العظام" الذين صنعوا الحضارة وغيروا مجرى التاريخ، شهد أيضا "الفراعين الحمقى" الذين كانوا سببا في انهيار دولهم.
والغريب أن الأنظمة الفرعونية لم تسقط بسبب الطغيان وحده، وإنما بالطغيان المقترن بالغباء، فالدول سقطت عندما صار الطاغية غبيًا، وأصبح لا يدري شيئًا عما يجري حوله، فاختل تقديره للأمور، ولم يعد قادرا على إحكام سيطرته.
أمثلة كثيرة للفراعنة الأغبياء، منها "بيبي الثاني" الذي يوصف بأنه أول حاكم غبي عرفه التاريخ، وبقي في السلطة 94 عامًا، وعرفت مصر في عهده الفساد والانحلال، والانقلابات والحروب الأهلية.
فيما تعاقب على كرسي الحكم ثلاثة ملوك أغبياء، وهم "الملك ساكرع"، و"توت عنخ آمون"، وقد توليا الحكم فترة قصيرة كانا فيها مجرد أداة في يد كهنة أمون، إضافة للملك "آي" الذي حكم أربعة أعوام، وكان طاعنًا في السن ففشل في إدارة شؤون البلاد، وساد الاضطراب والفساد.