الخبر: مفتي الديار المصرية والسيد وزير التربية والتعليم يعلنان في مؤتمر صحفي عن تعديل في مادة التربية الدينية الإسلامية للأفضل بإذن الله بعد تنقيتها من كل الأفكار التي تؤدي إلي الكراهية والعنف تجاه الآخر.. التعليق علي الخبر: وأخيرا بعد ما عاني الإسلام والمسلمون لسنوات - بعد أحداث 11 سبتمبر - من اتهامات باطلة التصقت بهم وأصبحنا شبهة وسوابق، ولزقت فينا بغرا صفة العنف والتعصب والإرهاب والتطرف والتشدد وبعد ما بقينا ملطشة من جرابيع الفنانين التشكيليين في العالم وتجرأ علي الإسلام كل من هب ودب من صغار الصحفيين والكتاب والمخرجين وحتي صناع أفلام الكرتون لم نسلم من سئالتهم.... وبعد ما فضلنا نكلم روحنا لسنوات ونشجب ونستنكر في تليفزيونات بعض ونرد علي الإساءة بالمظاهرات ورفع يافطات الضعف وقلة الحيلة في ظل غياب دعم ووقوف المؤسسات الدينية الرسمية في وجه الإساءة وتشويه السمعة، وبعد مرمطة الحجاب ومن ترتديه في الخارج، وبعد مقتل مروة الشربيني في وسط المحكمة في ألمانيا وفي وضح النهار وضرب زوجها بالنار بتهمة أنهما مسلمان، وبعد انتهاكات القدس الأخيرة وشلل، بعيد عنكم وعن السامعين، في ردود الأفعال.. اللهم إلا الاستنكار الذي أصبح مثل الشاي والكيك عند الإنجليز الساعة 5 مساء فغير إنها عادة يومية مملة فهي تدل علي رتابة وبرود شديد.. ومثل الرقصات والأغاني في الأفلام الهندي فغير إنها دوشة ع الفاضي فإن حذفها لن يؤثر في سياق الأحداث.. ومثل غادة عبد الرازق في أفلام خالد يوسف فغير إنها وسيلة للفت الأنظار إلا أنها فقدت بريقها وتأثيرها من كثرة ظهورها ومن كثرة ما يظهر منها!!... وبعد وقوف مصر في موقف المتفرج أو بلاش نظلمها هي كانت في موقف اللي بيعلق علي الأحداث، قامت مصر في كل هذه الأحداث بدور مدحت شلبي (وليس شوبير أو علاء صادق) وهو من يمسك العصاية من النص في طرح القضايا ولا ينجرف تحت أي ضغوط لإظهار رأي شخصي أو تحيز.. ظلت مصر حذرة في تصريحاتها بكل ما تملكه من قوة بأزهرها الشريف ومكانتها التي تمثل وسطية الإسلام وموقعها التنويري في وسط تيارات مظلمة أرادت أن تنال من سماحة الإسلام... لم تكتف بهذا الموقف اللي ماكانش عاجبنا وعملت الأنقح.. خرجت مصر في يوم تاريخي لتقر وتعترف علي لسان مفتيها المستنير المثقف بأن الإسلام به ما يدعو للكره والعنف وجار تنقيته.... وإن شاء الله هتشوفوا جيل قادم جديد خالي من الأفكار المتطرفة التي تدعو لنبذ الآخر مع التأكيد أن هذه الفكرة طقت في دماغنا كده فجأة من غير توجيه ولا أوامر من حد...طيب وإيه لازمة المؤتمر الصحفي يا فضيلة المفتي؟!!... يعني ما الداعي لهذه البروباجندا علي طريقة المؤتمرات الصحفية التي تسبق تصوير الأفلام وانتقال عمرو دياب لروتانا؟!! فهؤلاء يحتاجون لمثل هذه الدعاية.. إنما ما فائدة الدعاية لفكرة تعديل كتاب الدين وتنقيته من الأفكار التي تؤدي إلي كراهية الآخر؟ غير الإقرار بأننا ظللنا لسنوات نعلم أولادنا كيف يكرهون الآخر! وأخيرا عرفنا غلطتنا وحطينا إيدينا علي السبب وجبنا التايهة واكتشفنا إننا كنا بنعلم الدين غلط لعيالنا....!! وبعدين تفتق ذهننا برضه عن حاجة مهمة كانت تايهة عن بالنا لقرون من الزمان وهي أن وزارة التربية والتعليم نسيت تحط التربية واكتفت بالتعليم فقط اللي هي ناسياه برضه بس مش موضوعنا..! فجاءت فكرة مادة الأخلاق.. عاملين زي اللي بيحطوا الشمس في أزايز!!.... ماعرفش هيحطوا في المادة دي إيه أكتر من اللي لازم أي مدرس يعمله وهو في حصته بدءا من احترامه لمواعيده ومرورا بشرحه لمادته بما يرضي الله وعدم ابتزاز الطلبة لأخذ دروس خصوصية عند حضرته وانتهاء باحترام الطالب والتعامل معه بآدمية بدون ضرب وبدون استخدام ألفاظ غير أخلاقية - عند توجيه اللوم لتلاميذه - مثل تلك التي استخدمها سيادة الوزير حينما هبط علي المدرسة إياها مستخدما كل وسائل العنف والترهيب التي قام بتنقيتها فيما بعد مثلما سيقوم بتنقية مناهج الدين بالظبط!!! أنا أتساءل هل تعديل مناهج اللغة العربية أو الفيزياء والأحياء والرياضيات بما يتماشي مع التطور اللي في الدنيا يحتاج إلي مؤتمر صحفي للإعلان عن التطوير في هذه المناهج؟ أم أن هذا التطوير والتعديل هو شيء بدهي وهو أمانة في رقبة من يقوم بوضع هذه المواد إذا وجد فيها ما يحتاج لتعديل فسيعرض الأمر علي الأساتذة المعنيين بهذا الشأن وسيتم التعديل بدون هذه الهلليلة التي حدثت... وهل هذه الهلليلة الخاصة بتنقية الدين الإسلامي من الأفكار المحرضة علي العنف والكراهية هي هلليلة بهدف بريء أم هناك رسالة ما يتم توجيهها لجهة ما؟... هل أنا شريرة من شريري هذا الزمن الذين يتعاملون بنظرية المؤامرة وكل حاجة تعملها الحكومة يأخذونها بريبة؟ علي طريقة واحد شاكك إن فيه قنبلة في الهدية الملفوفة علي باب شقته وهم شوية كحك سايباهم أم مصطفي جارته يحلي بيهم بقه بمناسبة العيد الصغير؟ أشعر أن لي مبرراتي في هذه الريبة وأهمها إني مكسوفة من اللي حصل ده علي أساس إن مايصحش المفتي يطلع يقول كله تمام نضفنا خلاص مادة الدين الإسلامي!! ثم تذكرت أن أمريكا من فترة حشرت مناخيرها في القرآن الكريم وأبدت بعض التحفظات علي آيات الجهاد والقصاص ولذلك تخيلت أنهم سوف يقولون بعد هذا المؤتمر الصحفي، عين العقل والله عقبال ماتشيلوهم من المصحف خالص..!! ده طبعا غير بوز الإخص اللي قاعدلنا عالساقطة واللاقطة وحاشرة روحها في كل أحداثنا الداخلية حتي أحداث الشغب في مباريات الدوري وناقص تنزل تهنئة لحسام البدري في يديعوت أحرونوت!!! أتخيلها وهي شمتانة علي طريقة هأآأآآه إنتو عدلتوا مناهجكوا عشان خاطرنا واحنا لأه.... يا شماتة أبلة ظاظا فينا!!!