رجل أعمال آخر، سافر إلي نفس المصحة، في مونترو بسويسرا، من أجل استعادة شبابه، كما تقول إعلاناتهم، وكما حدث مع رجل الأعمال الأوَّل، قاموا بفحصه، وحللوا كل سوائل جسده، وحللوا القرشين إللي حيلهفوهم منه، وأعطوه الملف الأنيق نفسه، ثم أحضروا محل البقالة الخاص بهم، وبدأوا في حقنه بعقاقير تشبه الشيكولاتة والزبادي وعصير المانجو. وبعد ساعات، فوجئ رجل الأعمال الآخر ببصره يتدهور، وبقدرته علي الرؤية تقل، وعندما انزعج من هذا، وأخبر المعالجين، قرَّروا، تماماً كما في الحالة السابقة، إيقاف العلاج فوراً، وأعادوه إلي مصر، ولم ينسوا بالطبع أن يتقاضوا رقماً لا يقل عن خمسة أصفار، قبل أن يغادر المصحة. وعاد الرجل إلي مصر، وراحت قدرته علي الإبصار تواصل تدهورها، والأطباء حائرون في حالته، عاجزون عن علاجها، حتي بات مهدداً بفقدان البصر التام، واتفق الكل، كما اتفقوا في المرة السابقة علي أن تلك العقاقير البقولية، هي المسئولة عما حدث. ومرة أخري أيضاً، رفضت المصحة السويسرية إعلان نوع العقاقير، باعتبارها رأس مال المصحة وسرها الحربي، وقال بعضهم أنها تتكوَّن من خلايا مخ قرد، وسنم جمل، وأشياء أشبه بالفرخة اليتيمة وزر العفريت وباقي الخزعبلات. وأصيب رجل الأعمال الآخر بفقدان البصر التام، قبل أن يحسم هذا الصراع.... أفلا يستحق منا هذا إطلاق صيحة تحذير كبري، لكل مواطن مصري أو عربي، يفكِّر في السفر إلي سويسرا ( التي لم أسافر إليها قط بالمناسبة )، بحثاً عن العلاج والشفاء؟!... ألا يستحق أن نطلق صيحة تحذير، من النصب علينا، وفوضي علاجنا في الخارج، وعمليات النصب الطبية، والتجاهل العلمي والقانوني، الذي يتعرَّض له المصريون علي يد مصحات.... صنعت في سويسرا؟!.