أحد رجال الأعمال المصريين، ممن تربطني بهم صلة وثيقة، قرأ إعلاناً عن مصحة في مدينة (مونترو) في سويسرا، تعالج جميع الأمراض، وتشفي العليل، وتعيد الحيوية إلي الجسد، الذي أنهكه العمل الدائم والمستمر، ولما كان يعاني بعض الإرهاق والمتاعب الصحية، فقد شد الرحال، وسافر إلي هناك، وهو يحمل كتاب الدعاية الخاص بالمصحة.... وهناك، أجروا له عشرات الفحوص والتحليلات (علي حسابه طبعاً)، وقام كل طبيب في المصحة بفحصه، وسألوه عن تاريخ حياته منذ مولده، وسجلوا كل هذا في ملف كبير أنيق.... ثم بدأت مرحلة العلاج.... في البداية، حقنوه بمادة أشبه بالشيكولاتة، ولم يخبروه بالطبع ماهيتها، أو يحذروه من آثارها الجانبية، ثم حقنوه بعدها بمادة بيضاء أشبه بالزبادي، وأيضاً دون تعريفها، أو التحذير من مضارها.... وخلال ساعات قليلة، فوجئ رجل الأعمال بجسده ينتفخ، ويصبح في لون الدم، مما أصاب معالجي المستشفي، الذين لا يصح وصفهم بالأطباء، بحالة من الذعر، جعلتهم يوقفون العلاج، ويعلنون أنه غير مناسب، وعاد رجل الأعمال إلي مصر، أكثر إرهاقاً وتعباً مما كان، وتصوَّر أن الأمر سيقف عند هذا الحد، ولكن حتي هذا كان أملاً بعيداً.... لقد بدأ يصاب بوهن عجيب في العضلات، أثبتت الفحوص الطبية أنه ناشئ عن عجز في أعصاب عضلات الكتفين، حتي إنه صار مع الوقت عاجزاً عن رفع يده دون مساعدة، بعد أن كان طوال حياته شعلة من الحيوية والنشاط، وأجمع الكل أيضاً علي أن هذا من تأثير العقاقير التي تم حقنه بها، وأنه لو عرفنا نوع هذه العقاقير، فربما يمكن إنقاذ الموقف.... ولكن المصحة السويسرية رفضت تحديد طبيعة أو هوية تلك العقاقير، ورفضت الاستجابة لرجل الأعمال، الذي أصبحت حياته مرتبطة بمعرفة العقاقير التي تم حقنه بها، وظل الأمر علي هذا النحو، والزمن يمضي في سرعة، لا حالته تشفي، أو حتي تتوَّقف عن التدهور، ولا هم يخبرونه عما حقنوه به.... وللأسف، هذه ليست الحالة الوحيدة.... هناك بقية.