بدت شوارع مدينة نصر أمس مغلقة وبواقى أحجار متناثرة فى منتصف الطرقات وسيارات ودراجات محترقة متروكة على جنبات الأرصفة وواجهات مبانى بدا عليها آثار الاشتباكات التى وقعت بين جماعة الإخوان المسلمين وقوات الشرطة، أول من أمس (السبت)، وعلى الرغم من أن الاشتباكات انتهت منذ يومين، فإن الإخوان نجحوا فى إعلان إمارة رابعة العدوية حيث أغلقوا كل الطرقات المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية بالكامل بالحجارة. الإخوان أقاموا سواتر جبلية بحجارة اقتلعوها من أرصفة الطرق فى شوارع النصر ويوسف عباس ومن أمام المنصة وجامعة الأزهر، حيث أقاموا حوائط بارتفاع مترين بآلاف من الحجارة مصفوفة بشكل ضخم، لمنع وصول مدرعات الشرطة أو الجيش إلى مقر الاعتصام، لمسافة تبعد نحو كيلومتر تقريبا عن مقر الاعتصام.
مداخل شوارع يوسف عباس، والمخيم الدائم، والشهداء، والطيران، أُغلقت بالحجارة والرمال، وظل شباب الجماعة يحولون الرمال والحجارة طوال نهار أول من أمس، لتكثيف موانع الوصول إليهم فى حالة محاولات فض الاعتصام، كما توسع مؤيدو المعزول فى نصب خيام رمزية بامتداد شارع النصر فى إشارة إلى تزايد الأعداد، ولكن تلك الخيام ظلت خاوية طوال النهار. وخارج الاعتصام، تقريبا على بُعد عشرات الأمتار، ستجد مرتفعات من القمامة أمام مداخل العقارات المحيطة وهى مخلفات المعتصمين الذى ينظفون الخيم فقط ثم يتركونها أمام العمارات المحيطة بهم. شرفات المنازل المحيطة بالاعتصام جميعها أغلقت بستائر قماش حتى لا يتأذى بصر ساكنيها بما يحدث أسفل منازلهم من قضاء حاجة واغتسال وتنظيف ملابس فى حدائق المنازل، حتى إن مياه الصرف الصحى أغرقت الشوارع الجانبية للاعتصام وجعلت الحشرات والروائح الكريهة تنبعث فى كل جنباته.