الجماعة استخدمتها فى الدعاية والهجوم على معارضيهم والاختباء الجماعة استخدمتها فى الدعاية والهجوم على معارضيهم والاختباءانتشرت فى الفترة الأخيرة مشاهد استغلال المساجد واستخدامها فى خدمة أهداف سياسية لحساب تيارات معينة، والهجوم على المعارضين لهذه التيارات، وازداد الأمر تعقيدا بعد تولى الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف السابق، أمور الوزارة، حيث سخر كل إمكانيات الدعوة لصالح جماعة الإخوان المسلمين، ففى عهد الإخوان، حيث لم تعد المساجد أماكن للتعبد فقط بل تحولت إلى منابر للحديث عن مزايا الجماعة والسب والهجوم على أعدائها، بزعم أنهم أعداء المشروع الإسلامى، كما ظهرت للمساجد مهام أخرى وهى احتماء أعضاء الجماعة بها فى حالة وقوع جرائم عنف واشتباكات من قبل ميليشياتهم.
الفترة الأخيرة شهدت تكرار مشهد اختباء أعضاء الجماعة وأنصارهم فى المساجد بعد الاعتداء على معارضيهم أو للهروب من قوات الأمن، وكان المشهد الأكثر وضوحا فى مدينة الإسكندرية فى مسجد القائد إبراهيم، تلاها مسجد بلال بن رباح بالمقطم فى الاشتباكات الأخيرة، وكان لمسجد المصطفى بمدينة نصر التابع للجمعية الشرعية نصيب فى حماية أنصار جماعة الإخوان المسلمين ليلة أحداث الحرس الجمهورى، حيث اختبأ فيه ما يزيد على 300 فرد عقب الاشتباكات وقضوا بداخله ما يزيد على 9 ساعات حتى خرجوا فى مسيرة إلى مسجد رابعة العدوية.
وهو الأمر الذى تكرر أيضا مساء أول من أمس (الإثنين)، بعد اشتباكات دامية مع قوات الأمن والأهالى والباعة الجائلين بمنطقة رمسيس، حيث لجأ المئات من أنصار مرسى إلى الاحتماء بمسجد الفتح، بعد التأكد من ضعف موقفهم أمام الأهالى وقوات الأمن والباعة، وهو الأمر الذى أدى إلى مبيتهم داخل المسجد، حتى قرر الباعة وبعض المتطوعين تأمين مخرج آمن لهم.
الشيخ محمد عبد الرحمن، مدير أوقاف القاهرة السابق، أكد أن هذه الأزمة لم تظهر بعد صعود الإخوان للحكم، لكنها استمرت لفترات طويلة خلال حكم العهد البائد قبل ثورة 25 يناير، حيث استعمل النظام السابق العنف ضد الإسلاميين، مما جعلهم محل ثقة المواطنين، وقد استغلت الجماعة ذلك من خلال المساجد، مضيفا أن الفترة الجديدة التى تعيش فيها مصر تتطلب البناء وإعادة تقويم كل الاعوجاج الذى حدث فى مساجد مصر، مشيرا إلى أنه لا بد من وضع خطة مع الوزير الجديد وتطبيقها وجلب كوادر جديدة تعمل من الصفر لإقامة مشروع للدعوة، بعيدا عن أى جماعة سياسية، إضافة إلى تطهير كل ما قاموا به من احتلال للمساجد بهدف خدمة دعوتهم.
الشيخ عبد الغنى هندى، المنسق العام للحركة الشعبية لاستقلال الأزهر، أكد أن مصر بأوقافها وأزهرها تتصدر شؤون الدعوة فى العالم، وكان من المفترض أن تكون هذه الوزارة ملكا للدولة لا أن تعمل لحساب فصيل سياسى معين، ففى الفترة السابقة كانت أمور الدعوة فى خدمة الجماعة، وهذا لا يتماشى مع دولة مثل مصر لها تاريخ طويل يعرفه العالم كله ويتعلم منها.
هندى أشار إلى أن أول دليل على تسييس المساجد حدث عندما أعاد طلعت عفيفى 7000 مسجد إلى الجمعية الشرعية، وكان من الأولى أن يتم ضمها إلى الأوقاف. أعداد كبيرة من المساجد الأخرى التابعة للتيارات الإسلامية، وكان من المفترض أن تقوم رسالة الوزارة فى نشر الفكر الدعوى الذى ينتمى إلى مصر ولوسطية الإسلام، بعيدا عن أى حسابات سياسية، وبعيدا عن طموح الجماعة الذى حول المساجد إلى أوكار يحتمى أنصار الجماعة الذين لا يستخدمون إلا العنف فى كل تعاملاتهم مع مخالفيهم، وخرجت المساجد من كل ما ينص عليه الدستور والقانون، وخالف المسؤولون فى الوزارة هذا التوجه واخترقوا اللوائح والقانون، وكانوا يجاهدون دفاعا عن تحيزهم للجماعة، خصوصا أن الإدارات المؤقتة لم تحصل على قرارات، وأودعت الجماعة كل كوادرها فى المساجد، سواء كان فى الأزهر أو من خارج الأزهر، وشهدت اختبارات الدعاة تسهيلات كثيرة لتعيين أئمة بعيدين عن المنهج الأزهرى بدؤوا فى بث فكر الإخوان فى المساجد.
المنسق العام للحركة الشعبية لاستقلال الأزهر أوضح أنه قد ساعد على ذلك تحجيم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية حتى قصروه على شخصيات إخوانية، وكان من المفترض أن يضم شخصيات عالمية، مشيرا إلى أنه لا بد من معيار موضوعى فى إدارة الوزارة وفى كل ما يختص بتعيين الدعاة وبالدعوة، وأن يتم تنقية المساجد مما ألم بها.