لم يتردد عدد من قيادات الإخوان المنشقين فى الإجماع على عدم أهمية اجتماع التنظيم الدولى للجماعة، الذى عقد مؤخرا فى تركيا. بينما اتفقوا على أنه بمثابة حلاوة الروح والعزاء الواجب على حال الجماعة فى مصر.
من جانبه سخر ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين من اجتماع التنظيم الدولى للإخوان، مؤكدا أن التنظيم بات عاجزا عن إنقاذ الإخوان فى مصر وأن الجماعة ارتكبت أخطاء كثيرة أودت بحياتها إلى الأبد، ولن يكون لها ذكر فى التاريخ بعد الآن، وأوضح أن الجماعة وعدت الشعب المصرى بوعود كثيرة، ولكنها خلال عام كامل لم تفعل شيئا سوى أنها خالفت وعدها مع الشعب، ومع السياسيين أصحاب الشرارة الأولى للثورة المصرية.
الخرباوى يرى أن الجماعة الحالية اتجهت نحو الصراعات السياسية، فضلا عن سعيها للهيمنة على كل مفاصل الدولة المصرية، وتجاهلت الشعب ومطالبه، فثار عليها الشعب قبل أن تثور المعارضة ضدها، وأضاف أن الجماعة الحالية «فقدت هيبتها ووقارها أمام الشعب الذى أدرك أنها تتلاعب بالدين وبمشاعر الشعب سياسيا، فخرج عليها هذا الخروج الكبير».
بينما وصف أحمد الحمراوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، اجتماع التنظيم الدولى للإخوان والذى عقد فى تركيا على مدار الأسبوع الماضى بأنه «تافه» ولا قيمة له، مؤكدا ل«الدستور الأصلي » أن التنظيم الدولى للإخوان قليل الحيلة وعاجز عن فعل أى شىء لإنقاذ إخوان مصر، وأنه كيان هلامى لا يملك من أمره شيئا ولا يستطيع اتخاذ قرار واحد لإنقاذ الإخوان فى مصر، مؤكدا أن التنظيم الدولى يترنح ويحاول أن يخدع أمريكا بأن هناك من يقفز على السلطة فى مصر.
القيادى المنشق أشار إلى أن إسرائيل تحاول هى الأخرى من وقت لآخر أن تساند الإخوان، لأن مرسى وجماعته كانوا كنزا استراتيجيا لها، لافتا إلى أن إسرائيل تعيش الآن فى حزن بعد عزل مرسى، وطالب القائمين على أمور البلاد بالاستغناء عن المعونة الأمريكية، لأن مصر ليست فى حاجة إلى معونات.
أما الدكتور عمار على حسن الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، فقال إن التنظيم الدولى للإخوان أضعف بكثير مما يتخيله الناس، مؤكدا أن النخبة السياسية داخل جماعة الإخوان المسلمين عبارة عن مجموعة من التجار تشغلهم المكاسب الاقتصادية ولا يشغلهم الوطن، ووصف الاجتماع بأنه مثل واجب العزاء الذى لا بد منه، وأكد أن التنظيم أصبح فى حالة تصدع والدليل على ذلك أن حالة النفير العام التى أعلنت عنها الجماعة لم تجد استجابة من قطاع كبير داخلها، مشددا على أن الجماعة اعتادت على الاستقواء بالخارج، خصوصا أمريكا ولكن مساعيها ستفشل لا محالة، لأن إرادات الشعوب دائما تنتصر والشعب هو مصدر الشرعية وليس أمريكا.
كان التنظيم الدولى للإخوان المسلمين قد اجتمع أول من أمس، فى تركيا لبحث تداعيات «الضربة التى تلقتها الجماعة» من التغيير الأخير فى مصر وسبل المواجهة فى الفترة القادمة وخطط التحرك خلال أسبوعين بما فى ذلك حملات تشويه إعلامية للمعارضين للإخوان والعمل على إحداث شق فى المؤسسة العسكرية المصرية.
وحسب استراتيجية وضعها ذراع التخطيط فى التنظيم الدولى، يمكن الاعتماد على مساعداتها مثل تركيا وقطر بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الدعاة من دول الخليج ممن لهم أتباع كثر بين الشباب ويدعمون موقف الإخوان. فضلا عن انتهاج سيناريو المقاومة بالنفس الطويل عبر تكثيف الحملات الإعلامية وتوعية الشعب بحقيقة ما حدث، والملاحقة القانونية لرموز الجيش، ووضع استراتيجية لإحداث انقسامات داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى التركيز على مواقف الأحزاب والشخصيات الوطنية التى تعتبر ما حدث فى 30 يونيو انقلابا عسكريا، وكذا إبراز مواقف المؤسسات الدولية التى اعتبرت ما حدث انقلابا عسكريا، والتركيز على مطالبة بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى، مثل جون ماكين بوقف المساعدات للجيش المصرى.
وبالتوازى مع تلك التحركات أوصى التنظيم الدولى بضرورة نشر ملفات الفساد المتاحة عن كل من شارك فى ما سموه بالانقلاب على محمد مرسى، والعصيان المدنى واستمرار الاعتصامات ومحاصرة مؤسسات الدولة السيادية، فضلا عن إبراز أى انقسام بين قيادات الجيش حول ما حدث والوصول لولاءات داخل المؤسسة العسكرية عبر مضامين إعلامية تطمينية.