أعتذر لأنني أكتب عن الكرة لليوم الثاني علي التوالي بعد فترة انقطاع ليس لها مبرر درامي مقنع، هل تشعر بالضيق؟ أنا متضايق أكثر منك ومنزعج من فكرة أن تشغل الكرة حيزاً أكبر مما تستحقه في حياتي، أصارح المقربين لي بأنني أشعر منذ فترة بأني «بقيت شخص علي تكة ومش مظبوط» ينام كثيراً وينتظر ماتشات الزمالك علي أحر من الجمر وكلما جلس إلي اليوتيوب كتب (شيكابالا) أو (أهداف الزمالك في الإنتاج) أو (مهارات ياسر المحمدي) أو (الألتراس الزملكاوي) ليجلس وقتاً طويلاً يشاهد هذه الكليبات وكل من في المنزل يعتقدون أنه قاعد في أوضته بيذاكر. لم أكن متعصباً من قبل بل كانت الكرة في ذيل اهتماماتي وهناك أجيال في تاريخ الكرة المصرية سقطت مني علي بعضها بعد جيل مونديال 90، صدقني أجد صعوبة في تذكر أهداف الموهوب عبد الحليم علي الذي تعرفت عليه من جديد عبر اليوتيوب، وأتذكر أهداف حسام حسن مع الزمالك طشاش ولا أعرف من الذي كان يحرس مرمي الزمالك قبل عبد الواحد، كنت أشجع الزمالك لكنني أصبت بلوثة جنون بعد فوزنا بالأمم الأفريقية في 2006، استيقظ بداخلي اهتمام غريب بكرة القدم وصرت أرتب حياتي حسب مواعيد المباريات، وأصبحت حالتي النفسية تتأثر بنتائج مباريات الزمالك والمنتخب الودية قبل الرسمية، وزادت اللوثة فأصبحت أتابع كل فرق الدوري، فأتعاطف مع الفرق التي يدربها زملكاوية (إسماعيل يوسف في الجونة وطارق يحيي اتحاد الشرطة وفاروق جعفر طلائع الجيش والمنصورة أشرف قاسم)، بل أصبحت متعاطفاً مع فريق المقاصة الذي يدربه أحمد عبد الحليم والذي يقترب من الصعود للدوري الممتاز، أقول لك علي حاجة أوحش من كل اللي فات... أنا مشترك في نادي وادي دجلة الذي يتصدر فريقه المجموعة الثانية في دوري الدرجة الأولي وأذهب لتشجيعه عندما يلعب علي أرضه وأحلم بصعوده للممتاز بلاعبيه الذين أصبحت مفتوناً بهم، وائل عبد الفتاح هداف المجموعة والحصري أفضل صانع ألعاب والمهاجم الغاني ويسدوم، أصبحت أتحدث مع زوجتي عن ماتشات هذا الفريق وفرحتي بفوزه علي جاسكو أو الداخلية وأفرح بها عندما تأخذني علي قد عقلي وتقول إن شاء الله هيصعدوا. أقول لك علي حاجة أقوي... يلومني المقربون دائماً لأنني عندما أكون ضيفاً علي الهواء في أحد البرامج لا أخبرهم، يعتبرونها تناكة مني واستهتاراً ويعبرون عن استيائهم عندما يخبرهم شخص ما أنني كنت في التليفزيون، يشعرون بضيق ما، والموضوع باختصار هو أنني أخجل من الاتصال بشخص ما لأقول له «والنبي أنا طالع في برنامج بعد شوية ابقي اتفرج عليَّ» حتي لو كان البرنامج مهماً، في الأسبوع الماضي اتصلت بأمة لا إله إلا الله لأخبرهم أنني سجلت في برنامج حسن شحاتة «مصر والمعلم» وأطلب منهم مشاهدته وأعيد علي مسامعهم بفخر الجملة التي قالها لي أحمد المهدي مخرج البرنامج (كل الضيوف بتوع كورة وإنت المدني الوحيد اللي فيهم)، البرنامج كله نصف ساعة أظهر في الحلقة خمس دقائق «بالكتير» لكن يسبقني أبو تريكة ويليني عمرو زكي بخلاف المعلم وكتيبته كلها. (حاسس إني بقيت تافه) قلتها بصدق لصديقي فطلب مني ألا أكبر الموضوع خاصة أنه مهوس كروياً قدي خمسين مرة، وطلب مني ألا أكرر هذا الرأي لأن رجالاً كباراً في العائلة وفي عائلات مصرية أخري كثيرة يشبهونني في هذه الجزئية وهناك من سيعتبرها إهانة له، قدم لي مبررات كثيرة من نوعية أنه اهتمام مشروع لا يؤثر بالسلب في حياتي، وأنه تفريغ جيد ومطلوب للشحنات العاطفية التي تتراكم داخل الواحد طول الوقت، وأن العالم كله بدوله المتقدمة قبل المتخلفة يعيش هذه الحالة في ألعاب كثيرة. أدخل كلام الصديق قدراً من الطمأنينة علي قلبي، لم أصبح تافهاً بعد، ربما أصبحت إنساناً عادياً.. وهنا تكمن الكارثة. عموماً برنامج «مصر والمعلم» يذاع علي قناة الحياة كل خميس الساعة 8 مساء.