.. وعاد الفقر ليخيم عليها بعد تطبيق ضوابط السفر لليبيا منية الحيط .. زحمة وناس مهمومة "متشعبطة " في العربيات تعتبر قرية «منية الحيط» من أهم قري مركز إطسا بمحافظة الفيوم علي الإطلاق وأكثرها ثقافة وهدوءاً لما تتميز به من طيبة فطرية لأهلها الذين يعيشون حياة بلا مشاكل ولا صراعات، كما تعتبر قرية تاريخية حيث إنها مسقط رأس الإمام الأكبر الشيخ عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر الأسبق ومازالت عائلته تعيش في القرية وهي عائلة غوثي، وسميت منية الحيط نظرا لأنه كان بها حائط بعرض 3 أمتار أنشأته مديرية الري بعد الحملة الفرنسية لتنظيم المياه وتجميعها قبل توزيعها علي القري المحيطة بها وما زالت آثار هذا الحائط موجودة إلي الآن. وتعاني هذه القرية الطيبة الإهمال الأزلي بالرغم من أن عدد سكانها مع توابعها يزيد علي 80 ألف نسمة، حيث تتبعها 20 عزبة، ويعود إهمال المسئولين لها إلي كونها قرية تقف علي الجانب المقابل من الحزب الوطني علي طول الخط، فبها الكثير من الشباب المعارض سواء من الإخوان المسلمين أو حركة كفاية أو اللجنة الوطنية للتغيير والتي يرأسها الدكتور البرادعي فمنسق الحملة في المحافظة أحد أبناء عزبة تابعة للقرية.. وقد عاد الفقر من جديد إلي القرية بعد أن أغلقت ليبيا أبوابها في وجه المصريين ومنهم قرابة 20 ألف شاب كانوا يعملون فيها بالتجارة وكانوا مصدر حركة ورخاء لأهالي القرية إلا أن القيود التي فرضتها السلطات الليبية ضمت عددا كبيرا من شبابها إلي طابور البطالة الذي يعاني منه أغلب أهالي القرية التي تعتمد علي الزراعة فقط،وكانت حركة البيع والشراء من وإلي ليبيا هي المصدر الثاني للدخل. وتعاني القرية التي يعيش أكثر من 70% من سكانها تحت خط الفقر من الفوضي والإهمال المتعمد حيث تتحول شوارعها إلي سوق يومي الاثنين والخميس فلا يستطيع المواطنون الحركة بداخلها وتتعطل الحياة فيها تماما بالرغم من أنها طريق للكثير من قري مركز إطسا، كما أنها تعاني سوء حال طرقها حتي إن سائقيها أضربوا عدة مرات عن العمل بسبب سوء حال الطرق واضطر التلاميذ للذهاب لامتحانات الثانوية العام الماضي علي الحمير، وبالرغم من هذا ما زالت الطرق علي حالتها، كما تستخدم السيارات الربع نقل والدراجات البخارية في المواصلات فتحولت القرية إلي موقف كبير وسدت الطرق وسط غياب تام للوحدة المحلية التي لا تفكر في إنشاء سوق أو موقف بالقرية. كما تتعرض القرية سنويا لغرق عشرات المنازل بسبب كوبري العمدة المنخفض الذي يتسبب في غرق المنازل وانتشار الروائح الكريهة نتيجة تراكم الجثث النافقة والحيوانات الغارقة في المياه أسفل الكوبري، أما مدخل القرية فهو مسرح دائم لعدد من الحوادث يومياً نتيجة وجود خزان خرساني مرتفع يؤدي إلي عشرات الحوادث، وبالرغم من الإهمال الشديد الذي تشهده القرية فقد أجبر أهلها قوات الأمن علي منع التزوير في انتخابات مجلس الشعب السابقة ووقفوا في وجه عمليات التزوير، ويشارك شباب القرية في جميع الفاعليات السياسية التي تشهدها مصر بل تعد أكثر قري الفيوم تعاملا مع التقنيات الحديثة من حيث انتشار أجهزة الكمبيوتر والإنترنت، وقد قام أهلها بحملة مقاطعة ناجحة ضد الجزارين بعد أن قام الجزارون برفع سعرها من 42 جنيهاً إلي 45 جنيها، فأجبروا الجزارين إلي العودة للتسعيرة القديمة، بل أحمد سيف النصرقاموا باستخدام مكبرات الصوت للتأكيد علي أن بيع اللحوم سيتم بالأسعار الطبيعية بعد أن تعرض عدد كبير منهم لخسائر فادحة.